لِكُلِّ دَمْعٍ مِنْ مُقْلَةٍ سَبَبُ
وَكَيْفَ يَمْلِكُ دَمْعَ الْعَيْنِ مُكْتَئِبُ
لَوْلا مُكَابَدَةُ الأَشْوَاقِ ما دَمَعَتْ
عَيْنٌ وَلا بَاتَ قَلْبٌ فِي الْحَشَا يَجِبُ

بــارده عـيـونـك عـليـه
انـي حـارك روحـي لـيـش ؟

وما نفعُ الشموسِ الطالِعاتِ
‏ لِمن في قلبِهِ ليلٌ عَتيق ؟

لَا الْيَأسُ ثَوْبي وَلَا الأحزان تَكْسِرُني
‏جُرْحَي عَنِيدٌ بلَسْعِ النَّارِ يَلْتَئِمُ .

شَوقٌ بِعَينَيها و لا تتكَلّمُ
‏أخْفَتْ عَظيمًا و الذي بِي أعظَمُ
‏غازَلْتُها فَتَبسَّمَتْ فَفَهِمتُها
‏إنّ اللّبيبَ بِالإشارَةِ يَفهمُ

والهجرُ يفعلُ بالقلوبِ وأهلِها
‏فعلَ الحريقِ بيابسِ الأغصان .

لو أن فيكَ من الوفاءِ بقيةً
لذكرتَ أيامًا مضت وليالي
ووهبتني أسمى خصالكَ مثلما
أنا قد وهبتُكَ من جميل خُصالي
كم قُلتَ أنكَ خيرُ من عاشرتُهم
فأتيت أنت مخيبًا لــ آمالي

‏قد كسر البُعد أغصانًا لنا يبِست
‏وجفّف الشوقُ نهرًا كانَ يرُوينا
‏كُنا وكُنتم وكان الحُّب يجمعنُا
‏فَهل تُعيد لنا الأيامُ ماضينَا ؟

‏وهَذَا اللّيلُ أوسَعَني حَنينًا
فَمَزّقَ ما تَبَقّى مِنْ ثَبَاتِي
تَلُوحُ الذّكرَياتُ بِكُلَّ دَربٍ
لِأَهرُبَ مِنْ شَتَاتِي لِلشّتاتِ
ومَابٍي غيرُ شوقٍ لا يُداوى
وبَعضُ الشّوقِ أَشبَهُ بِالمَمَاتِ .

" هيْهَات أن يأتي الزمَان بمثلِها
‏إنَّ الزمَان بمثلِها لَبخيل "