من كتاب
((الدليل إلى القوة والدهاء))
(250 تقنية في التلاعب النفسي)
لمؤلفته: لمى فياض
101- الأشخاص الذين تظهر عليهم علامات الخضوع هم أقل جاذبية.
102- حدد الأشخاص الذين سيوصلونك إلى السلطة واكسب دعمهم، اكتشف من يمكنه مساعدتك في الحصول على القوة التي تريدها وتحالف معهم.
103- لا تُغضب الشخص الخطأ، واعرف ماذا ومن يمكنه إبطاء صعودك إلى السلطة، لا تخض معركة إذا لم تكسب شيئاً من الفوز.
104- المعايرة هي أداة أساسية للمناور الماهر. قس ردود الأفعال والعواطف وعدلها وفقاً لذلك، إذا رأيت أنك تبالغ في إرباك شخصٍ ما، فأبطئ من وتيرتك.
105- حاول ألا تخوض حروباً على جبهات متعددة. إنها مرهقة.
106- من الأسهل بكثير أن تجعل الشخص المتفائل شغوفاً بشيء ما، تجنب الأشخاص السامين والمتشائمين، لأنهم في كثير من الأحيان يصعب عليهم الوقوع ضحية لتقنيات التلاعب النفسي.
107- إسعَ إلى كسب صداقة أو مودة رجال القانون، كالقضاة أو رجال الشرطة، اجعل الناس الذين يتمتعون بقوة القانون يقفون إلى جانبك.
108- اسبق دائماً القانون بنصف خطوة على الأقل، واستغل الثغرات فيه.
109- واحدة من أقوى الأدوات لخلخلة توازن شخصٍ ما هي اتهامه أنه مخيف ومثير للاشمئزاز، هذه كلمة لا يريد أحد أن يرتبط بها.
110- التأكيد على الندرة. يريد الناس ما لا يستطيعون الحصول عليه، أو على الأقل ما قد ينقصهم.

النساء الجذابات ...
معظم الرجال يتعاملون مع النساء الجذابات بأسلوب متوقع، فترى الرجل يفعل كل ما بوسعه لتلبية طلبات هذه المرأة الجميلة، لتصبح نظرتها للحياة مع مرور الوقت غير واضحة، ويتولد لديها اعتقاد بأنها تستطيع الحصول على ما تريده في أي وقت تشاء، هذا بشكل عام إلا من بعض الاستثناءات.
سوف تلاحظ غالباً بأن المرأة الجميلة تثور غضباً إن لم تجري الأمور في صالحها، وفي حالة من الانزعاج والامتعاض إن لم تحصل على مبتغاها وهذا يدل على كونها لا تعيش بنفس الواقع الذي يعيشه الآخرين، هي تدرك أن أفعالها الطائشة وغضبها غير المبرر وامتعاضها من أدق التفاصيل هي سلوكيات غير لائقة، لكنها لا تعير لهذه المسألة اهتماماً طالما أن أسلوبها هذا يلبي لها حاجاتها ومتطلباتها دائماً.
ما تريده المرأة حقيقة هو رجل يستطيع أن يسيطر على أي وضع، متحكم بنفسه وعلى عواطفه أمامها وأمام الناس، فهي تنجذب مغناطيسياً للرجل الواثق والمعتد بنفسه ولو وصل به الأمر ليبدو على شيء من الغرور مع تمتعه بحس الدعابة وخفة الظل في الوقت نفسه.
لهذا نرى المرأة بكل بساطة تتحدى الرجل لتتأكد إن كان سيبقى ضابطاً لنفسه ومسيطراً على أعصابه أم لا، فالأفضل ألا يعطي الرجل المرأة أبداً الشيء الذي تريده تماماً، لأن هذا الأسلوب في التعامل هو بالضبط ما تريده المرأة "إنه أسلوب الرجل المسيطر" فالنساء يحتجن إلى التحدي في علاقاتهن.
من الأمور المثيرة أيضاً أن الرجل الذي يقوم "أحياناً وليس دائماً" بإغاظة المرأة والتحكم بالأمور مع القليل من الدعابة سيُشعرها بنوع من التحدي.
عندما تتصرف المرأة بشكل مزعج، أو عندما تُخاصم وتنفعل لأمرٍ ما، فإن معظم الشباب يفشلون في التعامل مع هذه الحالة، فيعتذرون أو يتصرفون بعصبية، ما يجب أن تفعله في هذه المواقف هو أن تحافظ على هدوئك وانضباط نفسك فإذا بدأت المرأة التي تحادثها تتصرف بعصبية وتوتر بدون سبب مقنع لهذا التصرف فاعلم بأنه امتحان لك، ولكي تنجح في هذا الاختبار عليك أن لا تغضب ولا تنفعل.
فأغلب النسوة ينجذبن للرجل غير المبالي والذي لا يبدي اهتماماً زائداً بهن، لذلك لا تتصرف بطريقة متوقعة أبداً.

اهتم بمستمعيك ...
عند بدء محادثة يركز معظم الناس على ما يشعرون أو يعتقدون أو يريدون أكثر من تركيزهم على ما يشعره ويعتقده ويريده الآخرون، فإن ركزت في حديثك على اهتمامات الآخرين فستجعلهم يرغبون بالإستماع إليك.
لا تكن متمركزاً حول نفسك (أي لا ترى ولا تسمع سوى اندماجك أنت) فالمتحدث الناجح يستطيع أن يقرأ ما بين السطور، فهو لا يكتفي بإعتقاد أن المقابل مهتم بحديثه فقط لأنه رآه يحملق في وجهه، بل يفطن أن كان عقله قريباً أو في مكان بعيد للغاية، لذلك عليك أن تكون مرناً وتتكيف وترتجل لإستعادة انتباه الآخرين، استخدم ما يلي:
1- اختصر ما تقصه عليهم.
2- امنحهم فرصة للتعقيب.
3- غير الموضوع إلى شيء هو أقرب لاهتماماتهم.
4- اطرح عليهم أسئلة لتمنحهم فرصة للمشاركة.

- أخبَرَني "آرمزبي" اليوم أن هناك شيطان بين زنوجي بحاجة إلى مراقبته وإلا هرب، فسألته عن السبب فقال إنك ذهبت وأيقظته في منتصف الليل وطلبت منه إيصال رسالة إلى (ماركسفيل)، ما قولك في ذلك؟
- ليس صحيحاً.
- أهذا ردك؟
- كيف يمكنني أن أكتب رسالة، بلا حبر أو ورق؟ ولمن سأكتب؟ ليس لدي أصدقاء أحياء، حسب علمي "آرمزبي" سكير كاذب، ألم يكن يريد أن تعيّنه مراقباً؟ ذلك هو السبب، يريد أن يدفعك للاعتقاد بأننا سنهرب جميعاً حتى توظفه كمراقب! إنه يظنك سهل الخداع! وهو معتاد على مثل ذلك الكلام، لقد اخترع القصة بأكملها لأنه يريد تحسين وضعه، كل ذلك كذب يا سيدي، كل ذلك كذب.
- يا للعجب! ليته لم يكن حُراً وأبيض البشرة يا "بلات" ...
من فيلم:
12 years a slave
إنتاج عام (2013)
?????
لقد أخطأ العبد الأسود "بلات" عندما وثق بزميل عمله الأبيض "آرمزبي" طالباً مساعدته في شيء محظور، فوشى به الأخير لدى رب عملهما، فأراد "بلات" انقاذ نفسه، فاعتمد على قوة الإنكار التي لا ينبغي الإستهانة بها، واستغل فساد سمعة "آرمزبي" الذي لم يعرف كيف يحافظ عليها، فحتى العبيد كانوا يعرفون أنه سكير طماع، وأمعن "بلات" في زيادة تشويه تلك السمعة في نظر السيد، فضلاً عن تملق مُبطَّن له بقوله: "يظنك سهل الخداع"، لذلك نجح في تظليل سيده رغم أن فرصته بالنجاة بدت شبه معدومة.

"لا تنظرنَّ إلى صِغَري وضعفي، فإنَّ الأمُور ليست بالقوة والعِظَم، ورُبَّ ضعيف صغير قد بلغ بدهائه وحيلته ورأيه ما يعجز عنه كثيرٌ من الأقوياء".
(كليلة ودمنة)

مناهج الإقناع ...
ثمة أساليب عديدة تمكنك من دخول نفسية الفرد بهدف دفعه لتنفيذ ما تريد، يمكن تصنيفها إلى الترهيبي والاقناعي.
وجميع تلك المناهج تستوجب النظر إلى من تتحدث إليه، وملاحظة التغيرات التي تطرأ عليه استجابةً لكلامك سواء كانت هذه التغيرات متعمدة أو لا، لتدرك إلى أي مدى يمكنك أن تضغط ومتى تتوقف، وهي كما يلي:
1- الحديث المباشر: اطرح أسئلة مباشرة إن كنت في موقع يمنحك صلاحية الحصول على أجوبة صادقة وتوجيه الأوامر وإلا سيتحمل من يواجهك العواقب، وكأنك تقول له: "إنك تعرف من أنا، وما أريده هو .."
2- التخويف: ويتم استخدامه باعتدال وليس بأسلوب حاد لكون الأخير غير مناسب لمعظم ما يصادفنا في حياتنا اليومية، مثل: "هل ستخبرني بحقيقة هذا الأمر، أم تود مناقشته مع رئيس العمل".
3- الصمت: اطرح عليه أسئلة قاسية ولا تقدم له أي خيارات تنقذه من هذا الموقف ثم إلزم الصمت، ستخلق فيه شعور العجز عن ايجاد عذر أو حجة للتبرير أو التملص.
4- تهدئة الروع: مناورة تكتسب بها ثقة من تحاوره بهدف التأثير على سلوكه، ويمكن دمجه باسلوب التخويف المعتدل للحصول على نتائج أفضل.
5- الامتياز: يتضمن تقديم شيء يرغب فيه ذلك الفرد فعلاً، بحيث يشعر أنك تمنحه امتيازاً، مثل دعوته لمشاركة وجبة الفطور معكم أنتم الأعلى منه شأناً.
6- المنفعة: اقنعه أن ما تطلب منه فعله سيحقق له ما يرغب فيه، مثلاً إن كان يحب عمله، فتنفيذه لما تريد يلعب دوراً في جعله نجماً في عمله.
7- التعظيم أو التحقير: اعتماداً على شخصية ذلك الفرد، تختار إما أن تعظم من شأنه بعبارات المدح التي تدفعه للرغبة بعدم تخييب ظنك، أو تقلل منه بالإزدراء والانتقاص من كفاءته فتدفعه لمحاولة اثبات أنك مخطئ.
8- العارف: الإيحاء للآخر أنك تعرف أكثر مما تعرفه بالفعل مما يجعله يخشاك أو يرغب بالتحالف معك، يساعدك في ذلك جمع بعض المعلومات من هنا وهناك، على سبيل المثال تفاجئه أنك على اطلاع جيد بتفاصيل المنطقة السكنية التي تطلب معلومات عن حدثٍ وقع فيها، لكنك في الحقيقة حصلت على هذه المعلومات عن طريق الأنترنت فحسب.
9- العبث: تستغل شكوك الفرد في كونه يقف مع الجانب الخاسر أو الظالم حالياً، وتدعوه للانضمام إلى الجانب الحق وهو الجانب الذي تقف فيه أنت بطبيعة الحال.
10- التكرار: أي تطلب الشيء نفسه مرات ومرات، أو تؤكد على نفس كلامك الذي ترغب بجعل الآخرين يصدقونه، وكذلك تستطيع وضع كلمات جديدة لكنها تدور حول نفس الفكرة.

في الفيلم الإيطالي: الديكاميرون The Decameron إنتاج عام ١٩٧١ المقتبس عن مجموعة قصصية إيطالية شهيرة بالإسم نفسه، في إحدى قصص الفيلم يتحدث مزارع مُسن إلى مجموعة من المزارعين الشباب مشتكياً لهم من المتاعب التي واجهها عندما كان يعمل في دير قريب للراهبات، بسبب كثرة طلباتهن، ثم يسترسل ويقول أنهم طلبوا منه أن يجد للدير مزارعاً عجوزاً آخر بديلاً عنه لأنهم لا يوظفون الشباب؛ لكنه غير مقتنع بإرسال أحد، لأن الشياطين توسوس للراهبات الجميلات هناك.
عندها يتحدث واحد فقط من المزارعين الشباب معبراً عن رأيه الموافق قائلاً:
"لا ينبغي للرجل ان يكون محاطاً بالنساء".
لاحقاً في صباح اليوم التالي يستيقظ ذلك الشاب نفسه باكراً قبل الجميع متوجهاً نحو ذلك الدير مدعياً أنه مزارع أبكم يبحث عن عمل، فيوافق حارس الدير على توظيفه بإعتباره شاباً قوياً يتميز بأنه لا يسمع ولا يتكلم وغالباً يبدو غبياً أيضاً وهكذا لا ضير في وجوده أمام انظار الراهبات الشابات.
?????
مستغلاً فكرة أن معظم الناس بطبيعتهم يميلون إلى تصديق ظواهر ما يرونه ويسمعونه؛ تفوه ذلك الشاب أمام رفاقه بما يخالف خططه ونواياه، عندما أشار إلى أن الإنخراط في عمل مشابه هو فكرة سيئة، وهذا ينفعه من ثلاث نواحي مهما كان قصده.
الأولى أن تصريحه العلني ينهر مسبقاً من قد تسول له نفسه منهم التفكير في العمل هناك عسى أن يرجع إلى عقله ولا ينافسه في مسعاه.
والثانية ضعف أو إنعدام إستيقانهم بأمر وجهته الحقيقية عندما يختفي في اليوم التالي، لأنه لم يكن كتاباً مفتوحاً يستطيعون قراءة رغباته وطموحاته الفعلية، وهكذا لن يتتبعوه إلى هناك مفسدين عليه خطته.
والثالثة في حال فشل خطته وعودته، سوف يجعله ما نطق به يبدو ناضجاً متعقلاً وفقاً لمعايير المجتمع الذي يعيش فيه، والسمعة الحسنة مفيدة في كل حال.

العادات والتقاليد ...
حرر نفسك من سيطرة العادات والتقاليد، بالتأمل في المجتمعات البشرية الأخرى بل والأشكال الأخرى من الحياة، فنحن نشكل اعتقاداتنا الخاصة وفقاً لما نرى أنه حقيقي بناءً على أنظمتنا العصبية والإدراكية، بينما الآخرون يعتقدون بحقائق مختلفة والكائنات الأخرى ترى حقائقها وفقاً لأنظمة وإدراكات مختلفة.
كما أن قراءة الإكتشافات العلمية الحديثة، أو الذهاب في مواقع طبيعية شاسعة، كل ذلك يقودنا إلى أن نعكس نظرتنا الطبيعية لأنفسنا في أننا مركز كل شيء ومقياسه، وهذا يجعلنا نستفيق من غرورنا وعجرفتنا ويحررنا من قبضة العادات والتقاليد التي تسيطر علينا.

واجه الحمقى بمرح ...
لا يمكنك أن تهتم بالجميع ولا ان تحاربهم بالمجمل. لأن وقتك وطاقتك محدودان، وعليك أن تتعلم كيف تحافظ عليهما. وقد يؤدي الاهتمام الزائد بكل من تعرفه (وخاصة من تعتقد أنهم حمقى منهم) بما يصاحبه من إرهاق وإحباط إلى تدمير حضورك العقلي.
إن العالم ملئ بالحمقى، فالأشخاص الذين يستعجلون النتائج ويتغيرون مع الريح، ولا يرون أبعد من أنوفهم، تصادفهم في كل مكان، مثل الرئيس المتردد في قراراته أو الزميل المغرور أو المرؤوس الهستيري.
عندما تعمل جنبًا إلى جنب مع الحمقى، لا تكره تصرفاتهم، بل انظر إليهم كأطفال، أو حيوانات أليفة. فهم ليسوا على قدر من الأهمية لدرجة أن يؤثروا في توازنك العقلي، حافظ على ابتهاجك، وافصل نفسك عاطفياً عنهم، واضحك في داخلك لحماقتهم، وجارهم في إحدى أقل أفكارهم ضرراً.

لغز هانيبال ...
في الحرب البونية الثانية (219-202 ق.م) كانت انتصارات الجيش القرطاجي بقيادة هانيبال (247-182 ق.م) تتوالى على الجيش الروماني رغم التفوق العددي للأخير، بسبب براعة هانيبال في فن الخداع الحربي. في إحدى معاركه هذه، حوصر القرطاجيين عند البحر، وأغلق الحراس الرومانيون جميع الممرات التي يمكن إنسحاب المحاصرين منها، تمهيداً لتدميرهم، لكن عند منتصف الليل شاهد هؤلاء الحراس مشاعل مسيرة هائلة ذات أصوات مخيفة تتجه نحوهم من بعيد وكأن جيش أعدائهم قد تضاعف مئة ضعف بشكل لا يمكن تفسيره!
فهل وصلت تعزيزات لـ هانيبال عن طريق البحر! أم أن هناك قوات ساندة كانت تختبئ أصلاً في هذه المنطقة! أم هي أشباح! وبعد مشاهدتهم لحدوث حريق كبير قرب تلك المسيرة بدأ الحراس يغادرون مواقعهم مذعورين فأفسحوا المجال لاحقاً لإنسحاب القرطاجيين من موقع حصارهم.
لقد صنع هانيبال لغزاً غامضاً لا تفسير له، ملأ الرومان رعباً، فالغموض يجعل قوتك تبدو أكبر، وسلطتك أكثر رهبة.
لم تكن تلك المسيرة لجيش هانيبال أصلاً، بل آلاف الثيران التي كان يستخدمها جيشه للنقل، بعد أن رُبطت المشاعل بقرونها، وتم اطلاقها ليلاً حتى وصلت النيران إلى جلودها فأطلقت خواراً جنونياً وركضت في كل مكان محدثة حريقاً في تلك المنطقة الجبلية.