عاشر بالحُسنى لعند النهاية حتى لو اللي نهيتها معاه مش مُحسن.. لأن العِشرة الطيبة تشفع لصاحبها لو أساءتله الدنيا كلها.

في ينابيع قلوبنا طاقات مازالت مش متحررة، في دواخلنا مشاعر مركونة في أماكن مش أي حد يقدر يوصلها، في كل منّا بذرة حسنة ماتنبتش إلا في أخصب تربة تناسبها، وفي نفس كل حد فينا نِية صافية طيبة ماتختلطش بأي تلوث وبأي شيء عشوائي..

احني في حياتنا مكتوبلنا السعي بكل مافينا، نسعوا بقلوبنا وبإيدينا وبلساناتنا وبرجلينا، وفي طريق كل حاجة منهم حتقابلنا مختلف الشخصيات والقلوب والأقدار والأرزاق، والهدف الأساسي في سعينا هو التوافق اللي يخليك تنصب خيمتك بل وحتبني بيتك وتسكن بطمأنينة في المكان اللي ارتحتله..
لما الطيب حيلاقي الطيب في سعيه حيبني بيته، ولما الناجح حيلاقي الناجح في مشواره حيبني بيته، ولما خفيف الدم يلاقي اللي بيفهمه حيبني بيته، ولما اللي عقله وتفكيره سليمين ويلاقي البيئة السليمة حيبني على طول بيته
…وطالما البيت تعلّى في أساس صح ويناسبه عمره عُمره ما حينهدم ولا يندم.

مُلاحظة:
المقصود بالبيت هو القلب.

أي إنسان يلين لما يلقى اللين ولو كان قلبه حجر، وحيقسى لما يلقى القسوة ولو كان قلبه زي قلب الطير.

"قُلْ ادْعُوا اللهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمـٰنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الأَسْمَاءُ الحُسْنَٰى"

يُخجلنا ربي برحمته كثيرًا، عندما عصيناه سترنا، ونسيناه فذَكَرنا، وأغضبناهُ فرَحِمنا، رأى في قلوبنا مثقال ذرةٍ من خير فرحمنا بها، وآتانا عليها من كل ما سألناه..

رحمتهُ وَسعت كل شيء حتى التي فوق مدارك العقل البشري، دعواتٌ تلفظنا بها ونسيناها وماكان ربّي لها نسيّا، خيراتٌ كثيرة قد ساقها لنا مقابل خيرٍ صغير ننسى متى ولمن قدمناه، لسنا مَن نُحب الله فيُحبنا، ولا يتوب علينا حتى نتوب، ولا ينتظرنا ندعوه حتى يُجيب لنا، هو الذي جلّ جلاله يجتبينا لكل ذلك.. يُحبنا فيصطفينا لحُبه "يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ"، يتوب علينا قبل توبتنا وينادينا لها "ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا"، ويُجيب دعواتنا قبل أن ندعوها حتى، وهو الذي ألهمنا الدعاء حتى نلتقي بالمراد" أُجِيبُ دَعْوَةَ الدّاعِي إِذَا دَعَانِ"..

سُبحانك ما أرحمك
سبحانك ما أكرمك
سبحانك ما أعظمك

يُقلب القلوب كيف يشاء بإصبعين من أصابعه سُبحانه، فإن هُديتَ ورَضيتَ فذلك من فضل الله عليكَ أرادَ لك ذلك برحمته "وَمَا كَُّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللهُ".

الكثييير والكثير من الطرق اللي من خلالها يوصلنا شعور إن فيه شخص يحب يفرّحك لأنه فرحان بسببك.. ألطفها هي بروز هديتك ليه في حياته، مهما كانت قيمتها ونوعها وتوقيتها يفرح بيها ويبينلك قداش هي ثمينة على قلبه، يحب يصطحبها معاه وين ما مشي لأنها تذكره بيك، ويحب من يسأله عليها باش يجاوب إنها هدية منك.. الشعور هذا فريد ويقعد ديما جديد لأنه مختص بفرحة الهدية اللي هديتها لفلان وهدالك فرحته بيها، كأنها هدايا حِسية متبادلة أكثر من كَونها ملموسة، والأغلى من هكي إنك ترتاح نفسيًا كل ما شفت ثمرة هديتك في فرحة غيرك واهتمامه بيها.
الله يجعلنا من المتهادين المتحابين ولا يقطعلنا عادة.

الشفقة على الظالم لما يظلمك،
ياقداش حتمرمده الدنيا وتكسره الأقدار.