ما بعد الثالثة فجراً:
‏أتعرف أنني لا أنتظر أحدًا
‏سِواك
‏لا أعرف وجهًا
‏غير وجهَك
‏يوقُظُ الشمسَ بداخلي
‏يُشعرني بأنني أقل ثِقلًا
‏أكثرَ أملًا وحُرية
‏وحدُك
‏من تبدد وحشة الليل بداخلي
‏وحدُك
‏من يغريني في هذا العالم الضخم
‏أنتظرُك كل ليلة
‏أنتظر صوتُك ضحكاتُك وكلماتُك
‏أنتظرُك
‏مثلَ قمرٍ فريد

صباحًا أنتِ
‏مُتكاثرة بداخلي
‏في ساحات أفكاري
‏وفي قلبي ورأسي وبدني
‏انتِ في كل الأماكن
‏مُنتشرة.

أودعتُ عندك أحلامي،أتحفظها؟
أمنت قلبك آمالي،أتؤويها؟
أهديتك العمر أرضًا لا بناء بها!
أتستطيع ببعض الحُب تبنيها؟

أَنتَ روحي
وداري
ودياري
لازلت لا تدرك بإنك عائلتي وأصدقائي
يا كُل الأشياء وأثمنها وأصعبها

وأغارُ من ثغرٍ يُنادي بِاسمِها
‏حتى وإنْ قَصَدَ المُنادي غَيَرها
‏وأغارُ ممن يكتبون قصائداً
‏فيها وصوفُ قد أبانَتْ سِرَّها
‏وأغار ُمن أهلِ القبيلةِ كلّهِمْ
‏كانوا لها عند الشدائدِ ظهرهَا
‏وأغار من مرآتها فهي التي
‏قد أبصرت كل الجمال، فسَرَّها

كُلّما
رأيتُ غيمًا ‏ونجمًا
وكُلّما
‏سمعتُ شعرًا
‏وتأملت في الدنيا حُبًا
‏تمنيتُك معي .

تذكرتُك
‏والسماء مليئةٌ بالنُجوم
‏والقمَر
‏خجولٌ ووحيد
‏والأشياء هادئة
‏من حولي
‏غير أن صوت قلبي
‏كان عاليًا
‏عاليًا جدًا
‏يُناديك في الليالي.

بودِك لو تشاركه كُلَّ أفكارك
‏تناقضات مشاعرِك
‏مخاوفك
‏وكُل ضحكة قد أجلتها يومًا ما
‏كُل فكرة
‏كُلّ رغبة
‏وكُل إحساس
‏لفرط ما شعرت معه بالأُنس
‏وبأنك في المكان الصحيح
‏تودُّ لو تعيش عُمرك كُله
‏بين كنفاته
‏ولن تُصاب حينها بالملل
‏كأنهُ كُلُّ ما تريد
‏وكُلُّ ما تود.

من قُماش حضنكِ
فَصّل ِلي عناقًا
طويل الأكمام

‏لمّا التقيتكِ أحيا الحُبُّ أورِدتي
‏وأيقظَ النبضَ في روحي وأحياها
‏كأنّ دُنيايَ أهدتْني سعادتها
‏فما أرقّ وما أحلى هداياها
‏فيا لِبهجةِ عينٍ أنتِ ساكِنها
‏ويا لِفرحةِ رُوحٍ أنتِ دُنياها
‏فأنتِ ألطف إحساسٍ جرى بِدَمي
‏وأنتَ أجملُ أقداري وأحلاها