[ وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ]الزمر:65. هذا دِينُ جميعِ الأنبيَاءِ والرًّسُلِ؛ مِن لَدُن آدَم عليه السلام، إلى خاتَمِ الأنبيَاءِ والمرسَلِين؛ نبينا محمَّد صلى الله عليه وسلم .. فجميعُهم أُنزِلَ عليهم هذا القانُون الربَّانِي الصَّارم، والمخِيف؛ ليبلِّغُوه إلى أقوامِهم، ولمَن أُرسِلُوا إليهم؛ وهو أن الشِّركَ يحبطُ ويُبطلُ العمَلَ الصَّالح مهمَا كان عَظِيماً .. لَا يُقبَل ـ ولَا يَنفَعُ ـ مع الشِّركِ عمَلٌ صَالحٌ .. ويومَ القِيامةِ لَا يَغفرُ اللهُ لمشركٍ؛ أشرَكَ معه آلهةً أُخرَى، مهمَا كان مِنه مِن عمَلٍ صالحٍ .. والجنَّةُ لا يَدخلُها، ولَا يَشمُّ رائحتَها مُشرِكٌ .. وهذا يَستدعِي النَّفيرَ مِن كلِّ مَن يَنشدُ النَّجاةَ والسَّلامَةَ؛ لأن يَتفقَّه بالشِّركِ، وبضرُوبِه، وأنوَاعِه، ليحذَرَهُ، ويجتنبَه، ويُحذِّرَ غيرَه مِنه .. ولنا كتاب بعنوان " الشِّرك "، ننصَحُ بالاطِّلاعِ عليه.

[ وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً ]؛ بسَكينةٍ، وتواضُعٍ، ووقَارٍ بَعيداً عن الخيلاءِ، والعُجْبِ، والتهتُّكِ، والكِبرِ، [ وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ ]؛ بما يَكرهُون .. والجاهِلُون يَشملُ جميعَ مَن يجهَل على الحقِّ وأهلِه، بِسَقَطٍ مِن القَولِ، سَواءٌ كانُوا كفَّاراً، أم كانُوا مِن عُصَاةِ أهلِ القِبلَةِ، [ قَالُوا سَلَاماً ]الفرقان:63. قالُوا كلاماً حَقَّاً سَدِيداً؛ سَالماً مِن الجهالَةِ، والسَّفاهَةِ، والشَّطَطِ، والمآخِذِ .. فلم يُقَابلُوا جهالَةَ الجَّاهلِين، بجهَالَةٍ مماثِلةٍ .. بَل اتَّسَمُوا بالحِلمِ، وأكرمُوا أنفُسَهم مِن أن يَنزلُوا إلى مستوى الجاهِلِين.

[ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ ]؛ بالقَدْرِ الذي تَنتَفعُ به الأرضُ، ومَا فِيها، ومَا يَدبُّ عليها من مخلُوقَاتٍ، [ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ ]؛ على ثلاثَةِ أقسَامٍ نافِعةٍ: قسِمٌ أَسكنَه أجوافَ المخلوقَات على اختِلافِ تَنوعها، فأحيَاها به، وقِسمٌ جَارٍ كالأنهارِ، تَنتفِعُ بها المخلُوقات، بأقلِّ جَهد، وفي كثيرٍ مِن الأحيانِ بلا جَهدٍ مِنها، وقِسمٌ أسكنَه في جَوفِ الأرضِ وباطِنِها؛ كخَزَّانَات مَاءٍ، يُطلَبُ عند الجفَافِ، والحَاجَةِ، بواسِطَةِ الآبَارِ، [ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ ]المؤمنون:18. هذا الماءُ الذي تتَوقَّفُ حياةُ جميعِ المخلُوقَاتِ الأرضيَّةِ عليه، فاللهُ تعالى هو الذي أنزَلَه مِن السَّماءِ، وكما هو قَادِرٌ على إنزَالِه، فهو قَادرٌ على إمسَاكِه ومَنعِه عن الأرضِ وأهلِهَا، والذَّهابِ به مذَاهِبَ عِدَّةٍ إن شَاءَ .. وهو مَا يُوجِبُ ويُحتِّمُ على الإنسانِ أن يشكرَ خالقَه على هذه النِّعمَةِ العظيمَةِ التي لَا يُعرَفُ قَدْرُها وفَضلُها كما يَنبغي إلَّا بعدَ فِقْدَانِها!

غايةُ العِلْمِ أن تعبدَ اللهَ تعالى على بَصِيرَةٍ وحُبٍّ.

غايةُ العِبادة تحقيقُ المحبّة، والمحبَّة لا تتحقق إلا بالمتابعةِ للسُنَّةِ.

ليس للهِ تعالى من عِبادتِك ـ أيّاً كان نوعُها ـ إلَّا الإخْلاص، والمحبَّة.

قَد تَقْوَى الشَّجَرَةُ الكبيرةُ على موَاجَهَةِ العَوَاصِفِ، لكنَّها لَا تَقْوَى على مواجَهَةِ دُودَةٍ تَنخُرُ بها مِن داخِلِها!

[ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنفُسِكُم ]يونس:23. مَا تَرتكبُونَه مِن شِرْكٍ، وظُلمٍ، وفسَادٍ .. إنما هو بَغيٌ وعدوان مِن عِندِ أنفُسِكُم على الحقِّ المنزَّلِ .. مَا أنزلَ اللهُ به مِن سُلطَانٍ .. وآثَارُه تَرتَدَّ عليكُم؛ في الدُّنيَا مَزِيَداً مِن الشَّقَاءِ، والخرَابِ، وضَنَكِ العَيشِ، وفي الآخِرةِ عذَاباً أليماً .. فأنتم مَن سيَدفَعُ ضَريبَةَ بَغيكم .. فأنتم البَاغِي والمَبْغِيُّ عليه .. ولا تَلومُنَّ إلا أنفُسَكم!

حيثما يُوجَدُ تَهجيرٌ قَسْريٌّ للمسلِمِين، وتَدميرٌ لمسَاجِدِهم .. فاعلَم أن ذلك ما كانَ ليكُون لولَا تَقصِير في أدَاءِ فَريضَةِ الجهَادِ.

موسم الانتخابات الأمريكية؛ موسم الكذب، والنفاق، والتلون ... لا تُصدِّقوا أحداً!!

ليسَت البطُولةُ أن تَأمرَ بالعدْلِ، أو أن تحبَّ العَدْلَ، فالكُلُّ يأمرُ بالعَدْلِ، ويحبُّ العَدْلَ .. وإنَّما البطُولة أن تمارِسَ العَدْلَ، وتُجسِّدَهُ في سلُوكِك، ومواقِفِك، وواقِعِ حيَاتِك!

ليسَ مِن العَدْلِ أن تَلتجِئَ إليه عِندَما يَكونُ الحقُّ لَكَ، ثمَّ تتَخَلَّى عنه عندما يَكُونُ الحَقُّ لغَيرِك!

الكلُّ يَدَّعِي أن جهادَهُ في سَبيلِ اللهِ .. ولا يَكونُ الجهادُ في سبيلِ الله إلا بشرطين، لا يغني أحدهما عن الآخَر: أن يكون مشروعاً مَسْنُوناً؛ قد أذِنَ اللهُ ورسولُه بالجهادِ دُونَه، وأن يَكونَ الجهَادُ خالِصاً لوجهِ الله.