‏هذه الليله بارده جداً علي، اشعر ببرودة قلبي وجماد اطرافي، وصوت عقارب الساعه، وضمور عقلي، وتشنجات قدمي اليسرى، لايصاحبني في هذا الليل سوى"ارق ازرق" قسم شظايا عقلي وجسدي الى اجزاء عديده ولازال ينال مني بشكل مُهيب ‏كيف لي أن أشرح لك بأني مُتعب من الطريق، والناس، والأحلام، وحذري، وترددي، وقلّة الحيلة، ومُتعب أيضاً من الغد وهو لم يأتِ بعد، ومن أمس وهو مُنتهي، ومن الأيام، والوعود، والصبر، وطولة البال، ومن التعقل، والتأني، والغضب، من دون أن تشعر بأنني أبالغ؟
احياناً ماتعتريني رغبه في الأقلاع كل ليله كما تفعل الطائِرات، ان اجوب العالم، دون مُخطط مُسبق، ولا فكره عن المكان الذي سأذهب اليه، وكم سأمكُث، اذهب خاوي بِلا حقيبه، اذهب خفيف الظل، وسريع المغادره، كالرّحاله
هذه الليلة لاتُشبه شيء، أنها فقط صمّاء وبارده جِداً علي

غصة.

لا أقول "أحبك" كثير، والسبب المخزي إن الذين أحبهم قلال، وصحيح إني لا أقولها كثيرًا لكني لا أتوانى عن نطقها إذا شعر بها قلبي، كنت أحب أن أخبر الذين أحبهم إني أحبهم، أحب أن أقول لهم إني أحبهم وأحيانًا تكون رسالة قبل لا أنام، فقط لأني شعرت بها، ولا أذكر مرة من عمري قلتها كذبًا ولا مجاملة لأني أخاف يذهب معناها وكل المرات التي قلتها فيها كانت حقيقية، وأتذكر جيدًا تلك الاقتباس التي تقول “I think you run out of ‘I love yous’”ويشعرني ذلك ببرودة غريبة وإحساس مُرهق و دخيل، أتمنى ما تبهت كلماتي، أتمنى ما تبهت لأن كل الأوقات الذي قضيتها مع أصدقاء أحببتهم ولم تسنح لي الفرصة أن أعبر بحبي لهم تبقى فيني، تبقى كالشعلة داخل قلبي، خافتة، وصغيرة، لكنها مضيئة دائمًا، وأحيانًا تحرقني.
لدي أمنية واحدة، أعلم إن العالم ظلام، لكن أتمنى أن يستدلوا بهذه الشعلة فيّ ليعودوا إليّ.
٢٩ أبريل، ٢٠٢٣م. ٦:٠٢م.