أولئكَ المُخلصون حقّاً، وشيعتُنا صِدْقاً، والدُعاة إلى دِينِ اللهِ سِرّاً وجهراً)
📚 [غيبة النعماني]

✹ هذهِ الرواية لإمامِنا السجّاد يجبُ على الشيعي في كُلِّ لحظةٍ أن يُدقِّقَ النظرَ فيها.. فهي تُحدِّثُنا عن زمانِ الغَيبة وتُخبرنا بأنّهُ في زمانِ الغَيبةِ قد يتمكّنُ الناسُ مِن أن تكونَ الغَيبةُ عِندَهم بمنزلةِ المُشاهدة وذلكَ حينما يملكونَ مَعرفةً صحيحةً وعقيدةً سليمةً بإمامِ زمانِهِم.. وهذا أعظمُ توفيقٍ وأعظمُ تسديد ينالُهُ العبدُ مِن اللهِ ومِن إمامِ زمانهِ.
وإنّما يبلغُ العبدُ إلى هذهِ المرتبة:
(أن تكونَ الغَيبةُ عندهُ بمنزلةِ المُشاهدة) بهذهِ الأوصاف التي ذكرها إمامُنا السّجاد.. فأصحاب هذه الأوصاف هُم المُخلصون حقّاً.. كما يقولُ إمامُنا السجّاد: (أولئكَ المُخلصون حقّاً، وشيعتُنا صِدْقاً)

- (فصِفةُ الإخلاص) هي التي تكونُ سَبَباً لِبلوغ إلى هذهِ المرتبة.. أما ما هو الإخلاص؟ وأين يكون الإخلاص؟ فالإخلاص إنّما يكونُ في( قلب الإنسان).

✹ معنى قول الإمام: (إنَّ أهل زمان غيبتهِ القائلين بإمامتهِ) معنى "القائلين بإمامَتِهِ": أي المُعتقدين حَقاً أنّهُ إمامٌ يُراقِبُنا في كُلِّ صغيرةٍ وكبيرة.. وجعلوا حياتَهُم نَذْراً رَخيصاً بينَ يدي إمامِ زمانِهِم في كُلِّ أبعادِها الماديّة والمعنويّة..

✹ قوله: (ما صارتْ بهِ الغيبةُ عندهم بمنـزلةِ المُشاهدة) الغَيبةُ صارتْ عندَهُم بمنزلةِ المُشاهدة بما عندَهُم مِن بصيرةٍ ومِن قُوّةٍ وسلامةٍ في العقيدة.. فقُلُوبهم سليمةٌ وعُقُولُهم سليمةٌ ونظيفةٌ مِن قذاراتِ الفِكْر المُخالف لأهل البيت.. لأنّهم لا يأخذون دِينَهم وعقيدتَهَم إلّا مِن حديثِ العترة الطاهرة ونُصوصِ زياراتِهِم وأحادثِهِم الشريفة.

• (هؤلاء هُم أهلُ الوفاءِ بعَهد بيعةِ الغدير )

.. الذين التزموا بشروطِ بيعةِ الغدير والتي أهمُّ شرطٍ فيها هو أن لا نأخذَ تفسيرَ القُرآنِ وفَهْمَنا للدينِ إلّا مِن عليٍّ وآلِ عليٍّ فقط وفقط.

• (هؤلاء صارتْ عندَهم الغَيبة بمنزلةِ المُشاهدة)

يعني وكأنَّ الإمامَ لم يغِبْ عنهم، فهُم يتعاملونَ مع الإمامِ وكأنّهُ حاضرٌ شاهد.

والإمام فِعْلاً هكذا.. هو "حاضرٌ شاهد"
.. نحن الذين حُجِبتْ أبصارُنا عن رُؤيتِهِ.

• فالإمام السجّاد حِين ذَكَر أوصافَ هؤلاءِ (المُنتظرين حقّاً) قال في نهاية الرواية: (أولئكَ المُخلصون حقّاً) فالإمام ذَكَر (صِفةَ الإخلاص) كي نَعرفَ أنَّ أهلَ الطاعةِ والإخلاص الذين وُصِفوا بأنّ «قلوبَهُم نُزّعٌ إلى إمامِ زمانِهِم..» هُم بعينهم الذين أعطاهُم الله مِن العقولِ والأفهامِ والمعرفةِ ما صارتْ الغيبةُ عندهم بمنزلةِ المُشاهدة.

✹ ونَحنُ لو أردنا أن نتتبّع الرواياتِ التي ذكرتْ هذهِ الصفة (صِفة الإخلاص) في أصحابِ الإمام الحجة مِن أهل الغَيبة مِمّن يُوفَّقون لِنُصرتِهِ.. نجد هذهِ الصِفة واضحة جدّاً وتتكرّرُ في أحاديثِ أهل البيت حين يكون الحديث عن أهلِ الغَيبة مِمّن يُوفّقون لِنُصرة الإمام الحجة صلواتُ اللهِ عليه،
فصِفةُ الإخلاصِ واضحةٌ جدّاً في أنصارِ إمامِ زمانِنا.. وأنصارُ الإمامِ هُم أولئكَ المُخلصون الذين وصفتْهُم الرواياتُ بأنّهم يرفعونَ شِعار: (يالِثارات الحسين) فهذا هو شِعارهم وشعارُ إخلاصِهِم.
• لأنَّ( الإخلاصَ للإمامِ الحُجّةِ هُو الإخلاصُ لِسيّدِ الشهداء).. والإخلاصُ للإمامِ الحُجّة هُو احتراقُ القلوبِ لِسيّدِ الشهداء، فمِن مواطنِ نُصْرةِ الإمامِ الحُجّة هُو جَزَعُ القلوبِ واحتراقُها لِمُصابِ سيّد الشهداء، وهُو التمنّي والدُعاء بالتوفيقِ لأخذِ ثأرِ سيِّدِ الشُهداء مع إمام زمانِنا..

- ولِذلكَ نَحنُ نذكرُ الإمامَ الحُجّة في الدُعاء الذي يُستحبُّ قراءتُهُ ليلةَ مِيلادِ الحُسين .. ونَذكرُ ثأرَ الحُسين وثأرَ أهل البيت في الدُعاء الذي يُستحَبُّ قراءتُهُ ليلة مِيلادِ إمامِ زمانِنا.. وهذا يرجع إلى الترابط المِفصلي بين (المشروع الحُسيني والمشروع المهدوي).

•••

#ياصاحب_الأمر

:

?: الإرشاد - الشيخ المفيد - ج ٢ - الصفحة ١١١

• ولما رجع الحسين عليه السلام من المسناة إلى فسطاطه تقدم إليه شمر بن ذي الجوشن في جماعة من أصحابه فأحاط به، فأسرع منهم رجل يقال له مالك بن النسر الكندي، فشتم الحسين وضربه على رأسه بالسيف، وكان عليه قلنسوة فقطعها حتى وصل إلى رأسه فأدماه، فامتلأت القلنسوة دما، فقال له الحسين: " لا أكلت بيمينك ولا شربت بها، وحشرك الله مع الظالمين " ثم ألقى القلنسوة ودعا بخرقة فشد بها رأسه واستدعى قلنسوة أخرى فلبسها واعتم عليها، ورجع عنه شمر بن ذي الجوشن ومن كان معه إلى مواضعهم، فمكث هنيهة ثم عاد وعادوا إليه وأحاطوا به.

• فخرج إليهم عبد الله بن الحسن بن علي عليهما السلام - وهو غلام لم يراهق - من عند النساء يشتد حتى وقف إلى جنب الحسين فلحقته زينب بنت علي عليهما السلام لتحبسه، فقال لها الحسين:

" أحبسيه يا أختي " فأبى وامتنع عليها امتناعا شديدا وقال: والله لا أفـــــــارق عــــمي.
• وأهوى أبجر بن كعب إلى الحسين عليه السلام بالسيف، فقال له الغلام: ويلك يا ابن الخبيثة أتقتل عمي؟! فضربه أبجر بالسيف فاتقاها الغلام بيده فأطنها إلى الجلدة فإذا يده معلقة، ونادى الغلام: يا أمتاه!

• فأخذه الحسين عليه السلام فضمه إليه وقال: " يا ابن أخي، اصبر على ما نزل بك، واحتسب في ذلك الخير، فإن الله يلحقك بآبائك الصالحين ".

• ثم رفع الحسين عليه السلام يده وقال: " اللهم إن متعتهم إلى حين ففرقهم فرقا، واجعلهم طرائق قددا، ولا ترض الولاة عنهم أبدا، فإنهم دعونا لينصرونا، ثم عدوا علينا فقتلونا ".

••

|| #ياحســــــــين
|| #ياصاحــب_الأمر

⚠️ الخدمة الحُسينيّة بالعَبرة فقط هذا اقتراح مِن #خدام_الحسين، وليستْ موافقة لِمُراد المَخـدوم

#ياحســــــــين
#ياصاحــب_الأمر