Dr. AMJAD RASHID

Description
We recommend to visit

بِسم الـعَلي 🇮🇶 .
وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ 🤍.
تواصل : @M1MMM 🏷 .
تعاملات : @MU1UMF 🏷 .
محضورين : @ZR9Bot 🏷 .

Last updated 8 months, 1 week ago

Last updated 7 months, 1 week ago

Last updated 9 months ago

11 months, 3 weeks ago

ويتَّخذَ منكم شُهَداء
لِيَعْلَمِ المسلمون: أنّ كثيرين ممن خَذَلَ هذه العِصابةَ وهو يُشاهدُ بأسَها؛ يَتَمَنّى لنفسه في قرارتها رُجولةً تُحاكِي رُجُولتَهم، ومِيتةً تُشرِّفُ تاريخَه، وصورةً على أريكةٍ كتلك الصورة، ﴿ولكن كَرِهَ الله انبعاثَهم فثَبَّطَهم﴾، فشتّانَ بين مَن كانَ التّوفيقُ حَلِيفَه، ومَن كان لأبي حَيّةَ النُّمَيريِّ خَلِيفة.
يقول الحافظُ ابنُ حَجَرٍ في «الإصابة» (7: 86): «قال أبو بكر بنُ أبي خَيثمة: حدثنا محمدُ بنُ سلّام الجُمَحيُّ قال: كان لأبي حَيّةَ (ت183هـ) سَيفٌ يُسمِّيه «لُعابَ المَنيّة» لا فرقَ بينه وبينَ الخشبة، وكان أَجبَنَ الناس، فحدّثني جارٌ له قال: دخلَ بيتَه ليلةً كلبٌ فسَمِعَ حِسَّه فظنّه لِصًّا فأَشْرَفْتُ عليه وقدِ انتَضَى سيفَه «لُعاب المَنيّة» وهو يقول: أيُّها المُغترُّ بنا والمجتَرِئُ علينا، بئسَ والله ما اختَرْتَ لنفسك، خيرٌ قليل، وسَيفٌ صَقيل، أُخْرُجْ بالعَفوِ عنكَ قبلَ أن أَدخلَ بالعقوبة عليك، يقولُ هذا كلَّه وهو واقفٌ في وَسطِ الدّار، فبينما هو كذلك إذْ خَرَجَ الكلب، فقال: الحمدُ لله الذي مَسَخَكَ كلبًا وكفانا حَرْبًا».
يقولُ الأَلُوسيُّ في «تفسيره» (2: 284) في قوله تعالى: ﴿ويتَّخذَ منكم شُهَداء﴾: «كنّى بالاتخاذ عن الإكرام؛ لأنّ مَنِ اتخذَ شيئًا لنفسه فقدِ اختارَه وارتضاه، فالمعنى: لِيُكْرِمَ أناسًا منكم بالشهادة. ﴿والله لا يُحبُّ الظّالمين﴾ أي: يُبغِضُهم، والمرادُ منَ الظالمين؛ إما المنافقون كابن أُبيٍّ وأتباعِه الذين فارقوا جيشَ الإسلام على ما نقلناه فيما قبلُ، فهم في مُقابلةِ المؤمنين فيما تقدّم المفسَّرِ بالثابتِين على الإيمان الراسِخِين فيه الذين تُوافِقُ ظواهرُهم بواطنَهم، وإما بمعنى الكافرين المجاهِرِين بالكفر، وأيّا ما كان فالجملةُ مُعترضةٌ لتقرير مضمونِ ما قبلها، وفيها تنبيهٌ على أنه تعالى لا يَنصُرُ الكافرَ على الحقيقة، وإنما يُغلبه أحيانًا استدراجًا له وابتلاءً للمؤمن، وأيضًا لو كانت النصرةُ دائمًا للمؤمنين لكان الناسُ يَدخلون في الإيمان على سبيل اليُمْنِ والفَأْل، والمقصودُ غيرُ ذلك». انتهى.
ففي لَفظ الاتخاذِ المُنبئِ عن الاصطفاء والتقريب من تَشريفهم وتفخيمِ شأنهم ما لا يَخفى، قاله أبو السُّعود في «تفسيره» (2: 90).
والنفسُ راغبةٌ إذا رَغَّبْتَها وإذا تُرَدُّ إلى قليلٍ تَقنَعُ
رَحِمنا الله بالشّهداء
كتبه الدكتور أمجد رَشيد
سَحَرَ الجمعة ١٤ ربيع ثاني ١٤٤٦ هجرية
الموافق ١٨/١٠/٢٠٢٤م

1 year, 3 months ago

تقبل الله طاعاتكم وكل عام وأنتم بخير

1 year, 4 months ago

دَعُوا تاركَ الصلاة يُضحِّي وصُبُّوا عليه دَعْوتَـكم ودَعَواتِكم
أخرجَ البخاريُّ (221، 6025) ومُسلمٌ (285) ـ واللّفظُ له ـ عن أنسِ بن مالكٍ رضي الله عنه قال: بينَما نحن في المسجد معَ رسول الله ﷺ إذْ جاءَ أَعرابيٌّ فقامَ يَبولُ في المسجد، فقال أصحابُ رسولِ الله: مَهْ مَه، قال: قال رسولُ الله ﷺ: «لا تُزْرِمُوهُ [أي: لا تقطَعوا عليه بَولَه] دَعُوه». فتَـرَكُوه حتى بال، ثمّ إنّ رسولَ الله ﷺ دَعاه فقال له: «إنّ هذه المساجدَ لا تَصلُحُ لشَيءٍ من هذا البَولِ ولا القَذَر؛ إنّما هي لذِكرِ الله عزَّ وجلَّ والصلاةِ وقراءةِ القرآن». فأمرَ رَجلًا منَ القوم فجاءَ بدَلْوٍ من ماءٍ فشَنَّه [أي: صَبَّه] عليه.
وأخرجَه البخاريُّ (6128) عن أبي هريرةَ رضي الله عنه: أنّ أَعرابيًّا بالَ في المسجد، فثارَ إليه الناسُ لِيَقُعوا به، فقال لهم رسولُ الله ﷺ: «دَعُوه، وأَهْرِيقُوا على بَولِه ذَنُوبًا [أي: دَلوًا] من ماء، أو سِجْلًا من ماء، فإنّما بُعِثْتُم مُيَسِّرين، ولم تُبْعَثُوا مُعَسِّرين».
أقول: الكَسَلُ عن أداء الصلاةِ المفروضةِ في وَقتها من أكبرِ الكبائر، وعلى صاحبها المبادرةُ إلى التوبة منها، لكنّه ليسَ بكافر، فجَميعُ عباداته صحيحةٌ بشُروطها، ونسألُ الله تعالى له التوبةَ والقَبول.
وإذا كانَ الأَعرابيُّ قد بالَ في المسجد ـ وهو مُنكَرٌ عَظيم ـ ورآه رسولُ الله ﷺ والناس، فثارَ الناسُ عليه لذلك، فنَهاهُم عنه وهو قائمٌ على المنكَر؛ خَشيةَ مَفسَدةٍ أعظَم، ثمّ نَصَحَ رسولُ الله ﷺ الأَعرابيَّ، وأَمرَ أصحابَه بتَطهيرِ مكانِ بَوله! فأَحرى بنا أن لا نَقطعَ تاركَ الصلاةِ كَسَلًا عن عِباداتِه الأُخرى كصَوم رَمضانَ والأُضحيةِ التي قالَ بوجوبها على الموسِرين جماعةٌ من أئمة السَّلَف، وَلْنَصُبَّ عليه ذَنوبًا ـ أي: نَصِيبًا ـ من دَعْوتِنا ودَعَواتِنا له؛ عَسى أن يَتطهَّرَ إن شاءَ الله من ذَنبه فيُقيمَ الصلاة، ولا نُعينَ الشّيطانَ عليه بتكفيره بما لا يَكفُرُ به عندَ الأئمة، «فإنّما بُعِثْتُم مُيَسِّرين، ولم تُبْعَثُوا مُعَسِّرين».
والقولُ بعَدم صحةِ صومِ تاركِ الصلاة كَسَلًا أو تَضحيتِه، وأنّ أُضحيتَه لا تُؤكَلُ؛ بناءً على أنّ تاركَ الصلاة كَسَلًا كافر؛ هو قولٌ باطلٌ وجُرْأةٌ على تكفيرِ المسلمين، وفَهمٌ مَغلوطٌ لمذهب الحنابلة، وتنزيلٌ فاسدٌ له لا يَقولون به، كما بيَّنتُه في رسالةٍ مستقلّة، والله يَهدي للحقِّ.
كتبَه
الدكتور أَمجد رَشيد
عَميدُ كلية الفقه الشافعيّ بجامعة العلوم الإسلامية العالمية
صباحَ يومِ عَرَفة من عام 1440هـ الموافق 10/8/2019م

1 year, 5 months ago
1 year, 6 months ago

تقبل الله طاعاتكم
وبارك لكم في عيدكم
بلطف وعافية وفرح بنصر غزة وجبر خواطرهم

1 year, 11 months ago

«اللّهمّ إنا نَسْتَعِينُك، ونَستَغْفِرُك، ونُثْنِي عليكَ الخير، ولا نَكْفُرُك، ونُؤْمِنُ بك، ونَخْلَعُ ونَتْرُكُ مَن يَفْجُرُك، اللّهمّ إيّاكَ نَعبُد، ولَكَ نُصَلِّي ونَسْجُد، وإليكَ نَسْعَى ونَحْفِد، نَرْجُو رَحمتَك، ونَخْشَى عذابَكَ الجِدّ، إنّ عَذابَكَ الجِدَّ بالكُفّارِ مُلْحِق، اللّهمّ عَذِّبِ الكفرةَ والمشركين، وأَلْقِ في قلوبِهمُ الرُّعْب، وخالِفْ بينَ كَلِمَتِهم، وأَنزِلْ عليهم رِجْزَكَ وعَذابَك، اللّهمّ عَذِّبْ كَفَرةَ أهلِ الكتاب الذين يَصُدُّونَ عن سَبيلِكَ ويُكذِّبون رُسُلَك، اللّهمّ اغْفِرْ للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، اللّهمّ أَصْلِحْ ذاتَ بينِهم، وأَلِّفْ بين قلوبِهم، واجْعَلْ في قلوبِهم الإيمانَ والحِكْمة، وأَوْزِعْهُم أن يَشْكُرُوا نِعمَتَكَ التي أَنْعَمْتَ عليهم، وأن يُوَفُّوا بعَهْدِكَ الذي عاهَدْتَهم عليه، وتَوَفَّهم على مِلّةِ رَسولِك، وانْصُرْهُمْ على عَدُوِّكَ وعَدُوِّهم إلهَ الحقِّ، واجعَلْنا منهم». أخرجَه عبدُ الرّزّاق في «المصنَّف» عن الحسنِ بنِ عليٍّ (3: 116).
كتبَه فقيرُ عفِّو ربّه
الدكتور أمجد رَشيد
عميد كلية الفقه الشافعيّ
13/ربيع ثاني/1445هـ الموافق 28/10/2023م

1 year, 11 months ago

من بَين فَرْثٍ ودَمٍ
غَزّةُ يا حَبيبتي؛
لا زَلْتِ ككلِّ فِلَسْطينَ بجِهادِكِ ـ بنَفسِكِ ومالِكِ ـ وبرِباطِكِ وشُهَدائِكِ لَبَنًا خالِصًا سَائغًا نُسْقاهُ كلَّ يومٍ من بين: فَرْثِ المهانةِ والخِيانة، ودَمِ التوحُّشِ والجِناية.
غَزّةُ؛
لا عليكِ، وأنتِ اليومَ تتربَّعِين تحتَ ظلِّ عَرْشِ قوله تعالى: ﴿وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ﴾ [آل عمران: 140]. وقولِه: ﴿إِنَّ الله اشْتَرَى مِنَ الْـمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الله فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ الله فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ [التوبة: 111].
غَزّةُ؛
لا تَرْنُوا عَينُكِ إلى جُبَناءَ قال الله فيهم: ﴿يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَلِيَبْتَلِيَ الله مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَالله عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُور﴾ [آل عمران: 154].
غَزّةُ؛
لا تَقْلَقِي وفيكِ يقولُ رسولُ الله ﷺ: «رِباطُ يومٍ ولَيلةٍ خيرٌ من صيامِ شهرٍ وقيامِه، وإن ماتَ فيه جَرَى عليه عَمَلُه الذي كان يَعمَل، وأُجْرِيَ عليه رِزْقُه، وأَمِنَ الفَتّان». كما أخرجه مسلمٌ (1913). ويقول ﷺ: «كلُّ ميّتٍ يُختَمُ على عَمَلِه إلّا الذي ماتَ مرابطًا في سبيل الله، فإنه يَنْمُو عَمَلُه إلى يوم القيامة، ويَأْمَنُ فتنةَ القَبر». كما أخرجه أحمد (23951).
غَزّةُ؛
لا تَيْأَسِي ﴿مِن رَوْحِ الله إنه لا يَيْأَسُ من رَوْحِ الله إلّا القومُ الكافرون﴾ [يوسف: 87]، وتَذَكَّرِي ﴿حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا﴾ [يوسف:110]. ﴿وَالله مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ﴾ [محمد: 35].
غَزّةُ؛
لستِ في حاجة إلى حِفظِ مَن غَدَرَ بك، وخانَ أمانَتَكِ سَنَواتٍ وسَنَواتٍ ـ ولو رَأَيْتِه اليومَ مُتَباكِيًا عليكِ ـ فقد كَفَاكِ الله مُؤنةَ ذلك معَ ما تَحْمِلِينَه من مُؤنةِ حِفظِ شُهَدائِكِ ومُرابِطِيك، فما عليكِ بعدَ هذا العَناءِ إلّا الرّاحةُ بمشاهدةِ ما قال فيه نبيُّكِ ﷺ: «لكلِّ غادرٍ لِواءٌ يومَ القيامة، يُرفَعُ له بقَدرِ غَدْرِه، أَلَا ولا غادرَ أعظمُ غَدْرًا من أميرِ عامّة». فيه ـ كما قال الإمامُ النّوويُّ في «شرحه» (12: 44) ـ بيانُ غِلَظِ تحريمِ الغَدْرِ لا سِيَّما مِن صاحبِ الوِلَاية العامّة؛ لأنّ غَدرَه يَتَعَدَّى ضَرَرُه إلى خَلقٍ كثيرين.
غَزّةُ؛
لا تُطِيلي الفِكْرَ فيمَن لم يُسارِع إلى نُصْرَتِك؛ فالناسُ فيكِ اليومَ اثنانِ:
رِجالٌ قال الله فيهم: ﴿لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى المَرْضَى وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لله وَرَسُولِهِ مَا عَلَى المُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَالله غَفُورٌ رَحِيمٌ * وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ﴾ [التوبة: 91، 92]. وقال رسولُ الله ﷺ في أمثالِهم لَـمّا كان في غَزاة: «إنّ أقوامًا بالمدينة خَلْفَنا، ما سَلَكْنا شِعْبًا ولا وَادِيًا إلّا وهم مَعَنا فيه، حَبَسَهُمُ العُذْر». كما أخرجه البخاريّ (2839). فهؤلاءِ منكِ وأَنتِ منهم.
وجنسٌ ثالثٌ ﴿كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا﴾ [الفرقان: 44] قال الله فيهم: ﴿وَلَوْ أَرَادُوا الخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِنْ كَرِهَ الله انْبِعَاثَهُمْ﴾ ﴿وَلَكِنْ كَرِهَ الله انْبِعَاثَهُمْ﴾ ﴿وَلَكِنْ كَرِهَ الله انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ * لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَالله عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ﴾ [التوبة: 46، 47].
غزّة؛
ما أَشْفَقَكِ علينا، نَسْمَعُكِ تُرَدِّدِينَ معَ كلِّ شَرَارةِ نارٍ تَـمَسُّكِ: «مَن ماتَ ولم يَغْزُ ولم يُحدِّثْ به نفسَه، ماتَ على شُعْبةٍ من نِفاق» كما أخرجه مسلم (1910).

2 years ago

لله دَرُّكِ يا فِلَسْطِين
كُنتِ ولا زِلْتِ اختبارَ إيمانٍ ونفاق، إسلامٍ وكُفر، بَذْلٍ وبُخْل، إقدامٍ وإِجْحام، شَجاعةٍ وجُبْن، حقٍّ وباطل، شَرَفٍ وخِيانة، فِداءٍ للمُهَج في سَبيل الله وخُنُوعٍ لأبناءِ القِرَدةِ والخنازير.
فيا بُشراكم إخوانَنا المجاهدِين على أرضها.
ويا بُشرى شُهدائكم الطاهرِين.
يا بُشرى أُمّهاتِكم اللَّوَاتي أَرْضَعْنكم.
فلله درُّ تلك القَطَراتِ البِيضِ الصّافِيات، كيفَ غذَّتْ عظامَ طفلٍ في الـمَهْد، حتى إذا استَوى، واشتَعلَ في قلبه الجَوى، إلى حَبيبه الأَعْلى، ونَعيمِ جَنةِ الـمَأْوَى؛ سَقَى الأرضَ المباركةَ أحمرَ قانِيًا ورَوَى، يُرْهِبُ به عدوَّه، ويُشْهِدُ التاريخَ على مَن خَذَلَه.
أخرج مسلمٌ (1879) عنِ النُّعْمانِ بنِ بَشيرٍ رضي الله عنه قال: كنتُ عندَ مِنْبرِ رسولِ الله ﷺ، فقال رجل: ما أُبالي أن لا أَعْمَلَ عملًا بعدَ الإسلام إلّا أن أَسْقِيَ الحاجّ، وقال آخر: ما أُبالي أن لا أَعْمَلَ عملًا بعدَ الإسلام إلّا أن أَعْمُرَ المسجدَ الحرام، وقال آخر: الجهادُ في سَبيلِ الله أفضلُ مما قلتُم، فزَجَرَهم عمر، وقال: لا تَرفعوا أصواتَكم عندَ منبرِ رسولِ الله ﷺ وهو يومُ الجمعة، ولكن إذا صَلَّيْتُ الجمعةَ دخلتُ فاستَفْتَيْتُه فيما اختَلَفْتُم فيه، فأَنْزَلَ الله عزَّ وجلّ: ﴿أَجَعَلْتُم سقايةَ الحاجِّ وعمارةَ المسجدِ الحرامِ كمَن آمنَ بالله واليومِ الآخرِ وجاهدَ في سَبيلِ الله لا يَسْتَوُونَ عندَ الله واللهُ لا يَهدِي القومَ الظَّالمين﴾ [التوبة:19].
وأخرج أيضًا (1910) عن أبي هريرةَ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله ﷺ: «مَن ماتَ ولـم يَغْزُ، ولم يُحدِّثْ به نفسَه، ماتَ على شُعْبةٍ من نِفاق».
وأخرجَ البخاريُّ (2843) ومسلمٌ (1895) عن زَيدِ بنِ خالدٍ رضي الله عنه: أنّ رسولَ الله ﷺ قال: «مَن جَهَّزَ غازِيًا في سَبيلِ الله فقد غَزَا، ومَن خَلَفَ غازِيًا في سَبيلِ الله بخَيرٍ فقد غَزَا».
وأخرج أبو داودَ (4772) التِّرْمِذيُّ (1421) ـ وقال: حديثٌ حَسَنٌ صحيح ـ عن سَعيدِ بنِ زَيدٍ رضي الله عنه عنِ النبيِّ ﷺ قال: «مَن قُتِلَ دونَ مالِه فهو شَهيد، ومَن قُتِلَ دونَ دِينه فهو شَهيد، ومَن قُتِلَ دونَ دَمِه فهو شَهيد، ومَن قُتِلَ دونَ أَهلِه فهو شَهيد».
وأخرج مسلم (1876) عن أبي هريرةَ رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله ﷺ: «تَضَمَّنَ الله لمن خَرَجَ في سَبيله، لا يُخْرِجُه إلّا جهادًا في سَبيلي، وإيمانًا بي، وتصديقًا برُسُلي، فهو عليَّ ضامنٌ أن أُدْخِلَه الجنة، أو أُرْجِعَه إلى مَسكَنِه الذي خَرَجَ منه نائِلًا ما نالَ من أجرٍ أو غَنِيمة، والذي نفسُ محمّدٍ بيَدِه، ما من كَلْمٍ يُكْلَمُ في سبيل الله، إلّا جاءَ يومَ القيامةِ كهَيئتِه حينَ كُلِم، لَونُه لونُ دَم، ورِيحُه مِسْك، والذي نفسُ محمّدٍ بيده، لولا أن يَشُقَّ على المسلمين ما قَعَدتُ خلافَ سَرِيّةٍ تَغزُو في سبيل الله أبدًا، ولكن لا أجدُ سَعَةً فأَحْمِلَهم، ولا يَجدون سَعة، ويَشقُّ عليهم أن يتخلَّفوا عنّي، والذي نفسُ محمدٍ بيَدِه، لَوَدِدْتُ أني أَغْزُو في سبيل الله فأُقتلُ، ثمّ أَغْزُو فأُقتل، ثمّ أَغْزُو فأُقتل».
فهَنِيئًا لكم يا أهلَ فِلَسْطين، وهَنيئًا لمن أَحَبَّكم، وتَمنَّى رُفْقَتَكم فيما أنتُم فيه اليوم، ﴿وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ [الأنفال: 26] ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا الله لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [آل عمران:200] ﴿قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِالله وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لله يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾ [الأعراف:128].
اللّهمّ إنا استَوْدَعْناكَ أهلَنا في فِلَسْطين، فقد «انقطعت آمالُنا وعزَّتِك إلّا منك، وخابَ رجاؤُنا وحقِّك إلّا فيك، إن أَبْطَأَتْ غارَةُ الأرحامِ وابْتَعَدَتْ فأَقرَبُ الشيءِ منّا غارةُ الله، يا غارةَ الله جِدِّي السَّيرَ مُسْرعةً في حَلِّ عُقْدَتِنا يا غارةَ الله».
كتبه الدكتور أمجد رَشيد
عميدُ كلية الفقه الشافعي
بجامعة العلوم الإسلامية العالمية
غُرّةَ شوّال ليلةَ عيد الفطر من عام 1442هـ
الموافق 13/5/2021م

We recommend to visit

بِسم الـعَلي 🇮🇶 .
وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ 🤍.
تواصل : @M1MMM 🏷 .
تعاملات : @MU1UMF 🏷 .
محضورين : @ZR9Bot 🏷 .

Last updated 8 months, 1 week ago

Last updated 7 months, 1 week ago

Last updated 9 months ago