**حُكي أن بعض ملوك العجم استشار وزيريه، فقال أحدهما:

لا ينبغي! للملك أن يستشير مِنَّا أحدًا إلّا خاليًا فإنه أصْوَنُ للسِّر وأحْزَم للرأْي وأجدَرُ بالسلامة وأعفىٰ لبعضنا من غائلة بعض، فإن إفشاء السر إلىٰ رجل واحد أوثَقُ من إفشائه إلىٰ اثنين وإفشاؤه إلىٰ ثلاثة كإفشائه إلىٰ جماعة، لأن الواحد رَهْن بما أُفْشِي إليه. والثاني مُطْلق عليه ذلك الرهن. والثالث علاوة، وإذا كان السر عند واحد كان أحْرَىٰ أن لا يُظْهره رغبةً أو رَهْبَةً، وإن كان عند اثنين كان علىٰ شبهة واتسعت عن الرجلين المعاريض، فان عاقبهما عاقب اثنين بذنبِ واحد، وإن اتهمهما اتهم بريئًا بجناية مُجْرِم، وإن عفا عنهما كان العفوُ عن أحدهما ولا ذَنْب له، وعن الآخر ولا حجةَ معه.
.

➖📚 القلقشندي، صُبْح الأَعْشىٰ، جـ 1**

**حكىٰ صاحب «الرَّيحان والرَّيعان»: أن عبد الله بن طاهر تذاكر الناس في مجلسه حفظَ السر، فقال عبد الله:

ومُستودِعي سِرًّا تضمنتُ سَتْرَهُ
فأودعتُهُ مِنْ مُسْتقَرِّ الحَشَا قَبْرا

فقال ابنُه عبيدُ الله، وهو صَبِيٌّ:

وما السِّرُّ مِنْ قلبي كَثَاوٍ بحُفرَةٍ
لأنِّي أَرىٰ المدفونَ يَنتظرُ الحَشْرا

ولكنَّني أُخفِيهِ حتَّىٰ كأنَّني
مِنَ الدَّهرِ يَوْمًا ما أَحَطْتُ بهِ خُبْرَا
.

➖📚 القلقشندي، صُبْح الأَعْشىٰ، جـ 1**

**قال مسروق رحمه الله: «إنَّ المَرْءَ لحَقيقٌ أن يكون له مَجالِس يَخلُو فيها فيَذكُر فيها ذُنوبَه فيَستَغفِر مِنها».
.

➖? الزهد لـ أحمد بن حنبل**

**قال بعض السَّلف: ما استُدعيَ شاردُ الشِّعر بمثل المكان الخالي، والمُستشرفِ العالي، والماءِ الجاري، وله أوقاتٌ يُسرعُ فيها أتيُّهُ، ويُسمحُ فيها أبيُّهُ.
.

➖?التوحيدي، البصائر والذخائر، جـ 9**

**قيل لكثير: كيف تصنعُ إذا عزَّ عليك قولُ الشِّعر؟ قال: أطوفُ في الرِّباعِ المُحيلة، والرِّياض المُعْشبة، فيسهُلُ عليَّ أرصَنُه، ويُسرِعُ إليَّ أحسنُه.
.

➖?التوحيدي، البصائر والذخائر، جـ 9**

**يتفاوت الناس تفاوتًا عظيمًا في الإنجاز، تجد هذا يجندل مهامّه اليومية واحدًا تلو الآخر، وينتقل من ختمةٍ قرآنية إلىٰ أخرىٰ، وآخر تتراكم حوله سحائب الهم وهو يعالج ختمة متعثرة من رمضان السالف، وهذا التباين لا ينكره من تأمل أحوال الخلق في سعيهم في مصالح دينهم ودنياهم، وخفة الإنجاز توفيق من الله، وله أسباب معينة من حسن إدارة المهامّ، وترتيبها، وتخلية الذهن في الإقبال عليها.

وقد جاء في الحديث الصحيح أن داود عليه السلام «خُفِّف عليه قراءة القرآن، فكان يأمر أن تسرج دوابه، فكان يقرأ القرآن قبل أن تسرج».
قال ابن حجر: في هذا الحديث أن البركة قد تقع في الزمن اليسير حتى يقع فيه العمل الكثير.
.

➖? سليمان بن ناصر العبودي**

**عن عبد الله بن مسعود، قال:

«إنَّ الله نَظر إلىٰ قلوب العباد، فاختار منها قَلْبَ محمد عليه السلام، فاصطفاه لنفسه، فبعثه برسالته».
.

➖? الشفا لـ القاضي عياض**

**عن مالك قال:

«سمعت أهل مكة يقولون: ما مِنْ بيتٍ فيه اسْمُ محمد ﷺ إلا نما ورُزِقوا».
.

➖? الشفا لـ القاضي عياض**

**«أعظم نعيم الآخرةِ ولذَّاتها: هو النَّظر إلىٰ وجه الرَّبِّ جَلَّ جَلالُه، وسماع كلامِهِ منه، والقُربُ منه».
.

➖? ابن القيم، الداء والدواء**