لا أعلم أين كنا سنذهب بقلوبنا القلقة لولا حتمية وجود الله، لولا الاستغفار، لولا الهرع إليه في كل صلاة.. لولا الدعاء ودوام رحمته بنا، والإيمان الذي ينزله في صدورنا، والخروج بقدرته من ضيق تفكيرنا إلى واسع حوله وقوته.. الحمد لله أن معيتك تشملنا رغم أننا بئس العباد.

الحياة حرب وابن العاطفة لن يعِيش طويلاً.

ذكّرتني هذه العِبارة بقول الكندي في أبي تمام : " إنّ هذا الرّجُل لَن يعيشَ طويلًا ؛ لأنّه ينحتُ من قلبِه ".

وصدقت فراسة الكندي، كان أبو تمام ينحت من قلبه وتوفي وله من العمر ثلاثًا وأربعين سنة!

"وأسألك قلباً خالص الحريّة
وعقلاً مشغولاً بما يلهمه
أسألك بهجة الأشجار
وانتصاراتٍ تزيد التواضع
ومعرفةً توقد الفضول
أسألك خفّة الرّضا
وفتوحات الوصول قبل الوصول
وأن تكون كل عزلة فتحاً يقرّبني منك."

سمع الاصمعي أعرابياً يدعوا بخير دعاء فيقول:
"إلهي كفىٰ بي عزاً أنّ اكون لك عبداً، وكفىٰ بي فخراً أنت تكون لي رباً، أنتَ كما أُحب فإجعلني كما تحبْ".

‏وأحاول رغم كل بأس أن أصون ميلي للتفائل، وقابليتي للمحبة، ورغبتي بأن أكون أفضل. سأجتهد حتى أجد موضعًا يليق بي، وسأتعلّم من التخبّط باجتهادٍ رصين. لن أقف عند الأذى، وسيزيدني السخطُ حِلمًا. سأُقبِلُ على السيء بالتعامي، وعلى الماضي بالتخطّي. تلك محاولاتي الحثيثة لتشكيل روحٍ عذبة.

الأحرار يتبعون من معه الحق، والعبيد يتبعون من معه القوة.

Man without wife like fifty without five.

‏"الحمد لك أنّك موجود، أنّ آثار رحماتك تنضح بها اﻷشياء في كل ما حولي، وأن قلبي كلّما داهمه يأسٌ قانط هربَ إليك ولاذَ بالفرارِ بين يديك، الحمد لك أنّك سكينة قلبي، وأنني أتباهى أمام المصاعب أنّك ربّي، وأنني كلّما شعرت بالغرابة على هذه اﻷرض تحوطني بالتهوين والرأفة، لك الحمدُ أبدًا."

‏قَد خاف عُمر بن الخَطاب من جهنم وهو المُبشر بالجنَّة. فَكيفَ تَأمن أنت، وأنتَ أنت!