*🔏*💡وقت قليل على إغلاق التسجيل في مساق حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما، فمن أراد اللحاق فليدرك.**

*📍*تنبيه مهم بخصوص مساق حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما.

نظرًا لكثرة الطلب على البوت بتأجيل المساق ومد فترة التسجيل، فقد قررنا مد فترة التسجيل أسبوعًا آخر، على أن تكون بداية المساق يوم الأحد 27 أكتوبر 2024 = 24 ربيع ثاني 1446 .**

أخلصوا النوايا، والزموا الثغور، فلرب همة أحيَت أُمَّة 🍃****

?بحول الله تعالى في مدارستنا لـ سلسلة تهذيب كتب ابن القيم رحمه الله سنعتمد نظاما يختلف قليلا عن نظام المساقات المعتادة.

?النظام العام المعتاد أن نقسّم الكتاب إلى أوراد تنشر يوميا ثم يقرأها الطالب ويرسل ما يستشكل عليه ليتم الجواب عنه من قبل المشرف.

? أما مع هذه السلسلة النضرة فقد رأينا في الفريق - بحول الله- أن نجعلها بطريقة تجمع بين القراءة الحرة من الأوراد (مع) شرح وتعليق للمشرف على المادة تُنشـر كإسناد صوتي يفك المعاني والعبارات التي تحتاج إلى شرح أو تعليق، بواقع يومين أو ثلاثة أيام في الأسبوع بتوفيق الله.

? وقد رأينا أن نجعل المساق الأول في تهذيب الداء والدواء متاحا للجميع بلا تكاليف، وهذا طلبا لأمرين:
الأول: النفع العـام . الثاني: اختبار جدية الطلاب.
فإن حصلا فالحمد لله، وإلا رجعنا بها كمساقات مغلقة يدخل فيها من يرى أنه يحتاجها.

? لا تستهدف هذه الدورات طلاب العلم بالمعنى المصطلحي الشائع، فهؤلاء قادرون على قراءة هذه المواد، وإنما المقصود دعوة عامة أهل الإسلام الراغبين في سماع الخير الذي تركه لنا أئمة الإسلام، والاطلاع على طريقتهم في عرض العلم الشريف والانتفاع به لا سيما مع المواد المتعلقة بإصلاح القلوب وطريقة معالجة النفوس.

وبإذن الله تعالى ننشـر رابط التسجيل قريبًا بعد انتهاء التجهيزات.
دعواتكم بالتوفيق والسداد.

الحمد لله وبعد. (اعتذر عن الإطالة لكن أظنه مهم)
فمن الأمور التي تُريحك من عناء المقارنات والتخبط بين المشاعر المختلفة أن ترى الأمور كما هي عليه، لا أن تقيسها بمقياس الطهورية الكامل.

وهذا واضح في حديث الصحيحين عن حذيفة رضي الله عنه لما كان يسأل النبي ﷺ عن الشـر مخافة أن يدركه.
وفيه يقول حذيفة: "فقلت يا رسول الله إنا كنا في جاهلية وشـر فجاءنا الله بهذا الخير (يعني الرسالة والنبوة ) فهل بعد هذا الخير من شر؟
قال ﷺ: نعم.
قال حذيفة: وهل بعد ذلك الشر من خير؟
- قال ﷺ: نعم وفيه دَخَن! ".

انتبه الآن .. الحديث هنا عن (الخير) وإجابة النبي ﷺ أنه خير ولكن فيه دخن، يعني تشوبه شوائب تعكر عليه.

فلما سأل حذيفة قال: "وما دخنه؟" (يعني ما الشوائب والمعكرات التي تعكر هذا الخير؟)
قال ﷺ: "قوم يهدون بغير هديي، تعرف منهم وتنكر".

هذا هو الشاهد الذي أشير إليه، مهما وجدت من خير في هذه الأزمة فلن تجده خالصا من الدخن والشوائب، وإنما نسعى لتحصيل الخير المتاح وتقليل الدخن الملازم له قدر الإمكان.

* هل معنى هذا أن نرضى بالموجود ونظن أنه الخير الصريح الذي جاء به النبي ﷺ وأمر به الإسلام؟

- لا قطعا، ولكن نقيس الخير بمعيار الشرع الحنيف ونعرف الخير والشر كما أمر الله تعالى، لكن عند التعامل مع الواقع ننظر في أفضل ما وصلنا إليه وندعمه ونقويه ونحاول إصلاح الخلل الذي يطرأ عليه قدر الإمكان ونحن نسير في طريق الخير، لأن مقابله الشر الصريح الهادي إلى صراط الجحيم,
ولذلك لما سأل حذيفة بعد ذلك وقال: "فهل بعد ذلك الخير من شر؟"
قال ﷺ: " نعم، دُعاة إلى أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها".
والحاصل أن النبي ﷺ رغم وجود القوم الذين يهدون بغير هديه (الصريح)، وأنت تعرف منهم وتنكر"، رغم ذلك كله، جعله من "الخـير" المتاح في ذلك الواقع.
** ولهذا وغيره نُعرض في حال المواجهة الصريحة بين (الخير المتاح) و(الشر الحاصل) عن ذِكر الأخطاء والشوائب والدخن، لكن لا نضرب عنها الذكر صفحا، وإنما نذكرها في باقي الأوقات التي تتحمل ذلك.
أما أن تُخذّل عن الخير المتاح - بقصد أو بغير قصد- فهذا يعني أنك (شئت أم أبيت) تقوي الجانب الآخر ولا بد، وإلا فالعدمية التي ترجوها ليست حاصلة في الواقع، يعني لو أنت فاكر إنك لا مع هؤلاء ولا مع هؤلاء، فأنت واهم، فالشر يستفيد من مواجهتك للخير سواء رضيت أو لم ترض.
وأكرر هذا لا يعني أن نسكت عن الدخن والأخطاء والشوائب، ولكن لا تأتي في عزاء أخيك الذي غدر به عدوك وتطالبه بالدَّين الذي عليه وتذكر مسالبه بينما الأعداء يقيمون الأفراح ويوزعون الحلوي بمناسبة ذلك.
والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل.