لم اعد اطيق النظر إلى نفسي في المرآة
لشدة نحولي واصفراري...
كنت مثل وردة الربيع.. كانت كل الاغاني تجري في دمائي كنتُ انا العافية كنت انا الحياة
اما الان تغير كل شيء واصبحتُ وردة ذابلة
لستُ اعرف اين يكمن مرضي..
يصعب علي التنفس ويصعب علي النوم
تصرخ عظامي كلها.. بالكاد احمل نفسي بالكاد امشي..
اتقيء باستمرار فاتجنب الاكل والشرب
اكتفي بمشاهدة سقف الغرفتي المنهار نهارًا
و اراجع ذكرياتي خوف نسيانها ليلًا
بدأت اموت ببطئ... هذا كل ما ادرك عن مرضي
الليلة زعزعت نفسي لاصل الى الطاولة حيث مسودتي ومذكرتي...
لكن فجأة نزل علي شعور مهيب قشعر كل بدني..
فكرت لو انهي كل الامي الان دفعة واحدة؟
امسكت الة حادة .. اطلت النظر الى معصم يدي والى عروقي المشتعلة صورت في مخيلتي مشهداً راق لي
وانزلت على جلدي الهش الاله الحادة ودسستها بجلدي..
كان الم هادئ...شعرت بنشوة غريبة استمر النزف حتى خدرت يدي ولم اعد اشعر بها... شعرتُ أني غارِقة ببركة دماء
نزل على عيوني غواش واخذ يتزايد شيءً فشيء
فكان اخر ما وقعت عليهِ عيني صورة لأختي الصغيرة مُبتهجة.. واخر ما سمعت صوت "عبادي العماري"
وهو يردد في الغرفه "سامحيني.. سامحيني"
واخيراً بدأت اشعر بروحي تخرج من كل أنحاء جسدي..
وكأن ملك الموت واقف فوق رأسي ساحبًا روحي
ابتداًء من اطراف اقدامي..صعودا الى بطني ويدي..
واخيرًا عند عنقي...

طُرق الباب بقوة استيقضتُ غارقة بالعرق لا بالدماء ضحكتُ على نفسي بهيسترية ومسحتُ جبيني...
حملت نفسي لارى اي زائر هذا من يعلمُ بمرضي؟
فكانت جارتي أمُ زهرة قد احظرت الخبز واحبت الاطمئنان علي..

-الأربعاء ٢٠٢٤/٨/٧

هل تناسيتَ ليلنا ؟

خلص تموز

اغضبُ واثور حتى اهدأ... اعارض واتمرد حتى اقبل و اطيع، ادعوا الله بكل صدق ثم اياه اللعن افكر في الموت مساءً وبكل حب اعدُ الفطور لاخوتي صباحًا اكره ان اكتب ثم انا احشرُ رأسي بين الكتب بحثًا عن الكلمة الانسب دعك مني
لا ادري كيف انا.. حتى انا لا افهمني ولا افهم كيف صقلتني هذه البيئة الغريبة..
انا ارهقني تموز لكن وددت ان اكتب لك اليوم أليسَ هذا ما يفعله كل المعارف و الأصدقاء؟
وجد ان تصلك قبلاتيُ الهادئة وحروفي البسيطة وحُسن نواياي فأكتب عن شوقي لِلكنة صوتك الجميل ولعينيك التي تشعُ نوراً ومحبةً... لشيب شعرك المُبهر و لكلماتك الحلوة اذ ارتميت بين احضانك بحثًا عن الدفئ والامان.. ولكف يدك الذي يبعث في نفسي كل الحنان
للكعك والشاي الذي تحضره.. وللندبة الموجودة على يدك اثر مشاجرة قديمة
لا اشتاق إلا للقليل شوق لا اشعر به الا عند استماعي لاغنيتك المفضلة.. وعند قرائتي لنصوصك التي تحبها.. عند تذكر القصائد التي كُنت تلقيها علي..
عندما اراقب التلال والجبال التي كنت ترتقبها
واذا سمعت مقطوعة موسيقية لتشايكوفسكي او اذ قرأت مسرحية لسوفوكليس..
عندما ادخن السجائر التي تدخنها
واخيرا عندما لا اجد من يشاركني كوب قهوة
َ تعال وشاركني ما تبقى من تموز المرهق... وكوب قهوة