" تيك توكر "

_ منصف التواتي ايقول :-

إيريدني عزيز و نا عزيز إنريده ،
أمغير ما ارضيت نكون خاتم فِيده .. !

_ هيوا هيوا سلم مجايبك يا خالد، علل موش خاطي و الله

_ سلمك سلمك، عارف يا فضل لو العالم الي بره يفهم شعرنا و صوب خليلنا علي اليمين ايطيح بسطون المتنبي ،

_ هربلا،،،،! المتنبي مرة وحدة، كيلي باعدتها اشوي هالمرة،

_ خطرها عالمرّة، ايش صار في شاهيّك ما ظني إلا نزح برادك ؟

_ ما نزح غير السو و أنت ديما جايب الضيق، أهي واتية غير قعدّلي مخك و قولي شي حاجة لعبدالكافي.

**

_ يا سالمة ، يا سالمة هاوو

_ ها يا حمد و أنت ديما اتقول جايب عِلم

_ عطك فيلم إنحقك فيه ميتة ، العيل وين أديارة الغلم حاشت و هو مازال ما روح ؟

_ و نا وين إنريد إنجيب عليه عِلم، ما يبقى إلا قاعد مع فضل رفيقه،

_ علي اليمين فضل هذا ما يطلقه نين ايودره و ايودر الغلم في جرته،

**

مرّت الأيام و توالت " جيّات فضل " على خالد حتى ترك الأخير رعي الغنم و أختار لنفسه مهنة أخرى بعد أن أقنعه صديقه " فضل " أن هناك برنامج يُدعى " التيك توك " يستطيع من خلاله نشر موهبته في حفظه للشعر الليبي و إقناع العالم الخارجي أن " سليمان الشريمة " أفضل من " المُتنبي " و أن من خلاله أيضًا يستطيع كسب الكثير من الدولار،

باع خالد بعضًا من أغنام أبيه دون علمه و أشترى لنفسه " أيفون 14 " لجودة تصويره حتى يظهر للعالم بوجهٍ خاليًا من حَبْ الشباب، و بدأ في مشواره في التيك توك،

و في يومٍ مُشمس كانوا " شِيّاب المنطقة " يجلسون بجوار جمعية البلدية منتظرين قدوم السلعة التموينية لبلدتهم فالشهر يكاد ينقضي و جمعية " الحاج نوري "
لا زالت " امنفضة "

و من بين الأزقة جاء الحاج حمد للجمعية مُتأخِرًا على رفاقهِ
" الشيّاب " يجر " كرعيه " ظاهِرًا عليه الإرهاق و التعب الشديد،

_ وين يا حمد هالتأخيرة كيلي باقي كابر نين واحل في شيل أقدامك،

_ عطك جابر إن شاء الله، غير وسّع و أنت ديما غالي عليك ارويحتك،

_ ما اتقولي يا حمد، عندكم كراهب ايشيلن السياق لعند ألمانيا،؟

_ ألمانية أي وطن،؟ و أسياق أي وطن،؟ فيش اتخرف أنت علي هالصبح

_ و الله ولدك خالد طرولي العويل إنه طايح في وحدة من غادي و ما ايفض معاها بكل ليل نهار و هو معاها،

_ خالد ،؟ و ايش جَيّبه لألمانيا، ! خالد إسم الله الكريم لعند امبدري سيبته ماد خلقته في داره،

_ عالتيك توك يا حمد،

_عطك ابلك إن شاءالله، تيك توك ايسما هذا ؟

_ التيك توك برنامج عالنقال تلقى روحك مرة في ألمانيا و مرة في بريطانيا و مرة في الجزائر و كل مرة في وطن، و تعرف يا حمد قالوا، ركز اه، قالوا ما تمسكهش علي، قالوا ايجيب في الدولار هالبرنامج،

و بينما كانوا " الشيّاب " يقضون وقتهم في " القرمة " جاء جار
" الحاج نوري " ليخبرهم أن " الحاج " اليوم موش حايفتح محله،

_ و عليش ما يفتح إن شاء الله المانع خير ،؟

_ لا غير الحاج داير بث عالتيك توك و بلغني إنقوللكم إنه راهو موش جاي للمحل،

_ حتى هو الدولار يا بابا، ايش يبي في السكر و الشاهي و الزيت و الدقيق، أهي الناس الي تحسب فيها صح،

**

_ يا خالد، يا خالد تعال جيبلنا خبزة الله ايربحك،

_ يا يا أمي موش فاضي داير بث توا

_ خليه يا ولية توا انجيبها نا الخبزة، خالد ما يطريه حد ،

_ و عليش إسم الله الكريم، من وين جاء هالحن العقابي،؟

_ اخلودة اساع ايجيبلنا الدولار لعندنا و خوذي عندك اساع ايجيبلكم وحدة ألمانية خير من جيبتي نا لك،

_ إسم الله الكريم، هذا فيش ايخرف

مضت الأيام و أصبح جميع سكان " المنطقة " في حواشينهم على التيك توك ينتظرون مجيء الدولار بفارغ الصبر،

و في يومٍ مشمس تجمعت سيارات الشرطة حول بيت الحاج حمد للقبض على " خالد " بتهمة الفساد الأخلاقي و نشر الدعارة في كل أرجاء المنطقة،

_ بسم الله كنك يا أفندي و الله العيل ما دار شي غير قاعد على هالتيك توك بيش ايجيبلنا الدولار و ينشر في غناوي " الشريمة " للعالم ،

_ ولدك يا حاج يرقص عالتيك توك و ينشر في الفساد الأخلاقي و هذا شي مخالف للقانون و للعرف،

**

_ كنهم الشرطة يا حمد،؟ ازعما جيين جايبين الدولار لخالد ،؟

_ عطك حمار ايصكك، ولدك يا سالمة لا جاب دولار لا جاب ابزار ولدك طلع رقّاص يا سالمة،

_ مصلحة حتى هي المهم يشتغل .

.

الكاتب مالك التركاوي

نبيكم كلكم تنشروها في قنواتكم ✏️

" ولادة عسيرة "

_ يا مالك إكتبلنا رسالة عاطفية في وحدة عجبتني نبي إندزلها رسالة،

_ الله عليك يا مالك خطّك جميل و تعبيرك كان متميز على باقي الطلبة،

_ لا عندي مالك بسلامته يعرف ايعبر غير عطيه ورقة و قلم،

الجميع كان يشهدُ على موهبتي في الكتابة منذ طفولتي و كيف لا و أنا الذي كنت دائِمًا أتقمص دور العاشق في جُلّ علاقات أصدقائي فكنت الكاتب الخفي الذي يُغازل فتيات المدرسة على لسان غيرهِ ، حتى أنني أشتهرت في جميع أنحاء مدرستي أني كاتب العشاق، و أصبح الوضع يتردى حين إنتقلت للمرحلة الثانوية حيث كانت مدرستي الجديدة للذكور فقط، حينها فقدت شغف الكتابة بعد أن تلاشى عطر الأنوثة من قلمي و أكملت ما تبقى من مراهقتي في تذوق جميع أنواع التبغ و بعد أن ضاق علي الخناق المالي من أسرتي حين علِموا أن إبنهم الذكي قد أصبح عبارة عن باخرة تنفخ الدخان الأسود ليل نهار،

لجئتُ للسرقة لسد الثغرة التي أنفجرت في رأسي فالتبغ أصبح يتقمصني و يطلب مني أشياء فوق قدرتي فنهبت أموال الجمعية من أمي و سرقتُ الدجاج من مزارع الجيران و تطور الأمر حتى أصبحتُ مشهورًا في كل الحي بأنِّي السارق الأول بامتياز حتى أصبح الجميع يُحذِّرُونَ أبنائِهم من مغبة مرافقتي و كأنني أصبحتُ كالطاعون لا مفرّ مني إلا بالابتعاد عني،

و في المرحلة الجامعية إنتقلت لمرحلة الهدوء و الرزانة فالنساء قد عادن من جديد في حياتي و لكني إصطدمت بتكاليف دراستي، فأختياري للهندسة كان غباءً مني في الأساس فالفقراء لا مكان لهم في مجتمعنا سوى أن يصبحوا جنودًا للحرب، فقررتُ حينها أن أترك تخصصي و أبحث عن عملٍ أسد به ثغرة الجوع التي في بطني و ثغرة الإدمان التي في دماغي و كالعادة كان للنساء رأيٌ أخر فعند قدومي لسحب ملفي من الجامعة قابلتني فتاة تشبه بدر التمِّ في تمامه و عليها من الحُسنِ الأسمري ما عليها فأرسَلتْ جنود إبتسامتها لخلع ما تبقى من بوابة قلبي فأنتهى بي المطاف طالبًا في كلية الهندسة و عامِلًا في إحدى مخابز المدينة،

و أشتهرت بلقب العجّان الأول في المدينة و كيف لا أكون الأول و أنا طوال اليوم أُفرِكُ الدقيق بيديّ و أُفرِكُ قلبي صباحًا بيديها و أستمر هذا الفرك حتى أفركتني يدُ الفقر من جديد حين علِمتُ أن عصفورة قلبي قد خُطِبت لمن هو أفضل مني حالًا، فأنتهى بي المطافُ شيخًا أُقبِّلَ كتاب الله ليل نهار ليمسِحَ اللهُ حبها من قلبي و أصبحتُ أتغذى على كل معلومةٍ تقابلني حتى وجدتُ نفسي أسيرًا لِلكُتب فتذكرتُ طفولتي حين كنت الكاتب الأول في مدرستي و لكن هذه المرة سأحاول أن أكتب لغير النساء،

و سرعان ما تلاشى الأمر حين أتهموني بالتشدد في تديُّني و أصبح فؤادي فارِغًا لا هوية لي حتى قابلني " خالد " على كورنيش المدينة يمشي وحيدًا لا صديق له و لا حبيبةٌ لهُ و لا أعداء لهُ وحيدًا وحيدًا غارِقًا في صمتهِ ، فأحببتُ شخصيتهِ و منذ ذلك اليوم و أنا أتقمص شخصيتهُ متخبئًا خلف جلباب خالد أرسم لكم حكاياتي و صراعاتي اليومية لعلِّي أن أكون الكاتب الأول يومًا ما فالكتابة تعرِفُني و أنا أعرفها منذ نعومة أظافري و إن كان الفشل أحاطني في باقي المجالات فلا شك هذه المرة سأنجح في نقش إسمي في أعلى سقف الأدب و إن فشلت تذكروا دائِمًا أن خالد لن يفشل في خلوده في ذاكرتكم .

بحرف :- مالك التركاوي

#تنويه
الّذي في الصورة هو خالد الحقيقي .

أمس أنسيت نعطي مثال آخر على واو الثمانية
مثلاً :-
واحد إثنين ثلاثة أربعة خمسة ستة سبعة و الثامن سجله كوتينهو ???

جماعة برشلونة ما تزعلوش غير انوضح في الدرس عليكم

واو الثمانية عليها جدل كبير بين علماء اللغة
و لكن أنا إستنبطت منها إلهامي و كتبتُ في سياقها نصي المتواضع
واو الثمانية سُميت بهذا الإسم لتوكيد لصوق الصفة بالموصوف و هي تأتي بعد سبعة كلمات لتؤكد الصفة في الكلمة الثامنة مثلًا قول الله تعالى في كتابه الكريم :-

عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا .

الصفات السبعة كانن متتاليات بدون واو حتى جاءت الصفة الثامنة فكتبت الواو للتوكيد . " و أبكارًا "

و مثال أخر :-
التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُوْنَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ

سبع صفات متتالية بدون واو حتى جاءت الصفة الثامنة فسبقتها واو التوكيد لتوكيد الصفات السابقة بالصفة الأخيرة

و في نصي هذا شبهت أن كل من في قلبي مشكوك في أمره إلا المفضلة لدي فمكانها مؤكد في قلبي .

أتمنى أن يكون شرحي مفهوم .