أتيت من الغياب بقطعة حضورٍ صغيرة ، أحضّر قهوتي على عجل ليأتي فنجاني الاخير على موائد الرحيل ، بجرة قلم ثم أطوي دهراً من سنّي كفيلم تركي مدبلج رديء أو أريكة باردة جداً ..

القناة ستبقى ذكرى ستخلد أوراقي الساقطة على مقاعد مقاهي الشتاء الحزينة ، الخالية إلا من طيور الحلم الجائعة ... ذكرى سأتذكرها بمحيط أرق وإدمان .

يا آخر سطور قد كتبت انتهى فنجاني إنها الرشفة الأخيرة .... لم يبقى شيء

أيها العالم ثمة مزيد من الألم على كراسي الأنتظار ، أما أنا فقد أغلقت عيادتي

أتمنى للجميع الحياة السعيدة وشكراً لحسن متابعتي طيلة السنوات الماضية ... إلى اللالقاء

بعد ساعة من الآن

كي تعلم كم مر من الوقت، لا تنظر إلى الساعة بل إلى وجهك في زجاجها.

‌‏الحياة : هو الاسم الذي يطلق على بعض اللحظات .

" ﺭُﺑَّﻤﺎ ﻣﻔﺴﺪﺓ ﺍﻟﻮﺩِّ ، ﻛﺜﺮﺗُﻪ "

من يراك مزهراً لا يدري كم صيفاً مررت به ، وكم مرة أسقطتك الرياح ، وكم عاصفة اقتلعتك من الجذور ، هم يعجبون بحسن منظرك فقط ويشتهون اقتطافك .

ثغرات القانون !

فاقد لملامح وجهه ، يبيع جسده لحطاب ويعود بعد حين ليلتقط قطعه ، كمجرم شقت ظهره شفرة الضمير ..

غريب جداً هذا الرجل يسكر من أغنية أو يقرأ حرفاً من كتاب سحر ، حزنه يلوح من أعلى كتف جبار .. متغطرس كمدينة منكوبة ترتعد تستنجد الإغاثة . وتتدفق دماء أرضها وكأنها تنحر أضحية عزاء .