تابعونا هنا يا كرام :

https://t.me/ama_ba3dd

شوف معاي هذا الاستفتاح الطللي المختلف عند أبي الطيب :

أنا لائمي إن كنتُ وقتَ اللوائمِ
علمتُ بما بي بين تلك المعالمِ

آه يا فنان ! شوف شلون سبك وصفّ للمبنى ، طبعاً بدأ بنفسه كعادته حتى مع الطلل يبدأ بذاته النرجسية لكن كان موفقاً إخفاؤه طللية البيت في آخره ، جميل وجديد في زمنه لكن ذهب به التجديد والإدهاش عن غرض الغرض فلا وقوفاً ولا طللاً فيه

أما الاستفتاح الطللي عند أبي تمام فتقليدي لكنه pure مطلع طللي خام :

أجل ، أيها الربع الذي خفّ آهِله
لقد أدركت فيك النوى ما تحاوله

هذا أبو تمام الشيخ الرئيس تفرج وصل عالنبي ، شوف شلون بدأ بالجواب مقدّراً جملة كاملة محذوفة وهي سؤال الطلل له حيث أجابه بـ(أجل) ثم إنه قد انقلب على العرف إذ أن الواقف هو من يسأل الطلل لا العكس..
وشوف اختيار الهاء الساكتة رويّاً وهي المعبرة عن التأوه والتفجع ..

ثم يقول أبو الطيب :
وقفنا كأنّا كل وجدِ قلوبنا
تمكن من أذوادِنا في القوائمِ

أف شلون صورة وشلون انتقال من معنوي إلى حسي وشلون موسيقى بالبيت ترقّص ، إي نعم وقوف ما عليه كلام ..

أما أبو تمام فهكذا يقف :
وقفتُ وأحشائي منازل للأسى
به وهو قفرٌ قد تعفّت منازله

هذا البيت معبر عن ثقل الوقوف أكثر من ذاك ، هذا أحسن معنى وذاك أحسن مبنى ثم انظر أتعرف من يقدر على تكرار كلمتين في البيت نفسه بلا تشويهه وبهذه الرشاقة مثل أبي تمام.

" at least i see the same sky as you "

paradise: hope (2013)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أليسَ الليل يجمعُ أمَّ عمرو
وإيانا فذاك لنا تدانِ ..

بلى، وأرى الهلالَ كما تراهُ
ويعلوها النهار كما علاني !

- جحدر العكلي

أبو عزّة الجمحي أسيراً مرة أخرى في أحد :
" يا محمد امنن عليّ ودعني لبناتي وأعطيك عهداً ألا أعود لقتالك "

النبي صلى الله عليه وسلم:
" والله لا تمسح عارضيك بمكة بعدها وتقول :
خدعت محمداً مرتين ، يا زبير اضرب عنقه "

لماذا فرحت الأرض والسماء بسقوط النظام ؟

إن هذا النصر لم يكن محض نصر للثورة على الإستبداد بل هذه معركة تمحّضت فيها كل قيم الخير والجمال ضد كل قيم الشر والقُبح فكانت معركة حَدِّيةً معيارياً ممتدةً زمكانياً ..

أما مكانياً فالقضية السورية امتدت وتفرعت عنها ملفات شغلت العالم بأسره ، وأما زمانياً فقد تكثّف التاريخ والحاضر والمستقبل في لحظة النصر ، لقد كان للتاريخ نصراً للعربية الأموية على الفارسية المجوسية وللحاضر للثورة على الإستبداد وللمستقبل لسوريا الجديدة على سوريا الأسد ، لذلك لا نستطيع حتى الآن تجاوز لحظة النصر لانضغاط أبعاد الزمان الثلاثة فيها ونحن إنما نجري مع الزمان إذا جرى فإذا توقف وقفنا ، أو بعبارة أبسط لقد كان ازدحام التفاصيل الذاتية والموضوعية في لحظة النصر أكبر من إدراك واستيعاب عقولنا فاحتجنا إلى إيقاف الزمن كما تُوقف الصورة في فيديو على مشهد لم تفهم تفاصيله أو عبارة لم تستوعبها حتى إذا أدركتها استأنفت الزمن ..

" فتحٌ تفتّحُ أبواب السماء له
وتبرزُ الأرضُ في أثوابها القشبِ"

بالحديث عن الذات والموضوع لقد رصدتُ - مثلي - كثيراً يعبرون بالتعبير ذاته : ( اليوم أجد الهواء مختلفاً حتى الأرض ليست كالأرض ، نور الشمس اليوم أجمل )

هذا التشابك بين الذات والموضوع ليس شيئاً رومانسياً يشعر به البشر وليست صورة الذات في الموضوع ، إن الحكماء منذ القدم أدركوا أن ثمةَ علاقة بين الإنسان والكون واختلفوا في شكل هذه العلاقة لكن الفلسفة الإسلامية تؤكد على وجود تفاعل متبادل -تفاعل جدلي-بينهما لا مجرد علاقة بل إن الفلاسفة والمتكلمين قالوا بوجود ماهية إدراك عند الجماد على خلافٍ في كونه حقيقياً أم مجازياً ، ثم أثبتت ميكانيكا الكم أن التفاعل بين الذات والموضوع تفاعلٌ عضوي ، لذلك لعل مروان بن أبي حفصة لم يكن شاعرياً في رثاءه لمعن حين قال :

كأن الشمسَ حينَ أُصيبَ معنٌ
من الإظلام ملبسةٌ جِلالا

وظلّ الشامُ يرجف جانباهُ
لركنِ العزِّ حين وَهَى فمالا

"تكادُ لروعة الأحداث فيها
تُخال من الخرافة وهي صدقُ"

صيدنايا .. اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك

تخميس :

صبرنَا إلىٰ أن فَرّقَ الدَّهرُ بينَنَا
بكينَا فمَا أبقَى لنَا الدَّمعُ أعيُنَا
ولكنَّهُ أبقَى الصَّبابَةَ والمُنَى
"منىً إن تكُن حقًّا تكُن أحسنَ المُنَى
وإلا فقَد عِشنَا بِهَا زمنًا رَغدَا"

نعيشُ على يا "ليتَ" فيهَا و"ربَّمَا"
وإن كَذِبًا عشنَا بهَا وتوهُّمَا
فمَا المَاءُ أحيانَا ولا الزَّادُ إنَّمَا
"أمانيُّ مِن سُعدَى عِذابٌ كأنَّمَا
سقتنَا بهَا سُعدَىٰ على ظَمَأٍ بَردَا"

- حذيفة الجابري

_ أحب حقبة التسعينيات وأحن لها الحقبة الذهبية لكل شيء ، التسعينيات ذروة المد الإسلامي وحضوره مجدداً في العقل العربي بعد انكشاف القومية وانهزامها ثم سقوط اليسار المدوّي حين قتل السوفييت ماركس للمرة الثانية ..

_ التعسينيات حين كان الرجل رجلاً والمرأة مرأة قبل أن يتم " تأنيث العالم " وهذا المصطلح ليس من عندياتي ثمة نظرية قائلة بهذا لها حظ من النظر ، الحقبة الأخيرة قبل الغزو التكنولوجي والحياة الرقمية وسيولة كل شيء حيث كان كل شيء حقيقياً ، الحب ، الصداقة ، العلم ، الثقافة ، قبل أن يتم تزييف الأشياء ، وقبل أن تتم "أمركة العالم" بشكل كامل ..

_ التسعينيات الحقبة الكلاسيكية ، الطرب الكلاسيكي ، السينما الكلاسيكية تحف تارنتينو وسكورسيزي وديفيد فينشر مع العمالقة آل باتشينو وروبرت دينيرو ..
في التسعينيات مات الجواهري آخر فحول الشعر العربي وبدأت حقبة الغيمة الحبلى بالألم والقط اليطير بجناحين ..

جيل التسعينيات وما قبلها سيفهمون هذا ، جيل z اعملوا skip لا عليكم .

" واعدتني يوم الخميس وقد مضى
من بعد موعدنا الخميس الخامسُ "

خرقاً لقاعدة : المعاصرة تمنعُ المناصرة
وكسراً لقولهم : الإنصاف بين الأقران عزيز ، أقول :

أيها الناس اعلموا أن عماراً البكري أشعر الناس حين قال :

عليكِ سلامُ اللهِ أمَّ محمّدٍ
سلامَ امرئٍ عن حاجةِ العيشِ مُعرضِ

طويلِ عناءٍ .. مطرقٍ غضّ طرفَهَ
ومن يمشِ في أرضٍ خلَت منكِ يَغضُضِ

أخي حزَنٍ يحكي رداكِ .. ومَن ينَم
بذكرِكِ مُلتاعاً على ذاكَ يَنهَضِ

غضوبٍ على الأيّامِ .. أوحدهُ الرّدى
ومَن يهوَ مثلَ النّاسِ بالنّاسِ يَعتَضِ

وغيرُ دواءِ الفَقدِ مُلتمَسٌ .. وما
بنَتهُ يدُ الأقدارِ غيرُ مُقَوّضِ

سقى اللهُ مِن وجهٍ وكفٍّ كريمةٍ
وجَفنٍ على ماءِ الطّهارةِ مُغمِضِ

وقفتُ .. وقد ساروا بنَعشكِ بكرةً
بقَلبِ جبانٍ للرّدى المُتَعَرّضِ

ولي نظرةُ الثّكلى بأثوابِ مَيتِها
وسبٍّ على الأيامِ ليسَ بمُنقَضِ

إذا لَم أمُت شوقاً إليكِ .. وحسرةً
عليكِ .. فما فَضلي على كلّ مُبغِضِ!