لا تضع فاصلة.. في مكان تناسبه النقطة لينتهي.

لماذا لا نكتب في خانة الإنجازات كيف تركنا البيت القديم، وكيف انتقلنا من مدرسة إلى أخرى؟ كيف اكتشفنا الخدعة تلك، وكيف خبأنا مشاكلنا عن قلوب أمهاتنا وتحملنا المسؤولية وحدنا بهدوء؟ كيف تصرفنا في أول يوم لنا في الجامعة، وكيف قاومنا الأعاصير بشجاعة عندما أجبرتنا الظروف على أن نسلك طريقًا لا نحبه؟ كيف احتوينا حزن صديق، وكيف نطقنا بأول كلمة عزاء عند فقد عزيز، وأول "مبارك" بفرح خالص؟

لماذا لا نضع في خانة الخبرات كيف صبرنا على غياب الأحباب وموت الأقرباء، وكيف سامحنا خذلان بعضهم؟

ولماذا لا نضع في خانة المهارات: الصبر، والسماح، والثبات، والقوة رغم الألم واليأس؟

لماذا لا نكتب متى دقَّ القلب شغفًا، ومتى أخفق بسبب الحب؟ متى تناثرت الأحلام مع طلوع الفجر؟

الشهادات والأوراق أقرب إلى الحائط من ذاتنا، نضعها في برواز أنيق، لكن هذه المواقف هي التي صنعتنا.

راقت لي
.
.

‏تعتبر علاقة الفرد مع نفسه حجر أساس في سرعة النهوض بعد عثرة، ومعاودة الانطلاق بعد تراجع، فنحن قد نتغلب على ضغوطنا الخارجية لكن من الصعب التغلب على الضغوط الداخلية، مثل-كيف نرى أنفسنا، وحديثنا المتكرر الداخلي، وطريقة تفكيرنا العقيمة.
يمكنك التغلب على خصمك الخارجي لكن كيف تتصرف إذا اتضح في النهاية أن خصمك هو أنت، هنا لابد من طلب المساعدة الخارجية، من الصعب حل المشكلات بدقة وبإحاطة إذا كنت تنظر لها وأنت في الداخل.
#اسامه_الجامع