صباح الخير .. كما أنت وكما عهدتك منذ المرة الأولى، دافئ وتنصب بكل حنانك في أرجاء روحي، وكما أريدك أن تكون بجواري ولا تشح ولا ينضبُ قدومك ولا شروقك في عمري يعتريه كسوف

‏"لقد كنتَ أول من تدنو إليه زلّاتي ويتعامى عنها، وحدك، من أَلِفت فيه اللّين، وحسن الظَّن؛ رغم كل ما يشقّ ويصعَب. أحببت فيك أنك لم تحتج إلى طبعٍ غير طبعك، مازلت مديد النّفَس في كل لحظة استحقّت لومك وغضبك، حيث أنك حتى الآن؛ لم تحمِل نفسك على قسوةٍ تُنزِل بي فيها كلّ ما تشاء."

يا ربٌ .. امنحني القدرةِ على رؤيةِ الرحمةِ المبطنةِ في كلِ ما قسمتْ ، واكتشافَ اللطفْ الخفيِ في مكتوبكَ الذي حكمتْ ، والامتنانُ لكَ حتى يبقى قلبي ممتنا شاكرا زاهدا في القنوطِ كما علمتهُ دائما

" سؤال المُتطفّل يتحول إلى عناية وعذوبة إذا جاء على لسان مُحب ؛وهكذا هي الكلمات دائماً لا تحمل معناها بقدر ما تحمل جوهر قائلها"

‏
الشجاعة خطوات ثابتة على أرضٍ صلبة، وليست ركضًا متعثرًا على حافة الهاوية، من الشجاعة أن تأخذ خطوة إلى الخلف حتى تتأكد من طريق الصَّواب

‏"حينما تغيب، تصبح الرّوح بناية مهجورة، ويترصّدها الظلام، والقلق، بل ويفيض منها ذاك الوجد اللّاسع والمحرق. كم كنت أحبّ عودتك، حينما تفتح بابًا غليظًا في القلب، وتهدم حصنًا منيعًا، وتهديني نسيمًا طيبًا لا تسعه الأرض؛ فتختلج العيون بدمعٍ يحنّ إلى قسامة وجهك ورحابته."

"قبل النوم أسنّن كلماتي، أربّي الصدى في غرفتي بالصراخ، أفحص شخصيتي أهزّها أقلبها أتأكد من معقوليتها ومبرّراتها، أصقل روحي بالتحنث في غار الإنكار وأجرّب ذاكرتي بأسئلة ولدت بلا أجوبة، هكذا أتمرّن لمعركة اليوم التالي."

‏أحب الحب، وأحب أن أُجاهر به؛ أحب أنه يُشهر نفسه على وجهي ولو لم أنطق ، ينساب على ملامحي وصمتي ولفتاتي وشرودي وأنتباهي، ثم أنه يفوح مني، ويسبق سلامي، ويتقافز في ضحكي، ويلون الدنيا في عيني

‏ربِّ حبيبي أنا التي يمتزج دمعها بماء الوضوء، أنا التي أعتدت على أن أكون فيّاضة وغزيرة ولم أكف يومًا عن مد ضوئي لكل من طرق بابي منطفئًا.. أفرغ علي صبرًا وأجعل آمالي تأتيني بوفرة أشعة الشمس وبغزارة المطر وسِعة السماء

‏"وأجيءُ إليك دائمًا، مجيئًا أحبه، على رغم اتساع الأماكن وكثرة من أعرف، إلا انني أجد دائمًا برفقتك كل ما هو ليس موجود في شيء أو أمر آخر"