﴿ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ ﴾
نادى وهو محاصرٌ بكلّ موجباتِ اليأس،
مكبّلٌ بمقاديرِ البشرِ التي تنذر بالهلاك،
لكنّه حملَ قلبا لا يزال يفيض أملاً بالله،
وأيقنَ أنَّ من يُمسكُ السماواتِ لن يُسلمَ قلبَهُ للضياع.
سينجيكَ الله
مهما أحاطتْ بكَ الأحزانُ كغابةٍ أوجاع،
مهما اشتدَّتْ وطأةُ الأيامِ
ومهما بدا الطريقُ موحشا.
سيُضيء لكَ كلَّ عتمة
سيجعلُ من ألمِكَ بداية لنور يجبر كسرك
لا تيأسْ...
فالنداءُ الذي يخرجُ من أعماقِكَ لن يُخذل
والأملُ الذي تسكبهُ في كفِّ الدعاءِ لن يضيع.
فالذي قالَ للنارِ: كوني بردا وسلاما
سيقولُ لهمومِكَ: كوني خفيفة لا تثقل.
هو الله جل في علاه
الذي يسمعُ حتى أنينَ قلبك الخافت
ويرى دموعَكَ التي لا يراها أحد،
فنادِهِ في الظلماتِ كما ناداهُ يونس،
واطمئنَّ...
أنَّ النجاةَ قريبة.
وأنَّ يدَ اللهِ تمتدُّ حيثُ لا تصلُ يدُ البشر.
جمعة مباركة🌹

ثمة نصر،
تخسر فيه نفسك،
تظل تبحث به في ثنايا الأضواء وهي تتوهج حولك،
ولكنك تجد نفسك أكثر تلاشيًا،
أكثر فراغًا،
أكثر ضياعًا.
ذاك نصر  يبهر العيون،
لكنه يبقى القلب موحوعا
لا يلتئم جرحه مهما طالت الأيام.
نصر يقتلك أكثر من الهزيمة،
لأنك لا تجد فيه روحك
ولا تجد فيه حقيقتك.

ثمة إنسحابات،
تأخذك بعيدًا عن كل شيء،
بعيدًا عن ضجيج الحياة،
بعيدًا عن كل ما اعتقدت أنه فوز
تخسر كل شيء،
لكنك تجد نفسك،
تعود إليها بعد أن غسلتك اللحظة.
بعد أن انفصلت عن ذلك العالم الزائف،
وتدرك أنك قد ربحت أكثر مما خسرت،
لأنك لا تنتصر إلا عندما تجد قلبك حيًا،
أنت لا تنتصر إلا حينما تعود إلى نفسك،
إلى روحك الطاهرة،
إلى ما يربطك بالله،
حتى وإن بدت لك تلك الهزيمة،
كأنها آخر مسار.
وتلك الهزيمة،
هي في الواقع الفتح الأكبر.
لأنك في كل إنسحاب،
تربح السلام الذي لا يستطيع أحد أن يمنحه لك.
إلا أنت.

"طوبی لمن حَبَّ النبيَّ بقلبه،
وبذكره طول الزمان ترنما!" ﷺ

سأظل طولَ العمر بابَك أقرع
يا خير من ذا يستجيب ويسمع

أنت الذي يَقضي الحوائجَ كلها
أنت الذي يعطي العطاءَ ويَمنع

فإذا وهَبْتَ فذاك فضلٌ سابقٌ
هذا الذي أرجو إليه وأطمع

وإذا منعتَ فأنت ربي خالقي
حاشا يداي لغير جودك ترفع

لا أعرف طريقةً صالحة للعيش أكثر مِن قراءة الكُتب...

لا شيء يُمكن أن يَحميك من أن يُساء فهمك .