والله لا يزيدني استعلاء الصهاينة اليوم وتجبرهم وطغيانهم إلا إيماناً بالله وتسليماً له سبحانه، كما يزداد يقيني بأنهم إلى تباب ودمار، هذا وعد الله ولن يخلف الله وعده!

‏رحم الله هنية ولعن إيران

أولاً : لكل ساحة من الساحات ظروفها الخاصة التي تفرض عليها ما لا يلزم غيرها من تحالفات ومعاهدات ونحو ذلك مما يفرضه الواقع وتحتمه الضرورة، والواجب أن يعذر بعضنا بعضاً مالم يسبب الاجتهاد الضرر المباشر بالآخر، كما لم يجز الفقهاء أن يقتل المسلم أخاه المسلم مكرهاً وإن خاف على نفسه القتل لتساوي عصمة الدم.
ولقد عاهد رسول الله صلى الله عليه قريشاً وصالحها يوم الحديبية فيما بقي أبو بصير رضي الله عنه وثلة من الصحابة خارج المدينة على قتالهم مع قريش.

ثانياً : الأصل في حماس سُنّيتها وجهادها ووقفوفها على ثغر من أهم ثغور الإسلام، ولا يزول هذا اليقين بشك بحال، ومن الشك تحميل التصريحات السياسية - حمّالة الأوجه- على أسوأ الاحتمالات ثم البناء عليه بتبديع وتفسيق ونحو ذلك، وإن كنت أرى أن - بعض التصريحات- تجاوزت حد الضرورة ووجب إنكارها - وقد فعلنا من قبل- على أن يكون الإنكار بحجم الخطأ دون تهوين ولا مبالغة.

ثالثاً: القول بأن حماس ذراع لإيران قول فيه ظلم وإجحاف، فأذرع إيران قاتلت إلى جانب إيران والنظام المجرم بشكل صريح في سورية مثل حزب اللات وبعض الميلشيات الفلسطينية كالجبهة الشعبية للتحرير فضلاً عن الميليشيات العراقية وغيرها وهذا مالم تفعله حماس ولا في أدنى درجاته!
بل على العكس لقادة حماس تصريحات صريحة مؤيدة للثورة السورية ولثورات الربيع العربي، بل ولها شهداء أبطال روت دماؤهم مناطق عدة في سوريا في قتال إيران والنظام المجرم!

رابعاً : إن منهج علماء السنة مبني على الإنصاف والعدل، وإعطاء كل ذي حق حقه، من غير مداهنة في باطل، ولا غمط في حق.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ( ومن جعل كل مجتهد في طاعة، أخطأ في بعض الأمور، مذموماً معيباً ممقوتاً، فهو مخطئ ضال مبتدع)
ولابن القيم كلام بديع في هذا الباب حيث قال
(إن من قواعد الشرع والحكمة أيضاً : أن من كثرت حسناته وعظمت وكان له في الإسلام تأثير ظاهر فإنه يحتمل له مالا يحتمل لغيره ، ويعفى عنه ما لا يعفى عن غيره ؛ فإن المعصية خبث ، والماء إذا بلغ قلتين لم يحمل الخبث ، بخلاف الماء القليل فإنه يحمل أدنى الخبث ).

خامساً : الدعوة إلى الوحدة مع إيران والشيـعة في مواجهة اليهو.د وأعداء الأمة دعوة مبنية على الوهم منطلقها تأثير الحالة العاطفية السائدة وهي مناقضة للسياق التاريخي ومخالفة للواقع الملموس، وفيها قفز على محاولات سابقة في هذا الباب كلها باءت بالفشل الذريع ودونكم تجربة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي رحمه الله والدكتور عبد الله النفيسي من المعاصرين وغيرهما الكثير.

سادساً: الشيـ.عة بقيادة إيران أعداء حقيقيون لأهل السنة عقدياً وسياسياً وتاريخياً -و لا يقل عداؤهم عن اليـ.هود - استباحوا عواصم المسلمين ومدنهم وسفكوا دماءهم وانتهكوا حرماتهم وهم على هذه الحال إلى يومنا هذا، وليس من الحكمة تناسي هذا التاريخ والواقع الأسودين مقابل بعض الرشقات الصاروخية وبعض التصريحات السياسية ضد الصهايـنة، بل إن إيران لم تضع معشار العشر من الإمكانيات التي وضعتها في مواجهة السنة في "حربها" مع اليـ.هود.
فإن عُذرِ العوام بإحسانهم الظن في إيران وانسياقهم خلف العاطفة فلا يمكن إعذار النخب بمثل هذا أبداً.

سابعاً: المسلمون تتكافؤ دماؤهم وأموالهم ولا قدسية لدم المسلم الفلسطيني على دم إخوانه في سوريا والعراق واليمن والعكس صحيح، ولا تقل قضايا المسلمين في سورية واليمن والعراق وغيرها عن القضية الفلسطينية من ناحية وجوب الجهاد فيها ونصرتها لحفظ الدين والنفس والعرض واسترداد الحقوق المغتصبة وصد عادية المعتدين.

تعاني "هيئة تحرير الشام" أزمة على صعيد "السلوك" الذي يخلق "الأزمات" ، ثم على صعيد "الحلول" التي تفاقم " الأزمات" وتزيدها تعقيداً

وما حادثة فض اعتصام إدلب اليوم إلا حلقة جديدة من حلقات سلوكيات الهيئة التي تؤكد ذلك.

إذ غالباً ما تختار الهيئة طريق "التفرد" و "الاستبداد" و" التجبر" بدلاً من طريق الشرع والعقل والحكمة! ولعل هذا من انعدام التوفيق وطمس البصيرة.

وهي بذلك لا زالت تضيع الفرصة تلو الأخرى للرجوع إلى جادة الصواب وإيجاد حلول جذرية لمشكلات صنعتها - ولا زالت تصنعها- بيديها.

https://t.me/ali_alomer

رحم الله الأخ أبا جعفر رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته
كان شعلة من النشاط والعمل الدؤوب، أوذي من قبل النظام المجرم والخوارج والغلاة على حد سواء، ومات شهيداً مهجراً عن بلدته في سبيل الله نحسبه والله حسيبه