=لما تجي بتفهمي .. وبالله عليك ما تتأخري.

_تمام .. مسافة الطريق بس

قفلت منه مستغربة ومبسوطة .. يوسف من نوع الشباب العاوز ياخد راحته أيوة أنا عارفة طبعو .. بس كفاية ساب كل البنات الحواليه ديل وجاني.

وصلت الكافيه واتصلت عليه .. كُنا بنتكلم عادي ونتونس في كم حاجة لحدي ما ركز في عيوني بثبات أو بيدعي الثبات .. مرة مرة أعاين ليه وعيوني فيها ألف سؤال .. ونظراتي كلها استغراب وهو ولا على باله .. أخيراً قال بصوت عميق:

_ما عاوز الشي الحأقوله ده يأثر على علاقتنا ك أصحاب وزملاء في نفس الجامعة.

=ما فهمت !!

_إنتي ملاحظة أخر فترة مشاكلنا كانت كتيرة كيف وحتى تواصلنا قليل .. هو ده ما مبرر طبعًا بس أنا بجد كنت جايط وللان جايط ومُشتت بس واثق من الخطوة دي.

=في شنو يا يوسف ممكن تتكلم عديل!؟

_خلينا ننفصل يا أسرار .. العلاقة دي حاليًا ما منها فايدة.

="بصوت باكي" .. أفضل ليك براك .. ما تقرر عني يا حيوان.

_"مسح وشه" .. ما بقرر عنك .. نحنا وصلنا هنا سوا ما تنسي رجاءًا.

="علت صوتا" .. ياخي بكرهك وبكره اللحظه الحبيتك فيها .. إنت هههه إنت بس قول لقيت واحده غيري .. بس ما تتحجج بحجة فاضية.

_أنا ما بتحجج ولا لقيت وحدة غيرك بس حاسبت نفسي ووصلت لقرار أنا ما جاهز حاليًا ولا بعد كم سنة .. وما عايز نستهلك مشاعرنا وتحصل بينا مشاكل ونخسر بعض .. أسرار أنا شاريك وعايزك لقدام .. ممكن تتفهمي موقفي؟

=وأنا الضمني شنو ياخي .. عايزني أعيش في عذاب إنتظار؟

_مافي أي ضمانات حتى لو واصلنا .. في كل الاحوال نحن بنغامر فليه ما ننتظر لما ربنا يسهلا؟

=أسكت يااااخي .. ده نفاق وكذب وجُبن منك بس.

_أسرار ما تنفعلي .. أنا ما سايبك ساي .. أنا سايب قلبي معاك .. ومن ترك شيئًا لله حاشا لله أن يضيعه .. أفهمي يا بت الناس أنا ما عايز غيرك بس دي ما الطريقة الصح .. ما عندي طريقة لأي خطوة رسمية حاليًا .. وما ضامن الأيام داسة لينا شنو .. عشان كده ده أحسن قرار .. حتزعلي يومين تلاتة وتتعودي على غيابي .. بعدين نحن يومي في وش بعض حيفرق معاك بي شنو إذا بقيت حبيبك ولا ود جيرانكم .. في ناس عملوا الخطوة دي وهم ما بشوفوا بعض أصلًا وبجاهدوا.

=وإنت عايز تجرب فيني أي قصة وخلاص؟ لقيت نفسك فاضي قلت تحبني وتعترف لي .. وفجأة بين يوم وليلة إكتشفت إنك ما قدر الحب طيب من البداية ليه ما مسكت نفسك؟

_غايتو تندمي الزول على إنو بحاول .. قومي نتزفت نحب بعض ونطلع وننزل سوا وتنكدي علي عيشتي ويوم ازعل وأصل الحد وأفصلك ما يبقى ليك حار كويس؟

=يوسف إنت جادي؟؟

_جادي يا أسرار .. ما ساهل علي أتخلى عنك بس أنا بجاهد وبحاول ما تبقي إنتِ والشيطان ضددي.

=كويس ما حقيف في طريقك بس خليك عارف أنا ما منتظراك.

_ما خايف واثق في ربنا .. لو إنتِ نصيبي ما حتفوتي لغيري.

=طيب قوم يا مولانا الذي غشانا .. قدمني ك اخ وود جيران في الله.

_"ضحك" .. أنا أتغشيت فيك والله قايلاك صنديدة أكتر من كده.

فضلنا نتجاكر لحدي ما وصلنا المواصلات .. هو ركب شماعة وأنا قعدت سرحانة بالشباك بفكر في كلامه القاله ده .. ما عارفة إذا حأقدر أقيف معاه في القرار ده ولا لأ بس أنا ما عايزة أخسره ما عشان هو حبيب رائع بس عشان هم لو ربنا يسر حيكونوا نسابة إيناس وهي ونسابتا أشيلهم في عيوني وما بهون علي أخسر أي زول فيهم .. حتى لو كان الحيوان المزعلني ده.

____
"أحداث متقاطعة"

_بتحبها؟

="بخلعة قفل الجزلان اللي فيهو صورتا" .. عايزة حاجة؟

_عايزة إجابة على سؤالي.

=لو حتجيبي ليها سيرة ما حجاوب.

_إعتبره سرنا الاول.

=بحبها .. بحبها بطريقة عمري ما إتوقعت أحب بيها زول .. أنا ما كنت مؤمن بالحب أصلًا بس هي الخلتني أشوفو في عيونا .. وأحسه في كلاما .. عندها جملة حلوة كاتباها في البايو بتاعا بتقول:
"لا أحد يمكنه أن يكون انا مهما جلس على مقعدي"
فحقيقي أنا أمنت إنو مافي زول حيعرف يكون زيها .. أو ياخد مكانا في قلبي .♡"

#يُتبع.

#على_الهامش:

"وغِيَابُك هو انتظاري))

#نُوودين_بِت_مِن_حُب
#ننس_تمدين

خلصنا أكل وجهزنا عدة الشاي .. جبت الكيك قطعته وجهزنا أي شي .. ماما قعدت تعمله لينا ونحن بقينا نتونس .. سألت مفاز:
_مالك مع روڤي؟

=ما تسأليها هي.

_عايزة أسمع منك إنتِ.

=قالت لي أنا بطفل على حياتا .. ففصلت نفسي منها.

_كيف يعني فصلتي نفسك ما فاهمة؟

=عديل كده يا بتنا الفصل الواحد ده .. ما حصل فصلتي ولا فصلوك ؟

_"ضحكت بوجع" .. ما إنتبهت إنو اسمو فصل تصدقي؟

وريف: أنا أسفة يا مفاز .. يمكن إسلوبي ما كان ظريف ما قصدت أستبعدك من تفاصيلي .. وأحسسك بي كده .. بس كنت مضغوطة الأيام الفاتت .. حصلت حاجات كتيرة سيئة وضيفي ليهم ضغط الإمتحانات.

مفاز: يا زولة ما حنك .. حصل خير.

نود: ده كلام زول لسة زعلان .. هي إعتذرت منك وصراحة لو دي أنا كان فصلت شوفيها لطيفة وحلوة كيف عليك الله.

مفاز: "ضحكت" .. نود إنتِ مشاعرك دي في السهلة والله .. بس عمومًا عشان خاطرك ممكن أمشيها المرة دي .. بس بالله عليكم ما تعيشوا لي دور الأخوات الكبار الملائكة الناصحات ده لأنو ما جاي معاكم.

وريف: قصدك شنو يعني .. نحن ما قدر المقام؟

نود: أسأليها تاني عليك الله .. مفاز إنتِ متين كبرتي؟لحدي قريب ده نحن كنا بنحميك أسكتي عليك الله.

_"ضحكت" .. عملتوا لي كيك وحنستوني أقعد عشان تذلوني مش؟

فضلنا نتونس ونتجاكر .. كنا محتاجين نقعد القعدة دي والله .. لأنو طولنا شديد من بعض .. كل واحدة جارية في حياتا وما بنتلاقى إلا زمن الوجبة .. إتونسنا كتير وحكينا لبعض أسرار كتيرة .. وأهم شي إتصافينا .. ماما كانت مرة مرة تشاركنا وما مركزة معانا خالص .. بعد مسافة قالت:

_بالمناسبة عمر أخوي جا هو وبناته ومفروض نمشي نسلم عليهن .. ولين إتصلت قبيل قالت يوم الجمعة ما فيكن وحدة تتحجج عاملة الكرامة في بيت جدكن.

=إن شاءالله.

_إنتِ حتفضي متين من شغلك عشان نمشي؟

=إنتوا ما تتقيدوا بي أمشوا وأنا لو لقيت طريقة بلحقكم من الشغل.

_إنتِ قولي عديل ما بتدوري المشية بس.

=أنا نعست ماشة أصلي العشا وأنوم.

قمت ومزاجي إتعكر من السيرة دي .. أنا ما عارفة ليه في ناس بنبقى مضطرين نتعامل معاهم حتى لو ما عايزين كده.

____
"بـ لسان عزيز"

رجعت البيت أخدت لي دش ولقيت يوسف منتظرني .. قعدت قدامه بهدؤ وإنتظرته يتكلم قال بصوت هادئ ما إتوقعته:

_عزيز أنا أسف.

=على شنو يا يوسف؟

_على كل حاجة .. تصرفاتي الغلط .. وصوتي العليتو عليك.

=متأكد يا زول؟

_"إكتفى بهزة راس".

=هووي ما تخوفني كده عليك .. في شنو؟

_والله مافي حاجة بس قعدت مع نفسي وحاسبتها شوية ولقيت إني غلطة عليك وحبيت أعتذر.

=وياسين؟

_ياسين إعتذرت ليه قبيل.

=إذا كده خلصانة يا عم.

_أنا ححاول أكون إنسان كويس وما أتعبك معاي.

=ربنا يعينك .. مبسوط منك والله.

_إن شاءالله تاني ما حتزعل مني.

إنتهى الحديث على كده .. كنت محتار من التغيير المفاجئ ده بس اكيد في زول غيرو .. أنا قضيت سنين بحاول أعدل إسلوبه بس كويس الجات منو .. حسيت هم وإنزاح .. يوسف مهما بدرت منو تصرفات حمقاء .. في النهاية هو راجل وعندو كلمة .. وأنا متأكد إنو حيكون قدر وعدو.

غيرت ملابسي وطلعت أشوف لي شغل تاني غير الورشة .. لأنو قعدتي ساي كده ما من صالحي .. اول ما مشيت ناحية الظلط شايف معتصم وصلاح .. دمي فار طبعًا بس مسكت نفسي .. طوالي صلاح نده لي:

_يا عبد العزيز.

كنت مليان منو فل .. بس مع ذلك إتمالكت أعصابي ومشيت ناحيتهم وسلمت :
_السلام عليكم.

معتصم: وعليكم السلام.

صلاح: شنو متغابي فينا العرفة كده؟

_والله ياخ جات كده بس.

معتصم: عامل شنو في حياتك بالله؟

_مستور الحمدلله.

صلاح: ههههه كلنا ما براك.

معتصم: لسة إنت مع شغل الورشة؟

_النسى قديمه تاه.

صلاح: هههههههههه والله إنت بقيت تقول درر.

_أستئذن أنا وراي شغل ضيعت زمن كتير.

ما عارف السبب الخلاهو يناديني شنو .. أو بالأصح الخلاهو يلاقي معتصم في الحلة شنو؟

مشيت وحاولت أتجاهل كل الأسئلة البتدور في راسي دي لأني ما لاقي ليها إجابة أصلًا.
____
"بـ لسان أسرار"

من فترة كنت بقول لننا نفسي مُعتصم يرجع ويقعد معانا زي زمان مع إنهم الشحمة والنار .. بس وجود أخ معاكم في البيت شي يطمن .. لما كنت في الثانوي هو كان بوصلني المدرسة وبيرجعني آخر اليوم .. ما كان لطييف شديد لكن عندو جوانب حلوة تُحتسب ليهو .. زي إنو كريم وبنفذ لي كل طلباتي.

صحيت من الصباح على أساس عندي محاضرة بس صحبتي إتصلت علي وقالت إتلغت .. نضفت البيت بمزاج وبخرته وعملت ليهم الفطور وبعدين لبست وجيت طالعة كلمت أمي إني ما حاتأخر .. صراحة كنت عاوزة أمشي ألاقي صحباتي بس لقيت مكالمات من يوسف رجعت ليهو:

_يوسف.

=يا هلا .. برة البيت إنتي؟

_أيوة كنت ماشة على الجامعة .. خير بتسأل ليه !؟

=إنتي البتتكلمي كده ليه !؟

_ما إنت ليك فترة متغير وعامل حركات .. وأسي متصل ولا كأنه في حاجة.

=ممكن تجي في الكافيه البنتلاقى فيه .. الموضوع ضروري.

_ليه في شنو !!؟

ما متذكرة أخر مرة غيرنا فيها حاجة متين .. حاسة الحياة بتاخدني مني .. سنين بتمر بسرعة غريبة .. بتذكر قبل فترة بسيطة كنت إنسانة مليانة حماس وشغف .. إنسانة شغوفة ومهوسة بالحياة .. مغرمة بـ الدفاتر والأقلام الملونة .. الورق الأصفر .. والجوابات الأزرق بـ أحمر .. مخصصة مساحة كبيرة من تربيزة المذاكرة للروايات والكُتب والفواصل .. دولابي مليان ستيكرات .. شي فراشات .. قلوب حمراء .. أيادي متشابكة .. نبض .. وحرفين إفتكرت إنهم بكملوا بعض.
ب فجأة كل شي إتغيير .. كأنو شخص واقف بأمان على سجادة ويجي حد يسحبا من تحته ويرميه .. حياتي إتقلبت فجأة زي ما يكون في حد دفرني .. أنا في سنة من السنوات حاسة إني كبرت عشرة سنين مرة واحدة .. حاجات كتيرة إتغيرت .. لو كان جا زول قال لي حيحصل كده وأنا حأعيش كل ده .. كنت مستحيل أصدق .. ولا في أسوأ كوابيسي ما حصل إتخيلت إنو ده كله يحصل معاي.

وعيت من شرودي على صوت ماما وهي بتقول:
_نود ما أكلتي ليك حاجة من جيتي مالك؟

=ما جعانة يا ماما .. إنتٌ قاعدة تعملي شنو ومفاز الليلة عندهم معسكر صح؟

_دايرة أشوف كلام الغدا ده .. أي الليلة بتقيل في المدرسة.

=خليه أنا بعمله .. طولت ما دخلت المطبخ حاسة نفسي نسيت الناس بطبخوا كيف.

_سمح تلقي اللحمة والخضار في التلاجة .. أنا أقوم أمشي على بُثينة دي أحمدل ليها سلامة ولدا.

=طيب سلمي عليهم لما أصلهم.

ماما مشت خلتني في المطبخ .. ساعتين عشان أجهز غدا بسيط .. إكتشفت إنو حياة النسوان صعبااا .. كيف ماما قادرة تصحى من بدري تعمل لينا شاي وتجهز لمفاز فطورا لأنو عندها "Celiac Disease" تحسس من الجلوتين "حساسية القمح" .. فبتخبز ليها عيش خاص وأكل خاص .. على مدار حياتا ده روتينا الطبيعي ونحن ما حاسين .. بعد خلصت قلت أعمل كيك نشرب بيه شاي المغرب .. فتشت الدرج البتخت فيه حاجات مفاز لقيت في دقيق لوز وكم مكون خاص بالكيك .. نادرًا ما تعمل كيك في البيت مع إنو روحا ونفسا الطالع ..بس بتطلب جاهز وما قاعدين ناكل معاها .. بصراحة طعمو ما مستساغ .. بس حبيت أكسر القاعدة ونشاركا مرة اللايف ستايل بتاعا .. خبزت كيكة ومسكت تلفوني بتصفح لحدي ما أطلعا من الفرن.

ماما جات وسألتني:
_أخواتك ما جوا لسة؟

=لسة بس ده زمنهم تلاقيهم قريبات.

_عملتي الغدا؟

=أيوة وكيكة كمان.

_الليلة جماعتك نزلو ولا شنو؟

="ضحكت" .. الزول ما يعبركم يعني؟

_مُخير الله في خلقو.

ماما إنسانة لطيفة لأبعد حد .. بتحب تكاوي أي زول .. لماحة وبتنتبه لأصغر التفاصيل .. ساعات بكون خايفاها تكشفني .. عشان كده بضبط نفسي قداما قدر الإمكان .. لا بزعل شديد لا بفرح شديد .. عشان ما تشتغلني.

لسة ما قعدنا الباب دق .. مشيت فتحته لقيتهم وريف ومفاز شكلهم إتلاقوا في الشارع وجوا سوا .. باين عليهم التعب.

مفاز: نود غريبة الليلة جيتي بدري؟

وريف: كويسة إنتِ يا بت؟

=كويسة كويسة خشوا مالكم إتأخرتوا كده؟

وريف: كان عندي إمتحان لاب جاب أخلاقي العينة بتاعتي باظت في نص الإمتحان وحصل موقف ما ظريف.

مفاز: "ساكتة".

نود: كرر عليا وعملتي شنو؟ ان شاءالله إمتحنتي؟ حصل ليك شنو؟

وريف: إطمني مشكلة وإتحلت .. خليني أروق شوية ونتكلم.

لاحظت إنو مفاز ساكتة وما علقت ما من عوايدا .. بس الزمن ما مناسب خليتهم دخلوا بعد مسافة إتلمينا في الغدا .. مفاز قالت ما جعانة أمي شاكلتا:

_كيف تقولي ما دايرة تاكلي .. دايرة تمرضي وتعذبيني؟

=ماما والله ما جعانة إتغديت في المدرسة .. الصباح إنتِ عملتي لي سندوتشات زايدة ولا نسيتي؟

_وما تقولي كده شنو ما دايرة دي زي التقول زعلانة.

وريف: هي أساسًا زعلانة مني من أمس وبتتجاهلني .. بس تعالي أقعدي أكلي أنا ذاتي قايمة.

=إنتوا متخلفات ولا شنو .. ما لقيتو إلا تتشاكلو زمن الأكل .. إتزرعوا هنا وأكلو .. وكدي أشوف وحدة ما تاكل بعد تعبي ده.

وريف: بالله إنتِ الليلة طبختي أنا أقول الملح زايد ليه؟

مفاز: أنا والله عندي إمتحانات وما ناقصة أرقد مستشفى ما باكل حاجة طابخاها إنتِ عشان أنا ما قنعانة من روحي.

=ماما شايفة قلتدب بناتك .. أنا متأكدة إني بت أبوكم لأنو ما ممكن المعاملة دي.

"كلهم ضحكوا" ..

وريف: بهظر والله الأكل طاعم ومظبوط تسلم يدك.

مفاز: شبعانة بس بجاملك عشان ما تعملي دراما ما ناقصين نحن.

سنية: الله يرضى عليكن يا بنات ما تتناقرن زمن الأكل والله أبوكم كان يموت وما يشوف زول حردان الأكل.

="بحزن" .. ربنا يرحمه ويغفر ليه.

أكلنا من سُكات مفاز قامت اول وحدة وقالت:
_تعبانة موت .. ماشة أنوم لو جيتوا تنوموا صحوني أقرا.

=إنتظري يا مفاز عاملة كيكة للشاي إشربي وأمشي نومي.

_متين قاعدة أكل معاكم كيكم ده .. أنا فترانة ياخ من أمس ما نايمة كويس ما تتموضعوا بي

=طيب لو قلت ليك عملت كيك مخصوص عشانك.

_كأنك الليلة حاباني شديد .. أنا إتوترت في شنو؟

=يا زفتة يعني قصدك أنا من زمان ما بحبك؟

_لالا ما مطمنة ليك في إنْ في الموضوع ده.

="بي لهفة وخوف سأل" .. ليه مصدعة .. الليلة ما شربتي القهوة بالصباح صح؟

_لالا ما مصدعة بس عايزاك في موضوع كده خلينا نمشي وبفهمك.

=طيب تعالي نقطع الزلط هو في الشارع التاني.

وصلنا وطلب قهوة وشبك يديه قدامه وسألني:

_ها أحكي لي في شنو؟

=الموضوع بخص مفاز وأسرار ويوسف.

_"حدج حواجبه بإستغراب" .. يوسف بيعمل شنو وسط البنات ديل؟

=دي المشكلة .. إنتَ عارف مفاز صحبته شديد من زمان بس الفترة دي هو وأسرار حابين بعض ودا موتر العلاقة بين أسرار ومفاز وأنا زهجت ما عارفة الغلطان فيهم منو ولا أتصرف كيف.

_أمممم والله حكاية لكن .. يوسف ومفاز وأسرار هم قدر شنو للحب والمشاكل بتاعته دي .. ما ملاحظة إننا كبرنا وما عشنا مشاكل زي دي؟

=يعني بس ده وقته .. أنا بحكي ليك في مشكلة عويصة وإنتَ في شنو.

_"ضحك" .. أسف للإنصرافية بس طيب خلي الموضوع ده علي بتكلم فيهو مع يوسف بعدين وبحسمه.

=بجد؟

_أوعى يكون دا سؤال.

=ما كده بس حاساك ماخد الموضوع ببساطة .. إنتَ ما عارف يعني شنو بت تكون بتحب واحد مُصاحب .. أو تكون مُصاحبة واحد مرتبط.

_وين المشكلة الكبيرة في الصحوبية؟

=كريم ما تحرق روحي ترضى حبيبتك يكون عندها صاحب؟

_"بإستنكار" .. صاحب غيري!؟

=هايل يا أستاذ يا شرقي يا أناني يا ذكوري يا متسلط يا ظالم يا مفتري يا إستقلالي يا....

_"ضحك" .. بس بس كفاية يا شيخة.

=ولما ما بترضى ليه تصاحب إنت؟

_ما تدخلينا في حوارات هسي أنا ذنبي شنو؟

=ضرب مثل يا أخي ضرب مثل .. خت نفسك مكان الشخص عشان تحس بألمه.

_طيب حخت نفسي عشان أفهم القصة صح.

=طيب أفرض إنو عندك صحبة .. وبعدين حبيت واحدة و...

=لأ أنا ححبها هي مش هي صحبتي أحب غيرا ليه؟

يُقدّس حتى عيوبها،
أتظنين أنهُ ينتبهُ لوجودكِ))

#يُتبع.

#نُودين_بِت_مِن_حُب.
#ننس_تمدين.

وإحباط وكلام كتير عملت ليه سكيب لأنه ما بمثل غير وجهة نظرهم اللي هما شايفين بيها الأمور.

لما جات سنة التخصص إخترنا صحافة لأنو لقينا نفسنا فيها أكتر من الإذاعة والتلفاز .. والحمدلله إتخرجنا بمعدل حلو وقضينا الخدمة وأخدنا كورسات زيادة وحضرنا مؤتمرات كتيرة .. وعزيز بمعرفته دبر لينا الشغل في مقرهم دا من سنتين والأمور ماشة.

وصلت بيت ناس كريم وجرست ليه عشان يطلع .. اول ما جا قال:

_ماشة للرئاسة بسماحتك دي؟

=والله شايلة هم عديل كده .. دي ما سماحة مشي للرئاسة بس أسوي شنو غايتو مشاكل السمحين ما بتخلص.

_إتحولي لزولة عادية زينا كده عشان ما تشيلي هم كل ما تجي طالعة.

="ضحكت" .. ما خلاص يا كريم إحنا حنغرق في الكذب.

_جد والله ما كذب عبايتك دي حلوة عليك شديد.

=عشان جابا لي أحدهم هدية.

_والله أحدهم دا ذاتو غلطان وبتاع فِتن.

="ضحكت" .. أنا شايفة نمشي ونبطل شغل الطلس البنعمل فيه ده.

_قدامي طيب.

مشينا وركبنا ركشة .. كان مشغول بتلفونه غير العادة .. لما حرق روحي جريتو أشوف بيعمل شنو لقيتو فاتح قروب العيلة بتاعهم ..

_نود جيبي تلفوني.

=نععععم؟

_تلفونك تلفوني بس تلفوني ما تلفونك .. أتمنى تفهمي كده بسرعة.

=يا سسسللللام .. لما بتشيل تلفوني بالساعات وبتطفل عليهو وتسكرول في الفيس بمزاجك وتدخل التلغرام تنسخ حاجات تفتح الواتسب ترسلهم لي روحك وتعاين لستوريهاتي أنا يوم سألتك؟

_بس ما قاعد أفتح قروب العيلة بتاعكم .. حصل يوم أنا شُفت خالك قال ليكم عازمكم غدا؟

=لاطبعًا حاشاك يابا ما بتعملا ولا شُفتا ولا سمعتا ولا زعلتا عشان ما أخدناك معانا.

_مالك طيب بتطفلي علي قروب عيلتنا؟

عاينتا للشات لقيت خالتو هدى مرسلة صور اللمة الأمس .. قلت ليو:
=كما أنا صورت الصور دي.

_وإذا يعني؟

فتحت الشات رديت باسمه:
_ما تزعلوا لو فاتتكم اللمة دي قريبًا حتتلموا في عرسي يا جماعة.

رجعت ليه التلفون لما قرأ الرد قرب يرميني من الركشة .. ومن غباؤ جا يعمل حذف للمسج .. بدل يعمل حذف عند الجميع عمل الحذف لدي .. ياخي منظره موتني من الضحك.

طول الطريق يسألني:

_أنا شكيت ليك .. قلت ليك عايز أعرس .. شايفاني فاض بي لما تكتبي كده .. القروب دا فيهو العيلة كلها أودي وشي منهم وين؟

=يوووه خلاص ما تكبر الموضوع أنا لقيتكم ساكتين وما بتعرفوا تفتحوا مواضيع .. قلت أرسل كده أهو هسي القروب فيهو أكتر من عشرة مسج وأكيد برمجتا بيكم الله يحفظني.

_وطبعًا العشرة مسج دي كلها سابوا الموضوع الرئيسي ومسكوا فيني.

=جيب أقراهم ليك لو إنتَ خجلان.

فتح الشات وبقى يقرا:

أبوي : إنتَ لو عايز تعرس ما تلمح بالرسايل تعال البيت ونتفاهم.

أمي: لو عندك عروس وريني بس وبكرة نمشي نتقدم ليها.

عمو أحمد: والله يا ابني حيكون أسعد يوم إنت بس عرس وشوف نحن حنعمل ليك شنو.

عمتو حنان: ليك علي أخت ليك الحنة يا كيمو لو جيت تعرس.

عمتو إعتدال: وأنا أنزل قبل عرسك مخصوص عشان أحضر كل التفاصيل.

منار أحمد: كيمو ما تفاجأنا ورينا بدري عشان نتظبط.

ميار أحمد: حلفتك يا كيمو تعمل عرسك بعد تخريجي عشان ما يكون وراي شي.

مزار أحمد: عملت تاق لأخوها الكبير "منذر" ألحق كيمو عايز يعرس يخليك.

منذر أحمد: يا زول أبرد الدور يداب واقف عندي.

نور: الزول يصحى من النوم يلقى ود خالو عايز يعرس من غير ما يكلمو .. كويس يا كريم إستبعدني من تفاصيل عرسك ولا كأني رجل كرسي في العيلة دي.

جيهان: دي شنو الخساسة دي يا كريم الاسبوع الفات كنا معاكم ما بتجيب لينا سيرة ليه تخلينا بعد نسافر تقول عرسك وما عرسك؟

جوري: يا عمتو هدى لو كريم عرس تاني ما بتجونا لأنو هو هسي لو قلتي ليه يجيبك لينا بتجرجر لما يعرس يحليله تاني حنشوفه في الشاشة الغشاشة.

سحر: كريم دي منو سعيدة الحظ دي نحن بنعرفا؟

إسراء: بنات تعالوا القروب التاني نتفق نلبس شنو.

عمو مصطفى: إنتوا بتعملوا عرسكم دا في الواتسب ولا شنو يا جماعة؟

قفل الداتا وقال:

_عاجبك كده؟

=مُستمتعة من أهلك حماسهم فُل لعرسك حرام تكسر بخاطرهم عرِّس ياخ.

_وإنتِ ما تعرسي.

=وإنتَ مالك ومالي .. عرسك علاقتو شنو بعرسي؟

_لما تجاوبيني حوريك.

=ما عندي إجابة.

_خلاص لما تلقيها وريني عشان أعرس.

=غايتو.

سكتنا من بعض شوية ووصلنا .. دخلنا المكتب قابلنا المدير وصرح لينا نمشي مكتب الإرشيف .. إتقسمنا المواضيع وأنا كنت بسجل الملاحظات .. بعد أربعة ساعات قعدتا بتعب وقلت:

=كريم أنا فترتا خلاص وجعتا.

_نفطر ونجي نكمل.

نزلنا الكافتريا تحت فطرنا وشربنا بيبسي ومشينا صلينا الضهر ورجعنا نكمل بحث .. الساعة 2 بالضبط خلصنا إرشيف 5 سنوات لورا.

=ياااه أخيرًا.

_نقول ستب ون إذ دن.

=لسة تاني حرسل المواضيع لننا.

_بتتجازف .. يلا نطلع.

=الجريدة دي شكلها فيها مواضيع مُثيرة للإهتمام حأخدا معاي.

_طيب شيليها وأرح.

لما طلعنا إتذكرت إني عايزة أكلمه بخصوص يوسف قلت ليه:

_عارف ليك كافيه قريب من هنا؟

_عايني بطلي الحركات .. يوسف لو وقف قدامك أسي بتفصلي خليك من مفاز عارفنك ما بترضي فيهم .. الموضوع نتفق نخليه لكريم يا زولة أحكي ليهو بكرة وانتو راجعين من المكتب .. ح يعرف يتصرف أنا واثقة فيه حيحل الموضوع.

=هاك الثقة دي .. إستفزتني مفاز بالله عايني الشافعة دي.

"عاينت ليها بإستنكار"_نود إنتي ناسية روحك كنتي بتعملي شنو لما كنا ممتحنين والود أحمد ود خالك كان الكراش!؟

_الواحد كل ما ينسى ماضيه القذر ننا تجي تذكرهُ .. يا بت كنت شافعة وعبيطة وبتخيل خيالات لا في السما لا في الأرض.

=مفاز نفس الشي وأسرار وكلهم .. ما تتواسي معاهم إنتي العاقلة ولا تحاولي تدي الموضوع أكبر من حجمه .. يوسف سبب ده كله فخلي كريم يتفاهم معاهُ وكله بتظبط.

_يا زولة تمام .. طيب أقعدي أجيب الكاستر العملته قبيل ناكله سوا.

=ما عندي ليه مكان والله بعد الشاي والزلابية القبيل دي .. وإنتي ذاتك بطلي العك البتعمليه دا وأمشي نومي.

_أحييييا أنا بنوم بعد المسجات القريتها دي تاني!؟

=اي مسجات دي!؟

"بتوصف بيدها"_سُندس البت القصيرة ديك .. دفعتنا ياخي متذكراها؟

_سُندس إكسات .. مالا؟

=غايتو البت ح تعرس ولسة بتذلي فيها.

_هيييي عرس مرة واحدة؟

=اي والله .. حنتا يوم الأربعاء والعرس الجمعة في صالة قُرطبة إتخيلي معاي المشوار الح ندقو من أدرمان للصحافة هنااك.

_شايلة هم المشوار على أساسا سنسن ح تخلينا نمشي وكده!؟

=معروف لو أنا ماشة أمك بتطمن عليك والعكس .. ح يخلونا متأكدة.

_خلاص يا زولة نبدا نتجهز طواااالي.

=تجهزي أكتر من كده ناوية تطفي العروس ولا شنو !؟

_يختي إنتي بحلاوتك دي ح تطفي بنات الدفعة كلهم.

=ح نقيف نطبل لبعض كتير .. يلا بيتكم يا ننا عايزين ننوم.

غايتو نود دي أكيد عندها إعاقة في المشاعر فجأة بتتحول .. ضِحكت وعلى طول طلعت مشيت البيت .. قريب الساعة 11 كده لقيت مُكالمة من عزيز .. رجعت ليهو وأنا نعسانة ..

_أي يا عزيز.

=نايمة ولا شنو يا حُبي؟

_والله غِفيت غفوة خفيفة كده .. كيفك كويس !؟

=الحمد لله تمام .. أسمعيني.

_ها معاك ..

=بكرة ماشي أجيب مواد أبدا البرندة وبعد أخلصها إن شاء الله أظبط ليك جمال عريشة لما تتكيفي.

_يا عزيز بغض النظر عن أي شي حماسك لبيتنا تاني أحلى حاجة في الحياة.

=وأول أحلى حاجة شنو !؟

_إنتٓ طبعًا.

=تسلمي يا بت الخالة.

"بقيت أضحك"_ غياظ يا عزيز.

=حبيبتي إنتي أحلمي وأنا على قدر ما أقدر ح أحقق ليك الفي نفسك إتفقنا!؟

_لو كده ممكن أطلب منك طلب !؟

=طلب واحد بس ياخي قولي طلبين تلاتة قولي عاوزة عيوني دي أقلعا اديك ليها ولا تغلى عليك.

_إستهبال ها .. لا بجد أسمعني ممكن!؟

=قولي سامعك.

_ما ترهق نفسك شديد وأعمل كل حاجة على مهلتك أنا ح أستناك وما ح أمل من إنتظارك.

=واثق من كده وإن شاء الله ربنا يجمعنا في أقرب وقت.

_آمين يارب .. أمشي نوم يلا.

=يا زولة .. قايلة نفسك ثبتيني بالكلمتين ديل الليلة أصلو ما بخليك مش قلت ليك عاوزك ونرغي للصباح.

_يرضيك أصحى زي دب الباندا.

=ما بيرضيني لكن الباندا مالو حلات الدنيا عليه قصيروني ومدبدب وكيوت.

"بقيت أضحك ضِحك في تعبيرهُ .. إتونسنا قريب ساعة بعدها إقتنع وخلاني عشان أمشي أنوم.

نُود دائماً بتقول لي مهما حصل يا ننا أتمنى ما يجي يوم يخليك بعيدة عن عزيز لأنه فيه حنية ومسؤولية ما عند زول .. كلاما عنه ذكرني كلام ميريام لما قالت:

"كل ما يحتاجه الإنسان في حياته هو الرفيق،
بكل ما تحمل الكلمة من معانٍ دافئة"

فحقيقي يا حظ اللي بيعرف يحب ويصاحب حبيبهُ.

_
"صباح اليوم التالي"

"بـ لسان نود"

صحيت بدري مع صلاة الفجر صليت وقريت وردي اليومي والأذكار .. مزاجي رايق إخترت عباية كحلي بأبيض وشبشب أبيض وشلت شنطتي الصغيرة .. عملتا ماسكرا وقلوس وحجبت طرحتي وطلعت.

بحب الأيام اللي الدوام فيها ما بكون رسمي .. شُغل الصحافة برغم إرهاقه وتعبه الكتير وإنه مُحتاج تركيز وجهد .. بس مُمتع وحلو وفيهو حرية مُطلقة .. بنمشي أماكن كتيرة .. على طول نحن في حالة مغامرة .. عندنا معلومات عن أي شي بيحصل حوالينا .. بنعرف كل حاجة جديدة في الساحة .. بنحضر مؤتمرات وبرامج مثيرة للإهتمام .. والكثير الكثير من المُتعة.

بتذكر لما نجحنا وجينا للتقديم أصريت على ننا نقدم حاجة بنحبها بغض النظر عن القروش وعن الفوايد لقدام عشان مُقتنعة بمبدأ .. المُتعة في الرحلة نفسها وليس الوصول .. حأعمل شنو بالوصول وأنا مُرهقة وتعبانة وما سعيدة؟

إخترنا مجالات ليها علاقة بالكتابة لأنه دا شغفنا المُشترك .. ويوما الفرحة ما كانت سايعانا لما إتقبلنا إعلام في نفس الجامعة اللي بدرسوا فيها كريم وعزيز.

بدت رحلة سعيدة في حياتي .. مُمتنة لبابا ووقفته معاي في وش كل الناس اللي قالت لي:
إعلام شنو في السودان .. دي ما شغلة بنات ناس .. دي حاجة تضيعي فيها سنين عمرك .. حتبقي مذيعة وين هي وينا القنوات؟

"‏ أفعال الحُب الصغيرة في وقتها الصح، تسوى جبال من المحبة"

"نعتقد أننا نكتب لنمتع الآخرين، لكننا في واقع الأمر، نكتب لنقول شيئاً نرغب بشدة في مشاركتهم إياه، هذه الرغبة الغريبة هي لغز حقيقي، لماذا لا نكتفي بالصمت؟ من أين تأتي الحاجة الملحة إلى الثرثرة؟ لماذا يجب على البشر أن يعترفوا؟ ربما لولا هذه الاعترافات السرية لما وجدت القصيدة، لما وجدت القصة، لما وجد الكاتب نفسه"

"والأُلفَة الذوقيَّة توجِب التقارب في أغلب الأحيان"

إختار رقم وإعرف رسالتك?*?***