تُفني قلبَكَ في قلقٍ ليسَ يمضي، وتتركُ العمرَ على إثْرِهِ يمضي، وأنتَ تعرفُ أنّك تستحقّ أن تُطمئن نفسَكَ، لا أنْ تُربِّي في قلبِكَ أسرابًا جديدةً من الحزن والقلق؛ فَغَشَّاكَ اللّٰهُ بالطمأنينة.

أنهكه المسيرُ وإن توقّف هلك.

قلبي يحب حتى تظنه لا يعرف كيف ينسى حبًّا،
وينسى حتى تُقسم أنّه لا يعرف الحبَّ!

رقيق حتى توقن أنّ الجُرح البسيط يقتله،
وشجاع حتى إذا جُرِح تحسب أنّ لا شيء يؤلمه..

هكذا قلبي يخوض الحياة؛

مُحاوِلًا ألّا يؤذي،
وألّا يؤذى،
وألّا يفقد رقَّته، شجاعته،
وقدرته على منح الحبِّ بلا قيد.

‏سيظل الخوف موجودًا على الدوام، بوسع الانسان أن يهدم كل شيء في نفسه: الحب، الإيمان، الكراهية، وحتى الشك، لكنه مهما امتدت به الحياة لن يستطيع أن يهدم الخوف.

لحظة فراغ واحدة تُعيد للإنسان همّاً جاهد لسنوات من أجل إماتته،
فما يقتله الانشغال يُحييه الفراغ،
ولسوء حظ الإنسان لا يخلو له زمانٌ من فراغ.

كل ما يحيط به لا يُناسبه؛ غريبٌ بين كل المألوفات،
يدعو ربه ليل نهار أن يجد ضالة قلبه، التي لا يعلم ماهيتها بالأساس!

قلبي على المحبوبِ جاءَ مُعايدًا
‏والعيدُ في عينيهِ كل يومٍ حاضرُ

لا ننام صَبِيحة العيد لأننا نُحب لحظات العيد الأولى كما كنّا صِغار تمامًا ?

لا يستطيع المسلم أمام مشاهد دخول الحجيج لعرفة وانفعالِهم بالتكبيرِ إلا أن يتذكر مشهدًا مهيبًا آخر وصفه ربُّنا الجميلُ بقوله:
{وسيقَ الذين اتقوا ربَّهم إلى الجنةِ زُمَرًا
حتى إذا جاءوها وفُتحَتْ أبوابُها
وقالَ لهم خزنتُها سلامٌ عليكُم طبتُم فادخلوها خالدين}

مشهدٌ واللهِ يُشوِّق القلبَ إلى دخول الجنة في جموع المؤمنين؛ بهذا الفرحِ الصادق، وهذا الحماسةِ السعيدة، وهذا الانفعال غيرِ المُصدّقِ جمالَ المكان والزمان وما هم مقبلون عليه.

‏"أكره الغضب الذي كان في الأصل حزنًا فلم أبكيه و لم أحاول إصلاحه، إنما تجاوزته حتى أصبحت غاضبًا على نحو يصعب التعامل معه."