​​لكَ أنتَ...

عِندَمَا تُوَاسِي فُلَان، وَتَمسَحُ دُمُوعَ فُلَان، وَتَجبُرُ كَسرَ فُلَان صَدِقنِي أنتَ تَسعَى إلى مَرتَبَةٍ عَظِيمَة، وَمَنزِلَةٍ كَرِيمَة لا يَبلُغُهَا أيُّ إنسَان، وَلا يَرتَقِ لِنَيلِهَا كَائِنٌ مَن كَان.. ألا وَهِي جَبرُ الخَوَاطِر، تِلكَ العِبادة التِي تَتَقَرَّبُ إلى اللَّهِ عز وجل بِهَا، لَيسَ مِن السَهلِ أن يَكبِت المَرءُ عَلى جِرَاحِهِ وَ أن يَتَنَاسَى أنِينَ آلامِهِ التِي تَعصِفِ فِي أعمَاقِهِ، وَلكِنَّهُ الإيثَار الذِي يَدفَعُهُ لِمُوَسَاةِ الآخَرِين وَهُو أحوَجَ مَا يكُونُ إلى مُوَاسَاتِهِم، يَسعَى فِي جَبرِ قُلُوبِهِم وَفُؤادُهُ مُتَصَدِّعٌ مِن كَثرَتِ النُدُوبِ فِي دَاخِلهِ، يَترُكُ فِي قَلبِ كُلِّ مَن عَرَفَهُ أثَر وَيَمضِي سَرِيعًا كَغَيمَةِ المَطَر، ليسَ لغَايَةٍ فِي نَفسِهِ وَلا يَرتَجِي مِن ذَلكَ رِفعَةَ قَدِرٍ بَينَ النَاس فَهُوَ ذَاتُهُ مَجهُولٌ بَينَهُم لا يَعرِفُوهُ إلا بَعدَ أن يَستَودِعُوهُ، الحَيَاةُ لديهِ ليسَت سِوَى رحلَةٍ سَتَنقَضِي ذَاتَ يَوم وَكُلُّ رِحلَةٍ لا بُدَّ لهَا مِن زَاد، وَهُم يَبتَغُونَ مِن ذَلكَ إعدَادَ الزَادِ وَتَركَ الأثَرِ بَعدَ المَمَات !

فـ لِلَّهِ هُم وَقُلُوبُهُم...

"سنرحل في لحظة كما لو أننا لم نكن على ظهر هذه الفانية يومًا، وستتلاشى رسائلنا، وسيفقد المتابع إشعاراتنا للأبد، ولا بقاء إلَّا لله الفرد الصَّمد"!‌‌

الحمدُلله على ما أصابَنا ، على كُل حسرةٍ وفقدٍ وتِيهٍ وضيَاع الحمدُلله في المَنع والعطاء ، الحمدُلله أنّها دُنيا إلى زوال وأنّ مُصابنا فيها وليسَ في ديننا
الحمدُلله الّذي جَعلَ أجر الصّبر على البلاء بغير حِساب ؛ حتّىٰ مثاقِيل الذّر حتى صُداع الرّأس وحتى الشّوكه تُكفّر بها خطايانَا الّتي تجرّأنا بِها عليك..!
سُبحانك سُبحانك لا نُحصي ثناءًا عليك انتَ كمَا أثنيتَ على نفسك ؛ لنا ربٌّ جميلٌ رحيمٌ كرِيمٌ عطوفٌ يعز عليهِ خواطِرُنا ، لولا الله وكلامُ الله والعيش على أمل أن يدخلنا الجنّة برحمته لَنفلقت أكبادنا من الأسى ، إنّا لله يفعَلُ بِنا ما يشاء ، آمنتُ بالله ")

قد يُربى المرء وقلبه لكى يكن صالحا لاستقبال العطايا والمنح
وكلا وله وقته ونصيبه ورزقه الذى قسمه وقدره الله له
ربنا حكيم عليم
رحيم بر لطيف فكله خير وإن تأخر.!

**البلاء كاشف..
البلاء غربال المواقف..

البلاء مدرسة الحياة، وعلى صرحهِ تتعلم الكثير من الدروس فيه تتعرف حقيقة المُحب ومن يدعي الحب وفيه تميز بين حقائق الأقوال والأفعال في البلاء يتودد إليكَ البعيد ويفر منكَ القريب يتخلى عنكَ من كنت تحسبه السند، ويُسندك من لم تخاله يومًا سيكون عونًا أو مدد**.

منح الله بعد المحن الكبرى لا تبارى .. لكنها لمن آمن بحق، وأحسن الظن بربه!

*?مُحَاضَرَة بِعُنْوَانِ :
?[ مَشَاعِرَ الْمَوْت ]
?لِلشَّيْخِ سَمِيرِ مُصْطَفَىٰ. .
⌚️د.45:08*

**إيّاكَ وأن تخاف شيئًا قبل حُدُوثِه ( لا تتخيّل )
واصرِف فِكركَ وخوفِكَ عن الغيبياتِ فهيَ ف عِلمِ اللَّٰه.

واعلَم أنّ البلاء إذا نزل ع العبد = ينزل معه اللُّطف.

فإذا تصوّرت البلاء قبل أن يقع
= قد استقبلت البلاء بدون لُطفٍ فأهلَكت رُوحك.

• واجبٌ عليك أن تتيقَّن أنَّ لك ربٌ قيّوم لا ينام
فاطمئن به وتوكَّل عليه واستبشِر وتفاءل بالخير.**

نفسي اللي يواسي حد في مصيبة أصابته ميزايدش عليه.
متقولوش أصل أنا عندي كذا وكذا، ساعتها ممكن تسمع منه اللي ميعجبكش.
اربت على كتفه، ذكره بإنا لله وإنا إليه راجعون، ادعيله، ذكره بفناء الدنيا وإن ده ابتلاء يرفع الله به عباده.
أما إنك تواسيه بإن فيه فلان مصيبته أعظم من مصيبته، فَهو مش شايف إن فيه مصيبة أعظم من اللي عنده دلوقتي.
الحزن الشديد بيطغى على القلب فَيعميه مؤقتا.
هو لسا مش مقدر حجم الحزن جواه ومش عارف راسه من رجليه.
فَذكره بالأجر عند الصبر، وأننا كلنا راجعون لله.

إسلام منصور .

الى ديان يوم الدين نمضي وعند الله تجتمع الخصوم