كَوَهَجِ الدِّفءِ في يَومٍ قَارِسٍ، وكَطُمَأنِينَةٍ تَتَهَادَى في لَحْظَةِ قَلَقٍ، وَ حَدِيثٌ يَنْسَابُ في القَلْبِ بِخِفَّةٍ، كَفَصْلٍ أَبَى الرَّحِيلَ لِيُزْهِرَ بِالأَشْيَاءِ الجَمِيلَةِ. يُشْبِهُ بَيْتًا يَؤُوبُ إِلَيْهِ المَرْءُ بَعْدَ طُولِ عَنَاءٍ، وَنَجْمَةً تَتَوَهَّجُ إِذَا غَابَ القَمَرُ، و جُزْءٌ مِنَ الأَيَّامِ لَا ترْجُو أَنْ تفْقِدَهُ أَبَدًا.

الحمد لله من أول الدنيا إلى فنائها. ومن الاخرة إلى بقائها. الحمد لله على كل نعمة. واستغفر الله من كل ذنب واتوب إليه وهو أرحم الراحمين

﴿ورحمَتِي وسِعَتْ كلَّ شَيْءٍ﴾ ..

هناك لطفٌ .. هناك مواساةٌ .. هناك نصرٌ وإعانة .. هناك صرفُ أذى وكلمةٌ طيبة ورسائل كثيرةٌ جدًا لك ..

حتى تلك النسمة الخفيفة التي داعبت خدَّك ولم تُلقِ لها بالًا: هي لطفٌ خفيٌ من أجلك أنتَ لستَ منسيًّا كما تظن..?

‏"نحنُّ يارب تركنا كُل شيءٍ، كُل شيء، وتثبتنا بيقينٍ واحدٍ، وأملٍ واحد، اشَحنّا نظرنا عن كُل ما يستدعي البُّكاء والندَامة، وعلّقنا طرفنَّا ببابك؛ لأن تظفر أعيُننا عِناق ما تمنيناه، وإن كان ياربي طريقنا إليهِ، صعبًا، شاقًا، وطويلاً.."

.

"إنَّ أبجديَّة الحُبّ الصَّادق أَن تدعُو لمَن تُحب، وأن تجعَل لهُ نصِيبًا مفرُوضًا مِن خاصَّة دُعائِك كالوِرد الَّذي لاَ يفترُ الإنسَان عَنهُ"?

مَن غَلب عَليه حُبُّ شيءٍ جرىٰ في كلامِهِ.

= بَل في دُعائِهِ!

‏إنَّ قِيمَة الإنسَان الحقِيقِيَّة تتجَلّىٰ عِندمَا يتحَلّىٰ بِالشّمائِل الكرِيمَة، وَالسِّمات الحَمِيدَة، والخِصَال الطيّبة، عِندمَا تجِدهُ قرِيبًا دُومًا مِن مَواطِن الخَير انتماءً وَسجِيَّة، بعِيدًا عَن مَواطِن السّوء أنَفَةً وعِزّة، فإنّ الجَوْهر النّفِيس هوَ المَعنىٰ الأصِيل، وَالمُبتَغَىٰ النّبيل.

اللّهُمَّ أَنْتَ ثِقَتِي‌ فِي‌ كُلِّ كَرْبٍ، وَأَنْتَ رَجَائِي‌ فِي‌كُلِّ شِدَّةٍ، وَأَنْتَ لِي‌ فِي‌ كُلِّ أَمْرٍ نَزَلَ بِي‌ ثِقَةٌ وَعُدَّةٌ، كَمْ مِنْ هَمٍّ يَضْعُفُ فِيهِ الْفُؤَادُ، وَتَقِلُّ فِيهِ الْحِيلَةُ، وَيَخْذُلُ فِيهِ الصَّدِيقُ، وَيَشْمَتُ فِيهِ الْعَدُوُّ؛ أَنْزَلْتُهُ بِكَ، وَشَكَوْتُهُ إلَيْكَ، رَغْبَةً مِنِّي‌ إلَيْكَ عَمَّنْ سِوَاكَ؛ فَفَرَّجْتَهُ عَنِّي‌، وَكَشَفْتَهُ، وَكَفَيْتَهُ، فَأَنْتَ وَلِي‌ُّ كُلِّ نِعْمَةٍ، وَصَاحِبُ كُلِّ حَسَنَةٍ، وَمُنْتَهَىٰ كُلِّ رَغْبَةٍ.

.
‏رحم اللّه مَن قرأ الفاتحة مع الصلوات
لروح المرحوم الشاب المغدور وسام الحجيمي