قناة احمد علي على تيليجرام ( شروحات تقنية ، تطبيقات ، أفلام ومسلسلات ، خلفيات ، و المزيد )
Last updated 4 weeks ago
يرمز تيليجرام إلى الحريّة والخصوصيّة ويحوي العديد من المزايا سهلة الاستخدام.
Last updated 1 day, 1 hour ago
- بوت الإعلانات: 🔚 @FEFBOT -
- هناك طرق يجب ان تسلكها بمفردك لا اصدقاء، لا عائلة، ولا حتى شريك، فقط انت.
My Tragedy Lies With Those Things That Happen in One Second And Remain
- @NNEEN // 🔚: للأعلانات المدفوعة -
Last updated 2 weeks, 6 days ago
• النِّزاعُ بين الأشعريِّ والمعتزليِّ ظهرَ في الأمَّة لمَّا ضَعُفَتْ عقولُها وشاع الجَهلُ فيها؛ لأن شُيُوعَ العلم يَسمحُ بوجود الخلاف، وشُيُوع الجهل يعني أن الخِلافَ مُنازعة.
• إذا وجدتَ الناسَ يَستوعبون الخِلافَ فاعلمْ أن العِلمَ مُنتشرٌ بينهم، وإذا وجدتَ الناسَ لا يَستوعبون الخلاف فاعلمْ أن العِلمَ ذَهبَ عنهم.
• يَقظةُ العقولِ بالعُلوم تُضيِّقُ مَسافات الخُلْف، والجَهلُ يُوسِّعُها.
• المعتزلةُ ليسوا خارجين عن الدِّين، بل إن المعتزلة لهم مواقفُ أشدُّ تَحرُّجًا من غيرهم.
• مسائلُ الخلافِ بين المعتزلة وأهلِ السُّنَّة خَمْسٌ، لو لَقِيتَ الله وأنتَ لا تَعرِفُ واحدةً منها فلن يَضِيرك ذلك شيئًا.
• حين تُنكِر عبقرية طه حسين لأنك لا ترضى بعضَ آرائه فأنتَ لا قيمةَ لك، اعترفْ للرَّجلِ بفِكرِه وعلمِه وأنت تُخالِفُه.
= تلقَّاه وكتبه: تلميذه د. ياسين عطية
= تجدون التسجيل الصوتي للدرس كاملاً تحت هذا الرابط:
https://t.me/sh_abu_musa2/241
#مما_قال_شيخ_البلاغيين
• بلاغةُ القرآن المُعجِزةُ هي بلاغةُ الإنسان، ولذلك قال العلماء إن الذي يُحْسِنُ البلاغةَ في لُغةٍ ثم يتعلَّم لُغةً أخرى تراه يُحْسِنُ البلاغةَ فيها، وضربوا المَثلَ بـ«عبد الحميد الكاتب»؛ قالوا إنه كان بليغًا في لسان الفُرْس، فلمَّا تعلَّم العربيةَ كان بليغًا في لسان العرب.
• البلاغةُ رُوحٌ إنسانيةٌ ليستْ خاصَّةً بأُمَّةٍ من الأُمم، والقرآنُ المُعجِزُ ببلاغته للناس كافَّةً، فأحسستُ أن هناك تقاربًا شديدًا جدًّا بين المسألتين: بيْن أن البلاغةَ رُوحٌ إنسانية وأن كِتابَ النَّاس كافَّةً - الذي هو القرآنُ - مُعجِزٌ ببلاغته.
• القرآنُ مُعجِزٌ ببلاغتِه، ليس مُعجِزًا بنَحْوِه؛ لأن النَّحوَ ليس علمًا إنسانيًّا، هو علمٌ خاصٌّ بلُغةٍ مُعيَّنة، وهذه أشياءُ كلُّها مُحتاجةٌ إلى مراجعة، ومُحتاجةٌ إلى وَعْي، ومُحتاجةٌ إلى تفكير.
• قلتُ إن عبد القاهر ألحَّ كثيرًا على نَزْعِ فكرةِ أنَّ مزيَّةَ الكلام ترجع إلى ألفاظه؛ لأنها تَجذَّرتْ في عقولٍ كبيرةٍ وعقولٍ صغيرة.
• ليس هناك كتابٌ ضعيفٌ وكتابٌ قويٌّ؛ لأن المطلوبَ منك أن تَستخرِجَ قوَّةً من الضَّعيف، وأن تَستخرِجَ ما يُفيد ممَّا لا يُفيد، وإلا فالزم بيتَك واطلبْ عملًا آخر.
• عامِلُ النَّظافة المُتقِنُ لعمل النَّظافة أفضلُ من أستاذ الجامعة غيرِ المُتقِنِ لعمل أستاذ الجامعة؛ قيمةُ كلِّ امرئٍ ما يُحْسِنُه.
• كلمةُ سيِّدنا عليٍّ (رضي الله عنه): «قيمةُ كلِّ امرئٍ ما يُحْسِنُه» كلمةٌ تَصنَعُ حضارة، ليستْ قيمةُ كلِّ امرئٍ ما يَعمَلُه، أَحْسِنْ نظافةَ الطريق تَكنْ أفضلَ مِن كبيرٍ لا يُحْسِنُ عملَه، فكأن سيِّدنا عَليًّا يقول: «هذه الأمَّةُ أمَّةُ الإحسان»، والله قريبٌ من المحسنين، والله يُحِبُّ المحسنين؛ فأين الإحسان!
• قولُ سيِّدنا رسول الله (صلَّى الله عليه وسلَّم): «وجُعِلَتْ لي الأرضُ مسجدًا» ليس مرادًا به أنْ أُصلِّي عليها فقط، وإنَّما هي عبادة، أنا عابدٌ ما دُمْتُ ذاكرًا لله وأنا أَصنَع، وأنا أَزْرَع، وأنا أُدرِّس، وأنا أُتاجِر. أتحرَّك على الأرضِ وأنا ذاكرٌ لله فقد صارتْ لي الأرضُ مسجدًا؛ فهي مسجدٌ للصَّانِع المُتقِن المُتَّجِه إلى الله، هي مسجدٌ للزَّارع المُتقِن المُتَّجِه إلى الله.. هذا هو الفَهْم.
• أعجبني توفيق الحكيم حين قال - وقُلتُه لكم قبلَ ذلك - : «إن العقلَ الذي يُحوِّل الفكرةَ القديمةَ إلى فكرةٍ جديدةٍ أفضلُ من العقل الذي يأتي بجديد»؛ لأن إحياء القديم أدلُّ على فَرْط النُّبوغ من المجيء بالجديد، لا تَقُلْ: «هذه أفكارٌ قديمة»، نعم هي أفكارٌ قديمة، ولكنْ عليك أن تَجعلَها أفكارًا جديدة، فإذا لم تَجعلْها جديدةً فلا تَدخُل الميدانَ إلا وأنت مِن رِجالِه.
• إلحاحُ عبد القاهر على نَزْع فكرةِ رُجوع المزيَّة إلى الألفاظ أتعلَّم منه أكثرَ ممَّا أتعلَّم مِن مسائل العلم: مَوقِفُ العالِم مِن الخطأ، وإصرارُه على نَزْع الخطأ، وإصرارُه على زَرْع الصَّواب في النَّفْس الإنسانية، يَرُوقُني جدًّا، ويُربِّيني، ويُنشِّئني أفضلَ من أن أَدْرُسَ قواعدَ العلم فحَسْب؛ قواعدُ العلم مُهمَّةٌ جدًّا، ولكنْ بشرطِ أن يكون وراءها رُوحٌ تَحرِص على غَرْسِ الصَّواب ونَزْع الخطأ.
• تَعلَّمْنا المُسالَمةَ مع أشياءَ لا تَجوزُ فيها المُسالَمة؛ تَسالَمْنا مع الفساد، وتَسالَمْنا مع الجهل، وتَسالَمْنا مع الفشل؛ فعبدُ القاهر بصنيعِه يُنادي فيك، مُؤذِّنٌ يؤذِّن؛ يقول لك: لا تتصالحْ مع الفساد، وإنَّما عليك أن تَقِفَ مع الفساد حتى تَقتلِعَه من نُفوس قومِك.
• عبد القاهر يُعلِّمك: لا تَهدِمِ الخطأَ مِن غير أن تَعرِفَ مِن أين جاء الخطأ، لا تَهدِمِ الباطلَ مِن غير أن تَعرِفَ متى وُلِدَ هذا الباطلُ ومِن أيِّ فكرةٍ وُلِدَ هذا الباطل.
• تعليقًا على قول الإمام عبد القاهر: «لم يَستطيعوا أنْ يَنطِقوا في تصحيح هذا الذي ظنُّوه بحَرف»، قال شيخُنا: عبد القاهر يَدلُّك على طبقةٍ من الناس يعتقدون اعتقادًا راسخًا في شيء، ثم لا يَجِدون عندهم كلمةً واحدةً للدِّفاع عنه، يا سلام! يا سلام على تعرية أهل الباطل! يا سلام على قُدرة أهل الحقِّ على بيان تعرية أهل الباطل.
• حين أقرأ كلامًا لعالِمٍ آخُذُه، لكني أجد نفسي راغبةً في معرفة الذي دار في نَفْسِ العالِم حتى أنطقَه به، وبهذا لا تكون فقط دخلتَ في فِكر العالِم، وإنَّما في قلب العالِم وعقلِه، ويا بُعْدَ ما بين مَن يَدخُل في فِكْر العالِم ومَن يَدخُل في قَلبِ العالِم وعقلِه.
• القاضي عبد الجبَّار - رضيتَ أو لم تَرْضَ - عَلَمٌ من أعلام الأمَّة، ومِن كبار علمائنا، لا شكَّ في هذا، وكونُه رأسَ المعتزلة هذه قضيةٌ أخرى ليس لها أيُّ قيمة، صار لها قيمةٌ عندنا لمَّا ضَعُفَتْ عقولُنا عن استيعاب الخلاف.
مما قال فضيلة الأستاذ الدكتور محمد أبو موسى
في درس شرح كتاب «دلائل الإعجاز» بالجامع الأزهر الشريف
(الأحد: 17 من ربيع الآخر 1446هـ = 20 من أكتوبر 2024م)
• قبل أن أبدأَ الدرسَ أريد أن أُنبِّهَ إلى شيءٍ يجب أن تجعلَه بين عينَيْك؛ هو أن عقلَك وحضورَ عقلِك وحضورَ وعيك هو الذي يَجعلُ لِمَا تَسمعُه قيمة، ويَجعلُ لِمَا تقرؤه قيمة، ولو كان الدرسُ ضعيفًا وعقلُك يَقِظًا ومجتهدًا وحاضرًا ومُتطلِّعًا لأن يَرى شيئًا يَنفع فهذه اليَقظةُ منك ستجعل الدرسَ مفيدًا جدًّا وقويًّا جدًّا، وإذا كان الكِتابُ ضعيفًا وأنت تقرؤه بهذا الوعي فستجد في هذا الكِتاب ما يُفيد.
• العقلُ الحيُّ يَستخرج ما يُفيد ممَّا لا يُفيد، والعقلُ الغافلُ لا يرى فائدةً في كل ما يُفيد؛ فلا بُدَّ أن تنتبهوا إلى هذا.
• لا أعرفُ كتابًا ضعيفًا؛ لأن هذا الضَّعيفَ سيَشْغَلُني حتى أستخرجَ مِن تحت ضَعفِه شيئًا، وهذا طريقُك، ليس في القراءة فحَسْب، وليس في السَّماع فحَسْب، وإنما فيما تُزاول مِن أعمال، لا بُدَّ أن يكون عقلُك ووعيُك حاضرًا وقويًّا ويقظًا إلى أقصى الدرجات.
• نبَّهتُ على ضرورة حضور عقلك ووعيك لأن في الدُّروس أشياءَ خفيَّةً ولطيفةً، والغفلةُ تَقتُلها، واليقظةُ تَجعلُها تُشرِق وتُفيد.
• إذا وجدتَ العالِمَ يُكرِّر معانِيَ فاعلم أنه يُكرِّر أشياءَ ذاتَ أهمية ويُريد أن يُثبِّتَها في قلبك، والتَّكرارُ ليس عيبًا، القرآن مليءٌ بالتَّكرار؛ تَكرارُ المُهمِّ مُهِمٌّ.
• عبدُ القاهر يُكرِّر مسألةَ خطأٍ كان شائعًا عند العلماء - ومنهم العلماءُ الكبارُ قبل زمن عبد القاهر؛ منهم أبو هلال العسكري، ومنهم ابن الأثير - وهو أن مزايا الكلام راجعةٌ إلى اللَّفظ، ولذلك وقف عبد القاهر عند هذه المسألة وألحَّ عليها كثيرًا ليَقتلِعَ من نُفوس الكبار والصِّغار فكرةَ أن مزيَّة الكلام ترجع إلى ألفاظه، وأنا عَذَرْتُه؛ لأني عايَنتُ هؤلاء الكبار يؤكِّدون ذلك، ويَعقِدون أبوابًا تحت ما كانوا يُسمُّونه: «الصِّناعة اللفظية»، أراد عبد القاهر أن يؤكِّد الحقيقةَ التي هي حَقٌّ ومَحْضُ حَقِّ؛ مِن أنَّ مزيَّة الكلام ترجع إلى معانيه، و«معانيه» ليس المراد بها «أغراضه»؛ لأن الجاحظ قال إن الأغراض مطروحةٌ في الطريق يَعرِفُها العربيُّ والعَجَمِيُّ، وإنَّما المرادُ بـ«المعاني» علاقةُ معاني الكلمات بعضِها ببعض؛ لأن الكلمات بدون هذه العلاقات لا تدلُّ على معنى، وإنَّما الذي يدلُّ على المعنى الذي أريدُه هو رَبطُ معنى الكلمة بمعنى الكلمة، فكأن هذه الرَّوابط وهذه العلاقات هي مَساكِنُ المعاني ومَواطِنُ المعاني.
• عبارةُ «مزايا الكلام» تحتَها كلُّ علوم نقد الأدب والشِّعر، وتحتَها علمُ الإعجاز؛ فالخطأُ في معرفة أصل مزايا الكلام يُدمِّر علوم البلاغة والنقد ويُعمِّي علمَ الإعجاز.
• اتَّفق العلماء بعد عبد القاهر - وفيهم قاماتٌ تُساوي قامةَ عبد القاهر - وأجمعوا على ما قاله مِن أن مزيَّة الكلام راجعةٌ إلى «النَّظْم»، ولم يَنتقِدْه أحدٌ فيما قاله، ولهذا لم يَعُدْ أحدٌ يتكلَّم عن مزايا الألفاظ بعد عصر عبد القاهر، وهذه قيمةُ العالِم: يُغيِّر فِكرًا، يُغيِّر عقلًا.
• قلتُ لكم كثيرًا إن الكتابَ المقصودُ منه هو تغييرُ العقل، وإن الدَّرسَ المقصودُ منه هو تغييرُ العقل، وقلت لكم قبل ذلك: إذا خَرجَ الطالبُ مِن دَرْسِي كما دَخلَ فأَوْلَى بي أن أجلسَ في بيتي.
• أنا لا أُعلِّم طالبي أنَّ «كان» تَرفعُ المبتدأ وتَنصِبُ الخبرَ فقط، أنا أُنمِّي فكرَه، وأُنمِّي عقلَه؛ فالمقصودُ من العِلم هو تغييرُ المستوى الفكريِّ للإنسان.
• قيمةُ عبد القاهر أنه لمَّا أراد أن يُغيِّرَ حقيقةً علميةً أقنع الناسَ جميعًا بها.
• أيُّ لُغةٍ مزيَّةُ الكلام فيها راجعةٌ إلى النَّظْم، وتَوخِّي معاني النَّحْو - الذي هو العلاقاتُ فيما بين الكَلِم - عامٌّ في كل الأجناس، الفَرقُ أن كلَّ متكلمٍ يتعامل مع مفردات لُغته على أساس دلالة هذه المفردات، ولذلك أرى أن علم البلاغة علمٌ إنسانيٌّ وليس علمًا عربيًّا.
• «الجاحظ» حين تكلَّم في البلاغة قبلَ عبد القاهر كان يتحدَّث عن البلاغة عند الفارسيِّ، وعند الهنديِّ، وعند اليونانيِّ؛ فكان يتكلَّم عن البلاغة عند الأمم.
• علمُ النَّحو وعلمُ الصَّرف غيرُ علم البلاغة: علمُ النَّحو خاصٌّ بـ«العربيَّة»، علمُ الصَّرف خاصٌّ بـ«العربيَّة»، إنما علمُ البلاغة علمٌ عامٌّ في جميع اللُّغات.
• حين تقرأ قولَ الله تعالى: «إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ» لا تَقُلْ لي إن «لَعَلَّكُمْ» هذه خاصَّةٌ بالعَرَب؛ لأن القرآن ليس دِينَ العرب فقط، إنَّما هو دِينُ النَّاس كافَّةً؛ فالمراد: لعلَّكم أيها المُطالَبون بالقرآن.
• الذي يَعزِلُ البلاغةَ عن النَّحو لا يَعرفُ البلاغةَ ولا النحو.
• إذا لم تُفكِّر في كلِّ شيء فلستَ على شيء.
• لابد أن تَعرفَ أسرارَ الشِّعر لتَرتَقِيَ إلى معرفة دلائل الإعجاز.
• حين تقرأ قولَ الله تعالى: «يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ» وتنامُ عن طلب العلم تكونُ قد رفضتَ درجة الرِّفعة التي يمنحها لك الله، وما دمتَ رفضتَ درجة الرِّفعة التي يمنحها لك الله فلن تكون لك قيمةٌ ولو وضعك الناسُ على أكتافهم وقالوا: «بالرُّوح والدَّم نفديك يا زعيم».
• إذا قرأتَ قولَ الله تعالى: «يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ» ولم تَطلب العلمَ ولم تَطلب هذه الرِّفعة فأنت رائعٌ جدًّا؛ لأنك أدركتَ أنك أخسُّ وأدنى من أن تكون من الذين يَرفعهم اللهُ درجات.
• الشعوبُ النائمة المُغفَّلة التي تُساق كما تُساق السَّائمة نعمةٌ من نِعَمِ الله للمستبدِّين والظالمين والجَهَلة، ولذلك لن تجد مستبدًّا ولا ظالمًا يهتمُّ بالتعليم؛ لأنه يَعلَمُ أن العلمَ ضدُّ الاستبداد وضدُّ الظلم.
• أُحِبُّ كلَّ من يُحبُّ قومَه، وأُحِبُّ كلَّ من يدعو قومَه إلى اليقظة، ولذلك أرجو أن نكون جميعًا دُعاةً إلى اليقظة؛ حتى نُخرِجَ بلادَنا من السِّرداب الذي دخلتْ فيه، وصارت في عُسْرٍ بعد يُسْر، وصارت في شِدَّةٍ بعد رخاء، وصارت في خوفٍ بعد أمْن.
• تلقَّاه وكتبه: تلميذه د. ياسين عطية
= تجدون التسجيل الصوتي للدرس كاملاً تحت هذا الرابط:
https://t.me/sh_abu_musa2/225
#مما_قال_شيخ_البلاغيين
• تعقيبًا على قول الإمام عبد القاهر: «فإن النَّفسَ تُنازع إلى تتبُّع كل ضَرْبٍ من الشُّبهة يُرى أنه يَعْرِضُ للمُسلِّم نفسَه عند اعتراض الشَّك»، قال شيخُنا: عبد القاهر كأنه يقول لك: الله أسكنَ في قلبك القدرةَ على دَحْضِ الباطل وإقامة الحجَّة؛ فعُدْ أنت إلى هذه القدرة، واحذر أن تُسلِّم نفسَك للشبهات.
• شاع في الناس منذ الجاهلية أن الكلامَ يُشبَّه بالرِّداء، وأن نَسْجَ الكلام يُشبَّه بنَسْجِ الثَّوب، وقالوا: «.. لو انَّ الشِّعْرَ يُلْبَسُ لارْتُدِينَا»؛ فارتباطُ الشِّعر بالرِّداء وبالثَّوب وبالنَّسْج قديمٌ جدًّا جدًّا، وهي علاقةٌ صادرةٌ من كبار الشعراء وصادرةٌ من كبار أهل العلم بالشِّعر، ووَجْهُ الشَّبَه بين نَسْجِ الكلام ونَسْج الرِّداء أن نَسْجَ الثَّوب تُحرِّك فيه الخيوطَ في جهات منظَّمة وعلى وَفْق أحوالٍ خاصة حتى تُنتج لك نسيجًا خاصًّا، والكلامَ تُحرِّك فيه اللغةَ والكلماتِ حركاتٍ خاصةً حتى تُنتج لك كلامًا خاصًّا، وعبدُ القاهر يقول لنا إن مَن يؤمِن بهذه الحقيقة التي هي في كلام الكرام الكبار سيرى أن موضِعَ خيط النَّسيج في الثَّوب كموضِع الكلمة في بناء البيان، وأن الخيطَ الذي قُدِّم لا يجوز تأخيرُه وأن الكلمةَ التي قُدِّمت لا يجوز تأخيرُها، وأن هذا قد يَقعُ في الأذهان لشدَّة المشابهة بين نسيج الكلام ونسيج الثوب، فيؤكِّد لك عبدُ القاهر أن الكلمةَ أحيانًا تكون عند المتكلِّم في موقع التقديم وهي عنده في موضع التأخير، وأن ناسِجَ الثَّوب لا يمكن أن يفعل ذلك؛ لأنه ما دام قد وضعَ الخيطَ في موضعٍ لا يَجوز له أن يُغيِّر هذا الموضعَ.
• قيمةُ العلم في أنه يُوقِظُ العقلَ، والعلمُ إذا انتشر في قومٍ فلن تجد نصَّابًا يَنصب عليهم ولا كذَّابًا يُغريهم بكذبه؛ لأن العقلَ هو القوَّة الحامية للإنسان.
• إذا خرج الطالبُ مِن درسِك على الحالة التي دخله بها فالزمْ بيتَك.
• ليس المُهمُّ أن تَحفظَ العلم وتقولَه، المُهمُّ أن تُدركَ العلمَ ثم تقولَه، إذا كنتَ ستَحفظُ وتقولُ فإنك تُربِّي جيلًا من الحُفَّاظ النائمين، أمَّا إذا أدركتَ وقلتَ فإنك ستُربِّي جيلًا يدرك أولًا ثم يقول، وهذا هو المطلوبُ، وهذا هو الجِيلُ الذي يَغْسِلُ خَبَثَه.
• أستحي من الله أن أقولَ لك كلامًا حَفِظْتُه، وإنما أستعين بالله لأقول لك كلامًا أدركتُه.
• مُهمَّةُ المدرِّس مُهمَّةٌ جليلةٌ جدًّا جدًّا؛ لأنه صانعُ رجال وليس مُحفِّظَ مناهج؛ لأن تحفيظَ المناهج إن لم تكن وراءه عقولٌ تُدرك أسرارَ هذه المناهج فلا قيمةَ له.
• إذا ربَّيْتَ جيلًا يَحفظ المناهج فإنك تُربِّي جيلًا نائمًا، وتُسلِّمُه للظالم ليَظْلِمَه، وللمستبدِّ ليَقْهرَه، وللنصَّاب ليَنْصبَ عليه، وللأفَّاكين الذين يُسمُّون الفشلَ نجاحًا والخرابَ عُمرانًا والبلاءَ إنجازًا.. كلُّ هذا يَرُوجُ ما دام العقلُ نائمًا.
• مُهمَّتي ليست هي أن أنقلَ العلمَ من الكتاب وأضعَه في عقلك، وإنما مُهمِّتي أن أوقِظَ عقلَك حتى يستخرجَ هو العلمَ من الكتاب.
• وأنا أقرأ الشِّعرَ الجاهليَّ كان يُعجبني الهُذَلِيُّ الذي يتسلَّق الجبلُ ورِجْلُه تنزف دمًا لكي يصل إلى الشَّهْدَة، وجِبالُ هُذيلٍ معروفةٌ منذ الزَّمن القديم بأن في أعاليها جَنَى النَّحل، وكان الرجلُ تَدْمَى قدماه ويقول: «إمَّا أن أصلَ إلى الشَّهْدَة وإمَّا أن أموت»، وهذا هو الإنسان: إمَّا أن يُحقِّقَ مرادَه وإمَّا أن يذهبَ في داهية.
• الأرض التي يمشي عليها التافهون يكاد ترابُها يقول لهم: ادخلوا في باطني أكرمُ لي ولكم، إمَّا أن تكونوا رجالًا أو تَسكُنوا باطني.
• القضية ليست درسًا، القضية صناعةُ عقول.
• إذا لم يكن وجودُ اليــهــود على حدودنا سيُوقِظُنا فلن نستيقظ بعد ذلك، لأن شرَّ الشرِّ صار على حدودنا، والذي يقول لي هذا ليس التاريخ، وإنما يقولُه الذي خلق الإنسان: «لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُـــودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا».
• عَـــدوُّنا الذي على حدودنا لا يريد إبــــادة الفلسطـــينيين فقط، وإنما قلبُه إبـــادةُ المصريين جميعًا، وإبـــادةُ السوريين جميعًا، وإبــــادة الماليزيين جميعًا، وإبــــادة المسلمين جميعًا، لا شكَّ في هذا، فإذا كان وجود هذا الشــيطان في بلادنا لن يَنفِيَ عنا الغفلة، ولن يجعلنا نهتمُّ بالعلم وبالتربية وبإعداد الأجيال، فعلى الدنيا السَّلام.. لا تَفهموا فقط كلامي هذا، وإنما بَلِّغُوه للأجيال، بَلِّغُوه للأحياء، وإن استطعتم أن تُبلِّغوه للأموات فبَلِّغُوه للأموات؛ لأنه خطرٌ داهم.
• كان من الرائع جدًّا في تاريخ هذا العِلم الجليل أن الذي أنشاه نَحْويٌّ من رأسه إلى قدمه، وهو عبد القاهر، وأن أوَّلَ مَن أدخلَه في كتاب الله نَحْويٌّ من رأسه إلى قدمه، وهو الزمخشري.
وجدت عبد القاهر من هذه البيئة، عبدُ القاهر الذي يُعلِّم علماء العربيَّةِ العربيَّةَ، عبدُ القاهر الذي يستدرك على شعرائنا وعلى كِبارِنا ما يستدرك = هو ابنُ هذه البيئة.
• تبيينًا لسبيل تلقِّي الشعر، قال شيخُنا تعليقًا على قول امرئ القيس:
فَقُلْتُ لَهُ لَمَّا تَمَطَّى بِصُلْبِهِ .. وَأَرْدَفَ أَعْجَازًا وَنَاءَ بِكَلْكَلِ
لا بدَّ أن تَرجِعَ إلى قول امرئ القيس، وأنْ تُحاوِلَ ليس أنْ تَفهمَ بيتَ امرئ القيس - فَهْمِي لبيت امرئ القيس جيَّد، ولكنه ليس كلَّ المطلوب - ولكن لا بد أن أتلمَّسَ المعنى الذي قام في نفس امرئ القيس، وأحاولَ أن يقومَ هذا المعنى في نفسي.. ماذا وجد امرؤ القيس حتى قال في الليل: «تَمَطَّى بصُلْبِه وأردفَ أعجازًا ونَاءَ بكَلْكَل»؟ أنت ظالمٌ للشِّعر إذا اكتفيتَ بهذا المعنى الظاهر، إنَّما الشِّعر يتطلَّب منك أنْ تُحاولَ أن تجدَ في نفسك الليلَ الذي حدَّث عنه امرؤ القيس؛ لأنه ليس كالليالي التي نعرفها، وإنما هو ليلٌ تمطَّى بصُلْبِه، وأردفَ أعجازًا، ونَاءَ بكَلْكَل.. وبهذا تَذُوق وتُذِيق.
• أعجبني امرؤ القيس لمَّا رأى الليلَ تمطَّى بصُلبِه، وأردفَ أعجازًا، ونَاءَ بكَلْكَل، وأهانَه، وأرهقَه، وأجهدَه؛ قال له: «أَلَا انْجَلِي»، وهذا أمرٌ مِن مَلِكٍ وابنِ مَلِك.
• البَعْبَعَةُ تنزيلٌ مِن شيطانٍ رجيم.
• إذا تدبَّرْنا كلَّ ما نقول وكلَّ ما نفعل انتقلنا من الظلمات إلى النور.
• وَسِّع المعاني، ولذلك قال علماؤنا، وسيقولها عبد القاهر بعد ذلك، إنَّ الجملةَ الواحدةَ تَحتمِلُ معانِيَ كثيرةً؛ فحَدِّثْ بما تحتمله من المعاني، أرادها المتكلمُ أو لم يُرِدْها، دخلتْ في مراد القائل أو لم تَدخل.
• أبو العلاء المَعرِّي عِلمُه وحدَه وفِكرُه وحدَه يُحْيي جِيلاً.
• تلقَّاه وكتبه: تلميذه د. ياسين عطية
= الصورة المرفقة: صورة تذكارية تضم شيخنا وأعضاء هيئة التدريس في قسم اللغة العربية بكلية الآداب في جامعة قطر، وأعضاء من هيئة التدريس في كلية الشريعة في الجامعة نفسها، عقيب محاضرة للشيخ تحت عنوان: «علم صناعة المعرفة» عقدت في شهر مارس الماضي.
= تجدون التسجيل الصوتي للدرس كاملاً تحت هذا الرابط:
https://t.me/sh_abu_musa2/211
#مما_قال_شيخ_البلاغيين
• المُنشئُ للكلام مُنشِئٌ له من معانيه ولا شأن له بألفاظه، والمتلقِّي للكلام مُتلقٍّ له من ألفاظه؛ فالمسألةُ بالعكس.
• عليَّ أن أبدأ معك في بيان المعرفة، وعليك أنت أن تُتِمَّها، أما إذا كنتَ معتقدًا أنني سأقدِّم لك المعرفة من أوَّلها إلى آخرها فأنت مخطئٌ خطأً شديدًا جدًّا، وإذا كنتَ عازمًا وصادقًا مع نفسك فستكفيك هذه البداية.
• أجد كثيرًا في كلام علمائنا أنهم لا يَردُّون على الضَّعَفة والجَهَلة، وكانوا يقولون: «نَردُّ على من له علمٌ أُخِذَ عنه ثم أخطأ؛ فنردُّ خطأه حتى لا يأخذَ الناسُ خطأه كما أخذوا علمَه»، ومن هنا شاع أنه لا يُردُّ على خطأ مَن لا صواب له، وهذا اقتنعنا به وقضينا به الأمر، ثم وجدتُ فريقًا آخر يقف عند خطأ مَن لا صواب له ويَردُّه؛ فرأيت في الفريق الأول علماء ضَنِينِينَ بمجهودهم ووقتهم على رد خطأ مَن لا قيمة له، أما الفريق الآخر فرأيت أن لهم هدفًا أعلى؛ فكأنهم حُرَّاسٌ على الحياة العقلية، فإذا دخلها خللٌ من أي جهة كانت - ولو كانت ممَّن لا قيمة له ولا علم عنده - وقفوا لتنقيتها.
• كنت أسمع كلامًا سخيفًا من سُخفاء ربما تكون الأيَّام قد أخطأت ووضعتهم على الرَّبَوات، فلم أكن ألتفتُ إليهم.
• تنقية الحياة العقلية والعلمية والفكرية مِن هَلْفَتة الهلافيت = أمر مهمٌّ جدًّا جدًّا.
• صاحب القلم حارسٌ يحرس الحياة العقلية، وهذا معنى قولهم: مِدادُ العلماء يُوزَنُ بدماء الشُّهداء.
• الأمَّة لها حارسان: حارسٌ بسيفه يحمي ترابَها، وحارسٌ بقلمه يحمي عقلَها.
• الواقف لحراسة الحياة الفكرية للأمَّة لن يكون حارسًا إلا إذا وعى كل ما يجري فيها، وإلا إذا وعى كل ما يقوله المُخرِّفون من شمالها إلى جنوبها، وإلا إذا كانت له أُذنٌ تسمع كل همسة تجري في الحياة العقلية للأمَّة.
• كنتُ إذا وضعت رأسي في الشعر وفي البلاغة لا أُشْغَلُ بما يجري في الأمَّة؛ لأني لو شُغِلتُ بما يجري في الأمَّة سأُشغَل عن المقصد الأساس من عملي، وهو تسهيلُ العلم لطلاب العلم، ولو شُغِلتُ بـ«هَلْفَتة الهلافيت» فلن أستطيع تأدية عملي، ولكني رأيتُ كبارَ علمائنا يجمعون بين الأمرين: يُحسنون في العلم كلَّ الإحسان وكأنهم متفرِّغون له، ويَعلمون كل ما يجري في الأمَّة وكأنهم حُرَّاسٌ متفرِّغون لهذه الحراسة.
• الإنسان حين ينطق له عملٌ واحدٌ: يَجِدُ معنًى ويتخيَّر له اللفظَ المناسب له، ويرتِّب الألفاظ على وَفْق ترتيب المعاني في نفسه، يستوي في ذلك الشاعر وبائع الخُضار، ولكن بمقدار قيمة المعنى ويمقدار تجويد اللفظ تكون بلاغة الكلام ومرتبة الكلام.
• النابغة في كل شعره اختار المعنى المناسب ورتَّب الألفاظ الترتيب المناسب، امرؤ القيس في كل شعره اختار المعنى المناسب ورتَّب الألفاظ الترتيب المناسب، وكذلك فعل الأعشى، ولكن – وهذا من أعجب ما يمكن – مع أن كُلاً منهم تخيَّر من الألفاظ ما يناسب معناه؛ بحيث لا تستطيع أن تقول إن النابغة مثلاً في هذا البيت لم يُحْسِن اختيار اللفظ = مع توافر هذا تفاوتت مراتب الكلام، وصار شِعرُ فُلان أعلى من شِعر فُلان، مع أن فُلانًا وفُلانًا وُفِّق كلٌّ منهما في اختيار اللفظ المناسب لمعناه.
• مطابقةُ الكلام لمقتضى الحال؛ في الشِّعر، وفي الحديث الشريف، وفي القرآن الكريم = قائمةٌ؛ فمن أين كان التفاوت؟
• من العجيب أنَّ الذي كان القرآنُ آيةَ نُبوَّته هو أفصحُ مَن نطق بالكلام من العرب وغير العرب؛ فما دلالة ذلك؟ دلالتُه أنه إذا كان أفصحَ الناس وأعلاهم بيانًا ثم يأتيه كلامٌ لا يستطيع هو أن يأتِيَ بمثلِه فهذه هي الآية التي لا ينكرها إلا جاحد.
• هناك «هلافيت»، وهناك «هلافيت الهلافيت»، ويا ليت المسألة في «الهلافيت»، ولكن المسألة أن «الهلافيت» صنعت «هلافيت»؛ فكنا مع «الهلافيت» والآن نحن مع «هلافيت الهلافيت».
• طلاب العلم في حاجة إلى أن يتعلَّموا العقل، وتعليمُهم العقلَ أبرُّ بهم من تعليمهم العلم؛ لأنهم بالعقل يَعْلمون وبدون العقل لا يَعلمون.
• النَّومُ حُلوٌ جدًّا، والخَيْبة جليلةٌ وممتعة، وعِشْ في الدنيا في عُسْر وكأنك في يُسْر، وعِشْ في ضَعفٍ وكأنك في قوَّة، وما دمتَ رضيتَ بالدناءة فأنت في نعيم؛ لأنك ستظل مُحتضنًا للدناءة حتى تدخل قبرك، عِشْ غيرَ قَلِق وغيرَ متذمِّر وغيرَ رافضٍ.. ولكنْ هذه ليست حياة الإنسان الذي جعله الله خليفة في الأرض.
• لا بد أن تعتقد أن الله لم يجعل أباك خليفة، وإنما جعلك أنت وأباك من الخلفاء، فلا بد أن تَخْلُف اللهَ في الأرض خلافةَ الصِّدق والحقِّ، وبهذا تكون إنسانًا، وبهذا تتغيَّر، وبهذا لا تقبل أن تعيش متخلفًا.
• توهَّمْتُ توهُّماتٍ، ومن حقكم عليَّ أن أقول لكم خطئي وصوابي: قام في ذهني شيءٌ ولكنِّي أنكرتُه؛ هو أن عبد القاهر يعيش في بيئة أعجمية لم تعرف العربيَّةَ ولم تعرف الشِّعر، ويمكن لهذه البيئة الغريبة عن العربيَّة أن تَظهر فيها مثل هذه الخلافات [يقصد الشيخُ الشُّبهة التي عرضها الإمام عبد القاهر في الفقرة رقم 426 وما بعدها]، ثم استبعدتُ ذلك لأنني
مما قال فضيلة الأستاذ الدكتور محمد أبو موسى
في درس شرح كتاب «دلائل الإعجاز» بالجامع الأزهر الشريف
(الأحد: 4 من ذي القعدة 1445هـ = 12 مايو 2024م)
• من الأشياء العجيبة جدًّا أن التدبُّر كان شائعًا في كلام العلماء، وكلُّ الذي أقرؤه اليوم وما بعد اليوم هو تحقيقٌ وتأكيدٌ لوجوب تدبُّر قارئ العلم.
• القراءةُ مِن غير تدبُّرٍ عدمٌ، والعلمُ لا يَسْكنُ في نفسك إلا إذا تدبَّرتَه ووعيتَه وعرَفتَه معرفةً دقيقةً وواعية.
• ما مِن خطأٍ يَحْدثُ إلا في غَيْبةِ التدبُّر.
• وجدتُ كُتبَ علمائنا مشحونةً بالنصيحة والأمر بالتدبُّر، وأن التدبُّرَ والتفكيرَ في الذي تقرؤه – في أي علم من العلوم – يجب أن يكون مصاحبًا لك، وأن اللحظة التي لا يصاحبك فيها التدبُّر هي اللحظة التي لا تصاحبك فيها المعرفة.. وجدتُ هذا كثيرًا جدًّا في الكتب.
• أدركتُ أن العلماء إنَّما أكثروا من ذِكْر التدبُّر لأن الله – جلَّ وتقدَّس – حثَّنا على التدبُّر في كتابه العزيز، وكرَّر ذلك؛ كرَّر الأمر بالتدبُّر، وقال لنا إن الذين لا يتدبَّرون كأنه «على قُلوبٍ أقفالُها».
• لم يَقُلِ الكتابُ العزيز: «على القلوبِ أقفالٌ»، وقال: «عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا» لِيُشيرَ بهذه الإضافة الجليلة إلى أنَّ للقلوب أقفالاً ليست هي الأقفالُ التي تعرفونها، وإنَّما هي أقفالٌ غامضة؛ منها الغفلة، ومنها تَرْكُ التدبُّر؛ فكأنك حين تقرأ أو تسمع من غير أن تتدبَّر وضعتَ قُفلاً على قلبك، والتدبُّر هو الذي يُزيلُ عن قلبك هذا القُفل.
• كأن التدبُّر هو الذي هيَّأ الله به آدمَ وبَنِيه مِن بعده لعمارة الأرض.
• التدبُّر ليس فَهْمَ مسألةٍ علمية، التدبُّر مسألةُ وجود.
• الخلافة في الأرض لا تصلح إلا بالتدبُّر؛ فعلى الزارع أن يتدبَّر، وعلى الصانع أن يتدبَّر، وعلى المُعلَّم أن يتدبَّر، وعلى الطبيب أن يتدبَّر، وعلى السياسي أن يتدبَّر؛ فإذا لم يتدبَّروا صنعوا صناعة فاشلة، والصناعة الفاشلة تعني خراب الأرض، والصناعة التي هي نتيجة تدبُّر ووعي تعني عمارة الأرض.
• الفرق بين التقدُّم والتخلُّف هو التدبُّر أو عدم التدبُّر؛ فالذين يتدبَّرون ويَعقلون ما يفعلون ويُحْكِمون ما يفعلون هم المتقدِّمون، والذين لا يتدبَّرون هم المتخلِّفون، قل هذا في الطب، قل هذا في التاريخ، قل هذا في الأدب، قل هذا في الفقه، قل هذا في الزراعة، قل هذا في السياسة.
• اعلمْ أنَّ أفضلَ عطاءٍ تُعْطَاه هو ما كان منك أنت بالتدبُّر، وأنه لا يَسُدُّ أحدٌ في تدبُّرك مَسدَّك.
• لا يسقيك العلمَ إلا أنت، ولا ينوب عنك أحدٌ في سُقياك للعلم.
• لن تكون عالِمًا إذا أردتُ لك أن تكون عالِمًا، ولن تكون عالِمًا إذا كان أستاذُك مِن أَعْلَم علماء الأرض، إنَّما تكون عالِمًا في حالة واحدة: إذا أردتَ أنت أن تكون عالِمًا، تكون نافعًا في حالة واحدة: إذا أردتَ أنت أن تكون نافعًا.
• في القرآن أشياء جليلة جدًّا جدًّا، ولكنَّ الغفلة أضاعتها.
• على أهل العلم أن يُقرِّبوا العلم لأجيالهم، ويضعوه في طريقهم، فإن لم يطلبوه طلبهم.
• ضَعُوا العلمَ في طريق أجيالكم؛ لأنَّ أجيالَكم إذا لم تطلب العلم ووضعتموه لهم في طريقهم طلبهم العلمُ.. هذا هو الواجب، وإلا عشنا في التخلُّف الذي نحن فيه، وعشنا في الضَّعف الذي نحن فيه، وعشنا في العُسْر الذي نحن فيه، وعشنا في التفاهة التي نحن فيها.
• اكرهوا التفاهة، واكرهوا التخلُّف، واكرهوا العُسْر، واكرهوا كل ما يَكرهُه الإنسان حتى تُحقِّقوا كل ما يتمنَّاه الإنسان.
• كان حافظ إبراهيم يقول:
عَزَّتِ السِّلْعَةُ الذَّلِيلَةُ حَتَّى .. بَاتَ مَسْحُ الحِذَاءِ خَطْبًا جُسَامَا
ونحن يا سيِّدي حافظ لم نَعُد نفكِّر في مَسْح الحذاء، أصبحنا نُفكِّر في رغيف الخبز، أنت تستطيع أن تستغني عن مَسْح الحذاء، ولكنك لا تستطيع أن تستغني عن رغيف الخبز.
• ذكر الشيخ قول النابغة:
كِلِينِي لِهَمٍّ يَا أُمَيْمَةَ نَاصِبِ .. وَلَيْلٍ أُقَاسِيهِ بَطِيءِ الكَوَاكِب
ثم قال: هذا كلامٌ يظلُّ حيًّا في الأرض ما بقيت الأرضُ حيَّةً إذا تدبَّرتَه. هذا كلامٌ حين تسمعُه لا تَسْمَعْ النابغة الذبياني، ولكن عليك أن تعيش اللحظةَ التي عاشها النابغة الذبياني وهو يقول: كِلِينِي لِهَمٍّ يَا أُمَيْمَةَ نَاصِبِ.. اسمعْه وكأنك أنت الذي عشتَ هذا، وكأنك أنت الذي تقول هذا.
• كان أبو محمد إقبال يوصيه قائلاً: «اقرأ القرآن وكأنما عليك أُنزِل»، وأنا أقول لك: أَنْشِد الشِّعرَ وكأنك أنت الذي صنعتَه وعشتَ تجربتَه.
• الله وضع في فطرتك حُبَّ البيان، ومعنى «حُبِّ البيان» أنك إذا كرَّرت البيانَ بتدبُّر وبوعي وجدتَ مذاقَه.
• تربيتُك لنفسك هي أشقُّ ما في حياتِك؛ لأنها أجلُّ ما في حياتك، وإذا انتظرتَ فلانًا أو فلانًا يُربِّيك فلن تكون شيئًا.
التسجيل الصوتي لمحاضرة فضيلة الأستاذ الدكتور محمد أبو موسى التي ألقاها صباح اليوم في كلية الآداب بجامعة قطر، وكان محورها الرئيس: علم صناعة المعرفة.
فكتبتُ عن هذه الكتبِ التي تُخاطِبُ كلَّ طبقاتِ الأمَّة، ويرى فيها العَالِمُ ما يَنفَع.
وحُبِّب إليَّ هذا الذي أنا فيه، وصِرتُ أُزاوِلُه بحُبّ، فاعتذرتُ عن كلِّ عملٍ إداريٍّ يَصرِفُني عنه، وانقطعتُ له انقطاعًا كاملاً، ويقيني أن إعدادَ الأجيالِ القادمةِ مِنْ أوجبِ الواجبات، إن لم يكنْ هُو أوجبَ الواجبات، وأن هذا الواجبَ يَفرِضُ علينا أن نُعدَّ لمستقبل بلادنا مَنْ هُمْ أفضلُ مِنَّا، وأن يكون هذا عامًّا في كل علمائنا؛ فعالِمُ الطبِّ يجبُ أن يُعِدَّ للبلاد مَنْ هو أعلمُ منه، وعَالِمُ الرياضيات يجبُ أن يُعِدَّ للبلاد مَنْ هو أفضلُ منه، واجتهدتُ في ذلك راجيًا أن أُعِدَّ لمستقبلِ بلادِنا مَنْ هم أفضلُ منَّا، وكنتُ شديدَ العناية بالمتميزين من طلاب العلم، وكان لا يعنيني ما يفعلُ الآخرون، وإنما الذي يعنيني هو أن أبذلَ أقصى طاقتي في تحقيق هذه الغايات، ولم ألتفتْ لحظةً واحدةً إلى رأي الآخرين فيما أكتب، ويقيني أن خدمةَ أجيالِ الأمةِ هي وجهُ الله، وأن خدمةَ البلاد هي وجهُ الله، وأن مِدادَ العلماء يُوزنُ بدماء الشهداء، وكان قولُه تعالى: «وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ» = أقولُ: كانتْ هذه الآيةُ تُريحني جدًّا، وتُقنعني بأنَّ بَذْلَ أقصى الجُهدِ هو الذي عليَّ، وأرجو من الله أنْ يَعْلَمَ مِنِّي الصدقَ في الذي أعمَلُه، والآيةُ تقولُ لي: إنَّ مَنْ جَدَّ لِيصلَ إلى الخير وهو صادقٌ، ثم لم يَصِلْ، فأجرُه على الله.
وإذا قلتَ لي: إن الفقيهَ هو الذي يَستخرجُ من الفقه فقهًا، وعَالِمَ الطبِّ هو الذي يستخرج من الطبِّ طبًّا؛ لأن كلَّ عِلمٍ عامرٌ في باطنه بالذي هو أفضلُ من ظاهرِه، وكلَّ فكرةٍ وراءها فكرة، فما الذي استخرجتَ أنت؟
قلتُ لك: إن هذا لم يَغِبْ عنِّي، وكلُّ هذا حاولْتُه، وحسبي أني بذلتُ أقصى ما عندي، وهذا هو الذي أملكه، وكان من أهم تكريم هؤلاء الكرام لى أنني أحسستُ أني عَمِلْتُ شيئًا؛ لأن حقَّ الله عليَّ، وهو حقُّ هذه الأمة عليَّ، أكبرُ بكثيرٍ مِن كلِّ الذي فعلتُ.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
قناة احمد علي على تيليجرام ( شروحات تقنية ، تطبيقات ، أفلام ومسلسلات ، خلفيات ، و المزيد )
Last updated 4 weeks ago
يرمز تيليجرام إلى الحريّة والخصوصيّة ويحوي العديد من المزايا سهلة الاستخدام.
Last updated 1 day, 1 hour ago
- بوت الإعلانات: 🔚 @FEFBOT -
- هناك طرق يجب ان تسلكها بمفردك لا اصدقاء، لا عائلة، ولا حتى شريك، فقط انت.
My Tragedy Lies With Those Things That Happen in One Second And Remain
- @NNEEN // 🔚: للأعلانات المدفوعة -
Last updated 2 weeks, 6 days ago