بدقة عالية

زيارة الأربعين من عجائب الزمان
بقلم: السيد حسن السيد إبراهيم الحكيم

زيارة الأربعين المباركة، التي تُقام في ذكرى مرور أربعين يوماً على استشهاد الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء المقدسة، تعد من أكبر التجمعات الدينية في العالم، وتحمل العديد من العجائب والظواهر الفريدة. من بينها:

1. الأعداد الهائلة للزوار: يُقدَّر أن الملايين من الزوار يسيرون على الأقدام من مدن عراقية مختلفة باتجاه كربلاء، مما يجعلها واحدة من أكبر التجمعات السلمية السنوية في العالم.

2. الضيافة اللامتناهية: أثناء الرحلة، يُقدّم لأكثر من 20 مليون زائر الطعام، الماء، والمأوى مجاناً على طول الطرق المؤدية إلى كربلاء. هذه الخدمات تُقدَّم من قبل الأهالي، العائلات، والمواكب الحسينية بشكل طوعي.

3. تنوع الجنسيات: زيارة الأربعين تستقطب زواراً من جميع أنحاء العالم، بما في ذلك المسلمين وغير المسلمين، مما يبرز رسالة الوحدة والتسامح التي تحملها.

4. الخدمات الطبية المجانية: يتم تقديم رعاية صحية وطبية مجانية على طول الطريق من خلال مئات المستشفيات والمراكز الطبية المؤقتة التي يقيمها المتطوعون.

5. الجانب الروحي والوجداني: تعكس زيارة الأربعين قوة الإيمان والتضحية لدى الزوار الذين يسيرون مئات الكيلومترات أحياناً، تعبيراً عن حبهم وولائهم للإمام الحسين وقضيته.

6. السلام والنظام: رغم الأعداد الكبيرة، تُجرى الزيارة في جو من السلام والتنظيم، حيث يلتزم الجميع بقواعد السلوك واحترام الآخرين، مما يُعزز من روح التآخي والتضامن.

تُعد هذه العجائب جزءاً من الجوانب المميزة التي تجعل زيارة الأربعين حدثاً فريداً في العالم الإسلامي.

https://t.me/mwalon

مشاهد قد لا تشاهدها إلا في طريق زيارة الاربعين.
بقلم : سماحة السيد علي الحكيم.

تشاهد شيخاً كبيراً قد أفنى الزمان عمره وهو يسير ببطء شديد ويتوكأ على عصا يقصر خطاه ويشد وسطه لكنه يواصل المسير ليقطع مسافات طويلة لايستطيع قطع ماهو أقل منها بكثير في الأيام الأخرى ليصل الى مقصده كعبة الأحرار كربلاء ليلتقي بمعشوقه ليشاهد قبة الإمام الحسين عليه السلام وتشاهد شخصا آخر كبيرا هرما يحمل بيده آنية الطعام أو كؤوس المياه ويقدمها للزائرين وتجده يتالم لو لم يأخذ منه أحد الزائرين شيئا لأنه يخشى أن تكون هذه آخر سنة من عمره في خدمه الزائرين.

تشاهد طفلا لا يعرف بعد معنى من معاني الحياة إلا اللعب واللهو لكنه تاركا العابه خلفه وواقفا في المواكب يوزع الماء أو الطعام بكل لهفة ويريد مجاراة الكبار بالخدمة.

وتجد إمراة كبيرة قد أتعبها الزمان تاركة خلفها كل سبل الراحة في بيتها وهي تواضب على خدمة الزائرين بما تستطيع يداها المرتعشتين من عمل وإن لم تجد شيئا تحمل شيئا بيدها وتضلل به للزائرين عن حرارة الشمس.

تجد وجيها في عشيرته كان متعودا على أن يقوم الجميع بخدمته لمكانته وتقدمه في العمر لكنه تنازل عن كل هذه الوجاهة من أجل خدمة الزائرين ولم يعر لمكانته الاجتماعية أي اهتمام في سبيل الحسين عليه السلام.

تجد انساناً بسيطاً بأمس الحاجة لكسب قوت يومه بعمله البسيط لينفق على عياله لكنه قد تنازل عن ذلك ويقف في خدمة الحسين عليه السلام وزائريه ولم يكن في باله الكسب المالي في هذه الأيام.

تجد من ذوي الهمم بيده كل ما يمكنه حمله لخدمة الزائرين فرحا مسرورا كلما أخذ منه أحد الزائرين مما يحمل بيده بهذه الفطرة والقلب السليم ويتألم لو مر أحد الزائرين ولم يأخذ منه شيئاً.

وتجد الباذلين في المواكب يتمنون كثرة عدد الزائرين لينفق أكثر ما يستطيع إنفاقه
وتجد مشاهد لايمكن أن تجدها في أي مكان وزمان.

ومن ذلك تعرف أن صاحب الذكرى قد أخذ بمجامع القلوب واستحكم حبه بالنفوس لانه اخلص لله الحب وفدى دين جده بكل ما منحه الله تعالى.

https://t.me/mwalon

تم الطواف نيابة عن جميع مشتركي مجموعة موالون الثقافية مع صلاة ركعتين، رزقكم الله جميعاً حجَّ بيته الحرام.