سؤال: قبل نحو 7 سنوات تعلّق بذمّتي مبلغ من الخمس، وقد داورته مع المجتهد، وسدّدت جزءاً منه، وبقي الجزء الآخر بذمّتي، ومنذ ذلك التاريخ وإلى الآن لم أستطع تسديد الباقي، فما هو تكليفي؟
جواب: مجرّد العجز فعلاً عن الأداء لا يوجب فراغ الذمّة، بل يجب عليك تسديد ذلك الدَّين ولو بالتدريج متى ما استطعت ذلك.

س. بعض الأشخاص لا يميّزون في أمور التقليد، فهل يجوز لهم أن يكتفوا بالرجوع إلى قول من يرشدهم إليه؟

ج. إذا كانت من باب الوكالة لمعرفة الأعلم فلا إشكال في ذلك.

مجرد عدم قبول ولاية الفقيه لشبهة علمية اجتهاداً أو تقليداً لا يوجب الفسق والخروج عن العدالة، ولكن إظهار العداء للولي الفقيه ولمن يواليه والتجاهر بالكلام في ذلك يتنافى مع العدالة.

يستحب قبل التشهد في الصلاة الابتداء ب: "الحمدُ للهِ"، أو:
"باسمِ اللهِ وباللهِ والحمدُ للهِ وخيرُ الأسماءِ للهِ"، أو:
"باسمِ اللهِ وباللهِ والحمدُ للهِ والأسماءُ الحسنى كلُّها للهِ".

ويستحبّ بعد التشهد أن يقول بعد الصلاة على النبيّ وآله صلّى الله عليه وآله: "وتقبّلْ شفاعتَهُ في أمّتِه وارفعْ درجتَه".

نسيان التشهد

سؤال: إذا قام المصلي بعد السجدة الثانية في الركعة الثانية من الصلاة الرباعية، وتذكر أنه لم يقرأ التشهد، فما حكمه؟

الجواب: إذا تذكّر قبل الهويّ لركوع الركعة الثالثة، فعليه المبادرة للجلوس وقراءة التشهد والقيام مرة أخرى وقراءة ما تجب قراءته في تلك الركعة، وإتمام الصلاة، ثم الإتيان بسجدتي السهو عن قيامه في غير محله على الأحوط استحباباً. أما إذا تذكّر أثناء هويّه لركوع الركعة الثالثة أو بعده، فعليه إتمام الصلاة والإتيان بسجدتي السهو عن التشهد المنسيّ بعد التسليم. والأحوط وجوبا قضاء التشهّد المنسي بعد التسليم، ثمّ الإتيان بسجدتي السهو.

شمس الشموس وغريب الغرباء...

المسألة:
هل أن شمس الشموس وأنيس النفوس وغريب الغرباء والسلطان من ألقاب الإمام الرضا (عليه السلام)؟

الجواب:
شمس الشموس وأنيس النفوس وغريب الغرباء لم نجدها في ألقاب الإمام المأثورة كما لم نجدها في ألقابه التي ذكرها المؤرِّخون وكتاب السير والتراجم رغم أنَّهم ذكروا له ألقاباً عدة مثل الرضا والصابر والولي والزكي والفاضل وسراج الله والوفي والصدِّيق وغيرها.
فالظاهر أنَّ هذه النعوت توصيفاتٌ جرت على ألسنة أهل الولاية في مقام المدح والثناء على المقام السامي للإمام الرضا (عليه السلام) وليست هي ألقاباً للإمام (عليه السَّلام).

نعم وجدنا في كتاب المصباح للكفعمي رحمه الله تعالى توصيفًا للإمام الرضا (عليه السلام) في خطبة العيدين: "بشمس الشموس وأنس النفوس"، حيث ذكر فيما ذكر من خطبة العيدين: "اللهم وصلِّ على الإمام المعصوم والسيد المظلوم والشهيد المسموم والبدر بين النجوم شمس الشموس وأُنس النفوس المدفون بأرض طوس الرضى المرتضى... "(1).

وأما التوصيف (بغريب الغرباء) فلم نجد له ذكراً أيضاً في الروايات ولا في الزيارات المخصَّصة للإمام الرضا (عليه السلام)، نعم وصفت بعض الزيارات الإمامَ الحسين (عليه السلام) بغريب الغرباء إلا أنَّه لا مانع من نعت الإمام الرضا (عليه السلام) بغريب الغرباء نظرًا لكون استشهاده ومدفنه في كان دار الغربة؛ فهو الإمام الوحيد الذي دُفن في غير بلاد العرب، ولذلك ورد في الروايات نعته بالغريب وبأنَّه بعيد الدار والمزار.
فمِّما ورد في ذلك ما رواه جعفر بن قولوية في كتابه كامل الزيارات بسنده عن إبراهيم النهاوندي قال: قال أبو الحسن الرضا (عليه السلام): "مَن زارني على بُعد داري وشطون مزاري أتيتُه يوم القيامة في ثلاثة مواطن حتى أُخلِّصه من أهوالها، إذا تطايرت الكتب يمينًا وشمالاً ، وعند الصراط، وعند الميزان"(2).
ومنها: ما رواه الصدوق في عيون الأخبار بسنده عن الهروي قال (عليه السلام): "... فمَن زارني في غربتي وجبتْ له زيارتي يوم القيامة... "(3).
ومنها: ما رواه الصدوق في الأمالي بسنده عن عبدالله بن الفضل قال: كنتُ عند أبي عبدالله (عليه السلام) فدخل عليه رجلٌ من أهل طوس فقال له: يا ابن رسول الله ما لمَن زار قبر أبي عبدالله الحسين، فقال (عليه السلام): "يا طوسي... غَفَر اللهُ له ما تقدَّم من ذنبه وما تأخَّر..."، قال: فدخل موسى بن جعفر (عليه السلام) فقال الإمام الصادق (عليه السلام): "يا طوسي إنَّه الإمامُ والخليفةُ والحجةُ بعدي وإنَّه سيخرج من صلبه رجل يكون رضا لله عزَّ وجل في سمائه ولعباده في أرضه يُقتل في أرضكم بالسُّم ظلمًأ وعدوانًا ويُدفن بها غريبًا، ألا فمن زاره في غربته وهو يعلم أنَّه إمام بعد أبيه مفترض الطاعة من الله عزَّ وجل كان كمن زار رسول الله (صلّى الله عليه وآله)"(4).
والروايات في ذلك كثيرة.
وأما نعت الإمام بالسلطان فقد نعته بذلك بعض علمائنا رضوان الله عليهم، والمقصود من هذا النعت أنَّه أمام مفترض الطاعة على الثقلين الأنس والجن كما هو الشأن في سائر أئمة أهل البيت (عليهم السلام) فهم خلفاء الرسول الكريم (صلّى الله عليه وآله) وهو قد بُعث للثقلين الأنس والجن فخلفاؤه أئمةٌ للثقلين كما هو ثابت عندنا بالضرورة المذهبية.
فالمراد من أنَّ الإمام الرضا (عليه السلام ) سلطان هو أنَّه إمام الأنس والجن، افتَرضَ اللهُ تعالى طاعته عليهم جميعًا وجعله طريقًا لهدايتهم، فهو سلطان الأنس والجن كما نعته بذلك علماؤنا رضوان الله تعالى عليهم.
--------
الشيخ محمد صنقور
--------
1- المصباح -الكفعمي- ص 719.
2- كامل الزيارات -جعفر بن محمد بن قولويه- ص 506.
3- عيون أخبار الرضا -الشيخ الصدوق- ج 1 ص 248.
4- الأمالي

أهمية الصدقة
الإشارة التي جيء بها في القرآن الكريم لإثبات الولاية لأمير المؤمنين عليه السلام هي الصدقة، الصدقة يا مؤمنون ويا مؤمنات، مع وصف كونها أثناء الركوع.
{ إِنَّمَا وَلِیُّكُمُ ٱللهُ وَرَسُولُهُۥ وَٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ ٱلَّذِینَ یُقِیمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَیُؤۡتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَهُمۡ رَ ٰ⁠كِعُونَ }
[سُورَةُ المَائـِدَةِ: ٥٥]

{ وَإِنِّی لَغَفَّارࣱ لِّمَن تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ صَـٰلِحࣰا ثُمَّ ٱهۡتَدَىٰ }
[سُورَةُ طه: ٨٢]

يجوز العمل في محل يبيع الحلال والحرام إذا تحقّق شرطان معاً:
أوّلاً: أن يكون العمل بالأمور المحلَّلة فقط.
ثانياً: أن لا يكون العمل تأييداً وتشجيعا لصاحب المحل على الحرام بسبب وجود المؤمن بين عماله.
فإذا تحقّق الشرطان يجوز أخذ الأجرة على عمله ما لم يعلم باشتمالها على الحرام.

دعاء الإمام الصادق (عليه السلام) لزُوّار الإمام الحسين (عليه السلام): «... فارحَمْ تلك الوجوه التي غَيّرتْها الشمس، وارحَمْ تلك الخُدودَ التي تَقلّبَت على قبرِ أبي عبدالله (عليه السلام)، وارحَمْ تلك الأعيُنَ التي جَرَت دموعُها رحمةً لنا، وارحَمْ تلك القلوبَ التي جَزِعت واحتَرقَت لنا، وارحَمْ تلك الصرخةَ التي كانت لنا. اللهم إني استودعك تلك الأنفس وتلك الأبدان حتى توافيهم على الحوض يوم العطش».
( كامل الزيارات 228 ـ 231).