يَجعَل لَهُ مِن أَمرِهِ يُسرًا ۝ ذلِكَ أَمرُ اللَّهِ أَنزَلَهُ إِلَيكُم وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّر عَنهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعظِم لَهُ أَجرًا ۝ أَسكِنوهُنَّ مِن حَيثُ سَكَنتُم مِن وُجدِكُم وَلا تُضارّوهُنَّ لِتُضَيِّقوا عَلَيهِنَّ وَإِن كُنَّ أُولاتِ حَملٍ فَأَنفِقوا عَلَيهِنَّ حَتّى يَضَعنَ حَملَهُنَّ فَإِن أَرضَعنَ لَكُم فَآتوهُنَّ أُجورَهُنَّ وَأتَمِروا بَينَكُم بِمَعروفٍ وَإِن تَعاسَرتُم فَسَتُرضِعُ لَهُ أُخرى ۝ لِيُنفِق ذو سَعَةٍ مِن سَعَتِهِ وَمَن قُدِرَ عَلَيهِ رِزقُهُ فَليُنفِق مِمّا آتاهُ اللَّهُ لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفسًا إِلّا ما آتاها سَيَجعَلُ اللَّهُ بَعدَ عُسرٍ يُسرًا ۝ وَكَأَيِّن مِن قَريَةٍ عَتَت عَن أَمرِ رَبِّها وَرُسُلِهِ فَحاسَبناها حِسابًا شَديدًا وَعَذَّبناها عَذابًا نُكرًا ۝ فَذاقَت وَبالَ أَمرِها وَكانَ عاقِبَةُ أَمرِها خُسرًا ۝ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم عَذابًا شَديدًا فَاتَّقُوا اللَّهَ يا أُولِي الأَلبابِ الَّذينَ آمَنوا قَد أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيكُم ذِكرًا ۝ رَسولًا يَتلو عَلَيكُم آياتِ اللَّهِ مُبَيِّناتٍ لِيُخرِجَ الَّذينَ آمَنوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النّورِ وَمَن يُؤمِن بِاللَّهِ وَيَعمَل صالِحًا يُدخِلهُ جَنّاتٍ تَجري مِن تَحتِهَا الأَنهارُ خالِدينَ فيها أَبَدًا قَد أَحسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزقًا ۝ اللَّهُ الَّذي خَلَقَ سَبعَ سَماواتٍ وَمِنَ الأَرضِ مِثلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الأَمرُ بَينَهُنَّ لِتَعلَموا أَنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَد أَحاطَ بِكُلِّ شَيءٍ عِلمًا﴾ [الطلاق: ١-١٢]

سَتَذكُرونَهُنَّ وَلكِن لا تُواعِدوهُنَّ سِرًّا إِلّا أَن تَقولوا قَولًا مَعروفًا وَلا تَعزِموا عُقدَةَ النِّكاحِ حَتّى يَبلُغَ الكِتابُ أَجَلَهُ وَاعلَموا أَنَّ اللَّهَ يَعلَمُ ما في أَنفُسِكُم فَاحذَروهُ وَاعلَموا أَنَّ اللَّهَ غَفورٌ حَليمٌ ۝ لا جُناحَ عَلَيكُم إِن طَلَّقتُمُ النِّساءَ ما لَم تَمَسّوهُنَّ أَو تَفرِضوا لَهُنَّ فَريضَةً وَمَتِّعوهُنَّ عَلَى الموسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى المُقتِرِ قَدَرُهُ مَتاعًا بِالمَعروفِ حَقًّا عَلَى المُحسِنينَ ۝ وَإِن طَلَّقتُموهُنَّ مِن قَبلِ أَن تَمَسّوهُنَّ وَقَد فَرَضتُم لَهُنَّ فَريضَةً فَنِصفُ ما فَرَضتُم إِلّا أَن يَعفونَ أَو يَعفُوَ الَّذي بِيَدِهِ عُقدَةُ النِّكاحِ وَأَن تَعفوا أَقرَبُ لِلتَّقوى وَلا تَنسَوُا الفَضلَ بَينَكُم إِنَّ اللَّهَ بِما تَعمَلونَ بَصيرٌ ۝ حافِظوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الوُسطى وَقوموا لِلَّهِ قانِتينَ ۝ فَإِن خِفتُم فَرِجالًا أَو رُكبانًا فَإِذا أَمِنتُم فَاذكُرُوا اللَّهَ كَما عَلَّمَكُم ما لَم تَكونوا تَعلَمونَ ۝ وَالَّذينَ يُتَوَفَّونَ مِنكُم وَيَذَرونَ أَزواجًا وَصِيَّةً لِأَزواجِهِم مَتاعًا إِلَى الحَولِ غَيرَ إِخراجٍ فَإِن خَرَجنَ فَلا جُناحَ عَلَيكُم في ما فَعَلنَ في أَنفُسِهِنَّ مِن مَعروفٍ وَاللَّهُ عَزيزٌ حَكيمٌ ۝ وَلِلمُطَلَّقاتِ مَتاعٌ بِالمَعروفِ حَقًّا عَلَى المُتَّقينَ ۝ كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُم آياتِهِ لَعَلَّكُم تَعقِلونَ﴾ [البقرة: ٢٢٣-٢٤٢]

وقال تعالى:
﴿الرِّجالُ قَوّامونَ عَلَى النِّساءِ بِما فَضَّلَ اللَّهُ بَعضَهُم عَلى بَعضٍ وَبِما أَنفَقوا مِن أَموالِهِم فَالصّالِحاتُ قانِتاتٌ حافِظاتٌ لِلغَيبِ بِما حَفِظَ اللَّهُ وَاللّاتي تَخافونَ نُشوزَهُنَّ فَعِظوهُنَّ وَاهجُروهُنَّ فِي المَضاجِعِ وَاضرِبوهُنَّ فَإِن أَطَعنَكُم فَلا تَبغوا عَلَيهِنَّ سَبيلًا إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلِيًّا كَبيرًا ۝ وَإِن خِفتُم شِقاقَ بَينِهِما فَابعَثوا حَكَمًا مِن أَهلِهِ وَحَكَمًا مِن أَهلِها إِن يُريدا إِصلاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَينَهُما إِنَّ اللَّهَ كانَ عَليمًا خَبيرًا﴾ [النساء: ٣٤-٣٥]

وقال تعالى:
﴿وَإِنِ امرَأَةٌ خافَت مِن بَعلِها نُشوزًا أَو إِعراضًا فَلا جُناحَ عَلَيهِما أَن يُصلِحا بَينَهُما صُلحًا وَالصُّلحُ خَيرٌ وَأُحضِرَتِ الأَنفُسُ الشُّحَّ وَإِن تُحسِنوا وَتَتَّقوا فَإِنَّ اللَّهَ كانَ بِما تَعمَلونَ خَبيرًا ۝ وَلَن تَستَطيعوا أَن تَعدِلوا بَينَ النِّساءِ وَلَو حَرَصتُم فَلا تَميلوا كُلَّ المَيلِ فَتَذَروها كَالمُعَلَّقَةِ وَإِن تُصلِحوا وَتَتَّقوا فَإِنَّ اللَّهَ كانَ غَفورًا رَحيمًا ۝ وَإِن يَتَفَرَّقا يُغنِ اللَّهُ كُلًّا مِن سَعَتِهِ وَكانَ اللَّهُ واسِعًا حَكيمًا ۝ وَلِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الأَرضِ وَلَقَد وَصَّينَا الَّذينَ أوتُوا الكِتابَ مِن قَبلِكُم وَإِيّاكُم أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ وَإِن تَكفُروا فَإِنَّ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الأَرضِ وَكانَ اللَّهُ غَنِيًّا حَميدًا ۝ وَلِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الأَرضِ وَكَفى بِاللَّهِ وَكيلًا ۝ إِن يَشَأ يُذهِبكُم أَيُّهَا النّاسُ وَيَأتِ بِآخَرينَ وَكانَ اللَّهُ عَلى ذلِكَ قَديرًا ۝ مَن كانَ يُريدُ ثَوابَ الدُّنيا فَعِندَ اللَّهِ ثَوابُ الدُّنيا وَالآخِرَةِ وَكانَ اللَّهُ سَميعًا بَصيرًا ۝ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا كونوا قَوّامينَ بِالقِسطِ شُهَداءَ لِلَّهِ وَلَو عَلى أَنفُسِكُم أَوِ الوالِدَينِ وَالأَقرَبينَ إِن يَكُن غَنِيًّا أَو فَقيرًا فَاللَّهُ أَولى بِهِما فَلا تَتَّبِعُوا الهَوى أَن تَعدِلوا وَإِن تَلووا أَو تُعرِضوا فَإِنَّ اللَّهَ كانَ بِما تَعمَلونَ خَبيرًا﴾ [النساء: ١٣٠-١٣٥]

وقال سبحانه وتعالى:

﴿ ﷽ يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا طَلَّقتُمُ النِّساءَ فَطَلِّقوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحصُوا العِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُم لا تُخرِجوهُنَّ مِن بُيوتِهِنَّ وَلا يَخرُجنَ إِلّا أَن يَأتينَ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَتِلكَ حُدودُ اللَّهِ وَمَن يَتَعَدَّ حُدودَ اللَّهِ فَقَد ظَلَمَ نَفسَهُ لا تَدري لَعَلَّ اللَّهَ يُحدِثُ بَعدَ ذلِكَ أَمرًا ۝ فَإِذا بَلَغنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمسِكوهُنَّ بِمَعروفٍ أَو فارِقوهُنَّ بِمَعروفٍ وَأَشهِدوا ذَوَي عَدلٍ مِنكُم وَأَقيمُوا الشَّهادَةَ لِلَّهِ ذلِكُم يوعَظُ بِهِ مَن كانَ يُؤمِنُ بِاللَّهِ وَاليَومِ الآخِرِ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجعَل لَهُ مَخرَجًا ۝ وَيَرزُقهُ مِن حَيثُ لا يَحتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّل عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسبُهُ إِنَّ اللَّهَ بالِغُ أَمرِهِ قَد جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيءٍ قَدرًا ۝ وَاللّائي يَئِسنَ مِنَ المَحيضِ مِن نِسائِكُم إِنِ ارتَبتُم فَعِدَّتُهُنَّ ثَلاثَةُ أَشهُرٍ وَاللّائي لَم يَحِضنَ وَأُولاتُ الأَحمالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعنَ حَملَهُنَّ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ

لفتة هامة لكل زوج وزوجة يفكرون بالطلاق..

يظن الكثير من الأزواج والزوجات أن الطلاق هو نهاية القصة المأساوية.. وأن الزواج الجديد أو التحرر من القيود هو البداية للحياة التي يحلمون بها..

والحقيقة أن القليل والقليل جدا من يوفق لصناعة ذلك.. وقوله تعالى: ﴿ وَإِن يَتَفَرَّقا يُغنِ اللَّهُ كُلًّا مِن سَعَتِهِ وَكانَ اللَّهُ واسِعًا حَكيمًا ﴾ [النساء: ١٣٠] على شرط التقوى والإصلاح والإحسان والتقريب.. وهذه الشروط قلما يتقيد بها الأزواج والزوجات..

والكثير الغالب من ينتقل من قصة مأساوية إلى قصة أشد انهيارا وخسرانا ومأساوية..

وحتى نستطيع فهم هذا الأمر لابد أن نفهم كلام الله تعالى في شأن الطلاق والتمعن في أوامر التقوى المشددة والإغراء بالتقوى والإصلاح والإحسان الذي يمرر بين الآيات ينسكب عذبا سلسلا وله هدير شديد بوقع مهيب في النفس يستشعر القلب منه كهرباء ينسال عنها قشعريرة تنتشر في الجلد ليتيقظ بها القلب فيتحرك الفكر باتجاه الإصلاح والإحسان قبل تفكيك الأسرة الشريفة التي هي اللبنة الأولى لبناء هذه الأمة..

وقد جمعت لك تلك الآيات أرجوك مرر عينيك عليها كاملة ففي قراءتها سر عظيم لفهم هذا الأمر..
وأتركك بين حدائق تلك الآيات العجيبة لتتنعم في فيء ظلالها وبرد يقينها ونور هداها للطريق الصواب..

قال الله سبحانه وتعالى:

﴿نِساؤُكُم حَرثٌ لَكُم فَأتوا حَرثَكُم أَنّى شِئتُم وَقَدِّموا لِأَنفُسِكُم وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعلَموا أَنَّكُم مُلاقوهُ وَبَشِّرِ المُؤمِنينَ ۝ وَلا تَجعَلُوا اللَّهَ عُرضَةً لِأَيمانِكُم أَن تَبَرّوا وَتَتَّقوا وَتُصلِحوا بَينَ النّاسِ وَاللَّهُ سَميعٌ عَليمٌ ۝ لا يُؤاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغوِ في أَيمانِكُم وَلكِن يُؤاخِذُكُم بِما كَسَبَت قُلوبُكُم وَاللَّهُ غَفورٌ حَليمٌ ۝ لِلَّذينَ يُؤلونَ مِن نِسائِهِم تَرَبُّصُ أَربَعَةِ أَشهُرٍ فَإِن فاءوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفورٌ رَحيمٌ ۝ وَإِن عَزَمُوا الطَّلاقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَميعٌ عَليمٌ ۝ وَالمُطَلَّقاتُ يَتَرَبَّصنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُروءٍ وَلا يَحِلُّ لَهُنَّ أَن يَكتُمنَ ما خَلَقَ اللَّهُ في أَرحامِهِنَّ إِن كُنَّ يُؤمِنَّ بِاللَّهِ وَاليَومِ الآخِرِ وَبُعولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ في ذلِكَ إِن أَرادوا إِصلاحًا وَلَهُنَّ مِثلُ الَّذي عَلَيهِنَّ بِالمَعروفِ وَلِلرِّجالِ عَلَيهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزيزٌ حَكيمٌ ۝ الطَّلاقُ مَرَّتانِ فَإِمساكٌ بِمَعروفٍ أَو تَسريحٌ بِإِحسانٍ وَلا يَحِلُّ لَكُم أَن تَأخُذوا مِمّا آتَيتُموهُنَّ شَيئًا إِلّا أَن يَخافا أَلّا يُقيما حُدودَ اللَّهِ فَإِن خِفتُم أَلّا يُقيما حُدودَ اللَّهِ فَلا جُناحَ عَلَيهِما فيمَا افتَدَت بِهِ تِلكَ حُدودُ اللَّهِ فَلا تَعتَدوها وَمَن يَتَعَدَّ حُدودَ اللَّهِ فَأُولئِكَ هُمُ الظّالِمونَ ۝ فَإِن طَلَّقَها فَلا تَحِلُّ لَهُ مِن بَعدُ حَتّى تَنكِحَ زَوجًا غَيرَهُ فَإِن طَلَّقَها فَلا جُناحَ عَلَيهِما أَن يَتَراجَعا إِن ظَنّا أَن يُقيما حُدودَ اللَّهِ وَتِلكَ حُدودُ اللَّهِ يُبَيِّنُها لِقَومٍ يَعلَمونَ ۝ وَإِذا طَلَّقتُمُ النِّساءَ فَبَلَغنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمسِكوهُنَّ بِمَعروفٍ أَو سَرِّحوهُنَّ بِمَعروفٍ وَلا تُمسِكوهُنَّ ضِرارًا لِتَعتَدوا وَمَن يَفعَل ذلِكَ فَقَد ظَلَمَ نَفسَهُ وَلا تَتَّخِذوا آياتِ اللَّهِ هُزُوًا وَاذكُروا نِعمَتَ اللَّهِ عَلَيكُم وَما أَنزَلَ عَلَيكُم مِنَ الكِتابِ وَالحِكمَةِ يَعِظُكُم بِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعلَموا أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيءٍ عَليمٌ ۝ وَإِذا طَلَّقتُمُ النِّساءَ فَبَلَغنَ أَجَلَهُنَّ فَلا تَعضُلوهُنَّ أَن يَنكِحنَ أَزواجَهُنَّ إِذا تَراضَوا بَينَهُم بِالمَعروفِ ذلِكَ يوعَظُ بِهِ مَن كانَ مِنكُم يُؤمِنُ بِاللَّهِ وَاليَومِ الآخِرِ ذلِكُم أَزكى لَكُم وَأَطهَرُ وَاللَّهُ يَعلَمُ وَأَنتُم لا تَعلَمونَ ۝ وَالوالِداتُ يُرضِعنَ أَولادَهُنَّ حَولَينِ كامِلَينِ لِمَن أَرادَ أَن يُتِمَّ الرَّضاعَةَ وَعَلَى المَولودِ لَهُ رِزقُهُنَّ وَكِسوَتُهُنَّ بِالمَعروفِ لا تُكَلَّفُ نَفسٌ إِلّا وُسعَها لا تُضارَّ والِدَةٌ بِوَلَدِها وَلا مَولودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ وَعَلَى الوارِثِ مِثلُ ذلِكَ فَإِن أَرادا فِصالًا عَن تَراضٍ مِنهُما وَتَشاوُرٍ فَلا جُناحَ عَلَيهِما وَإِن أَرَدتُم أَن تَستَرضِعوا أَولادَكُم فَلا جُناحَ عَلَيكُم إِذا سَلَّمتُم ما آتَيتُم بِالمَعروفِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعلَموا أَنَّ اللَّهَ بِما تَعمَلونَ بَصيرٌ ۝ وَالَّذينَ يُتَوَفَّونَ مِنكُم وَيَذَرونَ أَزواجًا يَتَرَبَّصنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَربَعَةَ أَشهُرٍ وَعَشرًا فَإِذا بَلَغنَ أَجَلَهُنَّ فَلا جُناحَ عَلَيكُم فيما فَعَلنَ في أَنفُسِهِنَّ بِالمَعروفِ وَاللَّهُ بِما تَعمَلونَ خَبيرٌ ۝ وَلا جُناحَ عَلَيكُم فيما عَرَّضتُم بِهِ مِن خِطبَةِ النِّساءِ أَو أَكنَنتُم في أَنفُسِكُم عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُم

قال الحكماء:

**" امسح الخطأ لأجل الأخوة.. ولا تمسح الأخوة من أجل الخطأ..

وعندما تتعرض لإساءة فلا تفكر بأقوى رد.. بل فكر بحفظ الود.. "**

" هناك فرق بين العشق الذي ينبعث من الروح.. وذلك الذي تربطه بك بخيط.. " .

" رسائل مولانا جلال الدين الرومي الرسالة ٣ "

" ليسَ أولئكَ الذين يتحدثونَ نفسَ اللغةِ يفهمون بعضهم البعض ، ولكنْ أولئكَ الذين يتشاركونَ في نفسِ الشّعور " .

" مولانا جلال الدين الرومي "

قصة من عجائب الصبر على طلب العلم

١٠٨ - روى عبدالرحمن بن أبي حاتم قال : سمعت أبي يقول :

( بقيت بالبصرة في سنة أربع عشرة ومائتين ، ثمانية أشهر ، وكان في نفسي أن أقيم سنة ! فانقطع نققتي ، فجعلت أبيع ثياب بدني شيئاً بعد شيء ، حتى بقيت بلا نفقة ، ومضيت أطوف مع صديق لي إلى المشيخة ، وأسمع منهم إلى المساء ، فانصرف رفيقي ، ورجعت إلى بيت خالٍ ، فجعلت أشرب الماء من الجوع ، ثم أصبحت من الغد ، وغدا علىَّ رفيقي ، فجعلت أطوف معه في سماع الحديث على جوع شديد ، فانصرف عني ، وانصرفت جائعاً .
فلما كان من الغد مرَّ عليَّ . فقال : ( مُرَّ بنا إلى المشايخ ) .
قلت : ( أنا ضعيف لا يمكنني ) .
قال : ( ما ضعفك ؟ )
قلت : ( لا أكتمك أمري ، قد مضى يومان ما طعمت فيهما شيئاً ).
فقال : ( قد بقي معي دينار ، فأنا أواسيك بنصفه ، ونجعل النصف الآخر في الكراء ) .
فخرجنا من البصرة . وقبضت منه النصف دينار . اهـ

من كتاب ( الرحلة في طلب الحديث )
للخطيب البغدادي الإمام الحافظ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت رحمه الله تعالى ورضي عنه ، حققه وعلق عليه أ.د نور الدين عتر رحمه الله تعالى ورضي عنه..

فُجعت بذاك المشهد.. أكثر من عشر جثث مرمية هنا وهناك، جلّهم نساء وبينهن عجوز واحد، ركضت أقفز بين الجثث لأرى إن كان أحد على قيد الحياة.. يبدو أن الجميع مات مختنقاً، هناك مادة بيضاء قد ملأت أفواه وأنوف الجميع وغيّرت معالم الوجوه..

بدأنا بنقل الجثث إلى سيارة كبيرة في الأسفل

ثم تنادى البعض إلى زقاق آخر يحتاج إلى الإسعاف،

ركبت سيارتي واتجهت إلى هناك لعلي أجد أحداً على قيد الحياة فأنقذ حياته.. وصلت إلى ذاك الزقاق ونزلت أتجول بين جموع الناس الهائجة لأرى من يحتاج إلى إسعاف.. فلمحت سيارة سوداء (بيك آب) قد اصطدمت بزاوية منزل وتدلّى سائقها من النافذة، ورأسه جهة الأرض كالميت… اقتربت منها لأرى معالمها فأصابتني الدهشة وأُسقط في يدي! يا إلهي! إنها سيارة أخي (زين) الذي نصحني بإغلاق النوافذ والجلوس في البيت.. كان قد سبقني بالنجدة وأسعف مصابين عدة مرات ثم تأثر هو الآخر بالغاز حتى فقد الوعي واصطدمت سيارته بمنزل، ثم حاول الخروج فلم يستطع..

حاولت سحبه فلم أستطع أيضاً فهرع بعض الشباب لمساعدتي فأخرجناه ووضعناه في سيارتي وانطلقت نحو نقطة طبية في عربين.. كان يتنفس بصعوبة ويُصدر أصواتاً كالذي يلفظ أنفاسه، ثم قام بالتقيء مراراً فعادت له الحياة وصار يتنفس بسهولة أكثر..

دخلنا إلى النقطة الطبية بعد أن خلعتُ ملابسه ورميتها في الخارج بطلب من الأطباء..

كانت النقطة الطبية على صغرها تحوي أكثر من مائة مصاب جلهم يرتمون على الأرض لعدم وجود أسرّة كافية.. الممرضون والمتطوعون يحملون خراطيم الماء ويغسلون أجساد الناس.. والأطباء لا يملكون من المعالجة إلا بعض (إبر الأتروبين) التي يحقنونها لمن يظنون أن فيه رمقاً من الحياة.. كانت حالة أخي خفيفة بالمقارنة مع ما شاهدته هناك، فهو على الأقل استطاع أن يخرج من النقطة الطبية ماشياً بعد حقنه (بالأتروبين)

أوصلته إلى بيته ورجعت لأكمل واجبي

بدأت بالسؤال عن أقاربي وأصدقائي ومَن أعرف،

فإذا بفلان قد مات مع عائلته وفلان فقدَ أولاده وفلانة فقدت زوجها وهكذا.. كانت الأرقام تزداد و الجثث تتراكم أمام المشافي والنقاط الطبية في جميع أنحاء الغوطة، حتى تجاوزعدد الشهداء الألف والأربعمائة شهيد وعدد المصابين قرابة الاثني عشر ألف مصاب،

وفي تمام الساعة السادسة صباحاً بدأت رشقات الصواريخ مصاحبة لأصوات القذائف ومن فوقها عدد من الطائرات تهدر في أرجاء الغوطة، وكأنها فرقة موسيقية قام (المايسترو) بإعطائها إشارة البدء بالعزف،

ولكنها كانت ألحان الموت التي تُطرب الأسد ومَن وراءه من مجرمي زعماء العالم..

نعم لقد بدأ الاقتحام البري للغوطة من جهة جوبر وعين ترما وزملكا، بعد أن قام النظام بإشغال الثوار بقتل أهلهم في الليل ظاناً أنه بذلك سيحسم المعركة..

بدأت عشرات من الدبابات باقتحام الغوطة من تلك المحاور واستمرت المعركة لأسبوعين فشلت فيها حملته، وقام أولئك الأبطال - الذين لم يستطيعوا المشاركة بدفن أبنائهم وأهاليهم - قاموا بصد الحملة وإفشالها رغم ضعف إمكانياتهم وعظيم مصائبهم.

هذه لمحة بسيطة عن ذلك اليوم، الذي تحتاج تفاصيله إلى كتب ومقالات.. أكتفي في هذه العجالة ببعض صوره لعلي أستطيع بسطها في وقت لاحق..

ومن الضروري أن تعلموا بأنّ حظّ مجزرتنا كان في المحافل الدولية أفضل من حظ قضية اغتيال رفيق الحريري..

فتلك القضية استمر التحقيق فيها خمسة عشر عاماً بلا فائدة

أما قضيتنا فاستطاع المجتمع الدولي أن يحدد المجرم وأن يحكم عليه.. ولكن كان الحكم بأن تسحب منه أداة القتل (الكيماوي) وله أن يقتل بغيرها من الأسلحة!!! ….

محمد اللحام....

نشرتها في ٢١/٨/٢٠٢٠

تعليقات
المشاركات الشائعة من هذه المدونة
لا يؤلم الجرح إلا من به ألم...
أغسطس 22, 2022
أذكر كم كنت أسمع اسم الحرب على المذياع في مطلع التسعينيات حرب الخليج، وحرب الإبادة في البوسنة، وبعدها كبرنا قليلا لنسمع أخبار حرب الشيشان، وأفغانستان، وبعدها العراق، وأفغانستان الثانية وحروب الصومال وغزة ووو... ولكن لم أكن لأتخيل معنى الحرب ولا ﻷشعر بلأوائها إلا عندما عايشتها وقد تأكدت أنه لم نكن لنستطيع الشعور بآلام تلك الشعوب التي عاينت الحروب كما أن الشعوب اليوم لن تستطيع الشعور بآلامنا الحقيقية بل ربما لن نستطيع شرح الشعور الحقيقي والمعاناة الساعية واليومية لأثر الحرب وسيسمع من يأتي بعدنا أخبارنا على أنها تاريخ جاف، خال من المشاعر والآلام التي حملها الناس اليوم، ولن يعرف المعنى الحقيقي للطائرات، والصواريخ، والقذائف، والدماء، والأشلاء، والموت، والجوع، والبرد، والخوف، وفقْد الأحباب، وترك الدراسة، وضياع المستقبل، والخشية على الأبناء والأحباب في كل لحظة، والحصار لسنوات في بقعة أرض صغيرة، إلا من عاش ذلك وتجرع مرارته... وما الحرب إلا ما علمتم وذقتمُ وما هو عنها بالحديث المرجَّم إن تبعثوها تبعثوها ذميمة وتضْرَ إذا ضريتموها فتضرم ... نشرتها في سنة ٢٠١٩...
كتبه
فضيلة الشيخ محمد اللحام...

‌‏الأضحية وأحكامها 1445 - ملف تفاعلي.pdf