(اللهم؛ حقِّقْ لنا كلَّ ما نطمعُ فيه)

‏✍قال شيخنا العلامة الفقيه زيد بن محمد بن هادي المدخلي -رحمه الله تعالى-:

"وحوض النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة ﻷتباعه؛ ﻷهل التوحيد والسنة الذين ما غيّروا وﻻ بدّلوا، يرِدون عليه وهم عطاش، فمن شرب منه شربة واحدة ﻻ يظمأ بعدها أبدًا، فلله الحمد على ذلك.

وإنني وجميع إخواني من المؤمنين والمؤمنات لنشهد الله العظيم وملائكته الكرام، وأولي العلم من اﻷنام على اﻹيمان بالحوض والكوثر.

ونطمع أن نشرب من الحوض الذي وصفه نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- بأجمل الصفات، وخير النعوت، فضلًا من الله ورحمة، وهو أرحم الراحمين.

فاللهم حقّق لنا كل ما نطمع فيه، من ورود على الحوض، والشرب منه، وكل نعيم مقيم في جنات النعيم".

📚[التعليقات اللطيفة على أصول السنة المنيفة للإمام الربَّاني أحمد بن حنبل الشيباني رحمه الله (صـ٨٥)].

‏قال العلامة زيد بن محمد بن هادي المدخلي -رحمه الله-:

"… إنَّ جُلَّكم ليعلم أنه لا غنى لأمة من أمم الأرض ولا لمجتمع من مجتمعاتها ولا لفرد من أفرادها عن الدعوة إلى الله؛ إذ هي متعة الأرواح وغذاء العقول والقلوب وقوة الأبدان، وهي السبيل الأقوم والمنهج الأسلم والأحكم، والدعاة إلى الله هم الأدلاء على ذلكم السبيل القويم والمنهج الحق المستقيم، إمامهم من أوحي إليه {وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ} [الأنعام آية ١٥٢].
فهنيئًا للدعاة إلى الله وعده الكريم وثناءه العظيم حيث -عز وجل-: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [فصلت آية ٣٣ ]".

[فقه الدعوة إلى الله ونعوت الداعية (ضمن مجموعة رسائل (١٢، ١٣)].

‏قال العلامة زيد بن محمد المدخلي - رحمه الله - :

الصبر وما أجمل ثمراته

‏     "فما أعظم شأن الصبر! وما أجمل ثمراته! إذ هو أجمل صفة من صفات الكمال؛ حيث به تُنال المطالب العالية، وتُحلُّ المشاكل المستعصية، فما نجح الرسل الكرام، والأنبياء العظام في دعوة أممهم إلا بالصبر، وما نال الشهداء مرتبة الشهادة‏ وشرفها وفضلها إلا بالصبر على منازلة الأقران في معارك القتال، وما ظفر العلماء بجمع العلوم وفهمها إلا بالصبر على سهر الليالي وشظف العيش".

‏[ المنهج القويم في التأسي بالرسول الكريم ﷺ ص١٧٣ ].

(تنظيم المكتبة المنزلية)

‏✍قال شيخنا العلامة زيد بن محمد بن هادي المدخلي -رحمه الله-:

"… تنظيم المكتبة المنزلية باختيار الكتب أولًا، وتنويعها ثانيًا، وترتيبها المكاني بأسهل طريقة اصطلاحية ثالثاً كل ذلك يهيء لطالب العلم طريق التحصيل، ويرغب في نفسه الرغبة في القراءة الدائمة المرتبة، فيصبح كأنه متتلمذ على عدد من الأشياخ غير قليل، وهذه الطريقة -أعني التتلمذ على الكتب- مع الرجوع فيما يشكل من مسائل العلم إلى أشياخه، قد سلكها كثير من العلماء، أذكر منهم على سبيل المثال الشيخ حافظ بن أحمد بن علي الحكمي، فإنه ليس له إلا شيخ واحد هو عبد الله بن محمد القرعاوي -رحمهما الله-، علمًا أن الوقت الذي جلس فيه للتدريس كان قصيرًا، لكن الشيخ حافظ عمد إلى تنظيم مكتبته تنظيمًا محكمًا، وتتلمذ على كتب التوحيدوكتب التفسير والحديث والفقه والأصول والتاريخ والأدب والنحو وغيرها من كتب الشريعة ووسائلها حتى اكتمل له رصيد عظيم من مقومات التأليف، فأثرى بمؤلفاته كثيرًا من العلوم والمعارف نظمًا ونثرًا على الرغم من قصر عمره حيث فقده العالم الإسلامي وهو في ريعان شبابه عام (١٣٧٧ هج)".

?[الأجوبة السديدة عن الأسئلة الرشيدة، المجلد الأول (١٩١، ١٩٢)].

قال الشيخ محمد بن هادي المدخلي عن الشيخين العالِمَين الشيخ أحمد النجمي
والشيخ زيد المدخلي -رحمهما الله-:

"وإني لأعتبرُ محبَّتهما من الدِّين ومن علامات السُّنّة، وبغضهما من علامات البدعة في هذه المنطقة، والله إنّا لنَمتحنُ بهما، ونعرف صاحب السُّنّة بحبهما، ونعرف صاحب البدعة ببغضهما، فهم ورّاثُ دعوة الشيخ [القرعاوي] حقًا".

?️[لقاء المكتبة السلفية بصامطة ١٤١٨هـ]

✍قال شيخنا العلامة زيد بن محمد بن هادي المدخلي -رحمه الله تعالى-: "فأقول: -بارك الله فيك-، لامانع من التحذير من بدع سيد قطب وبدع حسن البنا، ولامانع من التحذير ممن رضي بكتبهما، وتتلمذ عليها، وأرشد الناس إليها، ووصَّى بقراءتها وتطبيقها تطبيقًا عمليًّا، وأغرى بها الشباب من الذكور والإناث، بل ذلك واجب على ذوي القدرات العلمية، وعمل خير يُرجى ثوابه؛ لمافيه من نصر الحق، وردِّ الباطل.
إذا فُهِمَ هذا: فاعلم أن سيد قطب وجميع القطبيين المنتمين إلى فكره، ومحمد قطب، وأن حسن البنا وجميع البنائيين المنتمين إلى فكره كلهم أهل بدع وضلال، ومن أراد مني برهانًا على ذلك ؛ فتلك كتبهم، وكتب من انتقدوهم في المكتبات، فليقرأها من أراد بقصد فهم الحق والعمل به ومعرفة الباطل ورده، وما أشكل عليه فليسأل أهل العلم؛ لأن فوق كل ذي علم عليم، فإذا فعل ذلك حلَّ العلم محلَّ الجهل، واليقين محل الشك".

?[الأجوبة الأثرية عن المسائل المنهجية ص٢١].

•° ?

~ باب من دهن يده للمصافحة

عن ثابت البناني ، أن أنسا رضي الله عنه كان إذا أصبح ادهن يده بدهن طيب لمصافحة إخوانه.

قال العلامة زيد المدخلي رحمه الله: "صنيع أنس رضي الله عنه من تمام الإحسان، وتمام العناية بتحية الإسلام ومن باب العناية بحق الصحبة، فعندما يدهن كفه اليمنى التي يصافح بها من لقي من إخوانه، وهي تنفح طيبا، يدخل عليه سرورا بذلك المسلم تسره الرائحة الطيبة، فإذا صافح أخاه يعلق من يده في يد أخيه رائحة طيبة، فينصرف برائحة طيبة، وهذا من باب الإحسان الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم "إن الله كتب الإحسان على كل شيء".

عون الأحد الصمد شرح الأدب المفرد (ص ١٥٧).

‏قال العلامة زيد بن محمد بن هادي المدخلي - رحمه الله -

" السلف الصالح كانوا يمتحنون الناس بالعلماء الذي عُرِفوا بالصلابة بالسنة وسلامة العقيدة والمنهج، وعُرفوا بالشدة على أهل الأهواء والبدع، وقد عثرتُ على بضعة عشر نصَّاً من السلف؛ كل نص فيه مثال لبيان امتحان الناس بأهل السنة، فمن عرف فضلهم وأحبهم وذكرهم بخير؛ فهو صاحب خير وسنة، ومن غمزهم ووقع في أعراضهم؛ فهو صاحب سوء وبدعة".

[ الأجوبة الأثرية على المسائل المنهجية ص ٢٨ ].

قال الشيخ العلامة زيد بن هادي المدخلي رحمه الله :

إن العناية بالقرآن العظيم والذكر الحكيم أمثل طريق موصل إلى كسب العلم الشرعي الشريف، وما ذلك إلا لأنه كتاب تربية لعالم الإنس والجن على اختلاف مستوياتِهم، وتباين لغاتِهم وأجناسهم، قال تعالى فيه: ﴿تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ﴾ [النحل: من الآية89]، وقال تعالى: ﴿إِنَّ هَذَا القُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ﴾ [الإسراء: من الآية9]
نعم إنه المصدر العظيم لكل علم نافع مفيد في باب الحلال والحرام، والأمر والنهي والحكم والجهاد والفرائض والحدود والأدب والسلوك وغيرها مما يحتاج إليه البشرية في إصلاح حياتها وبعد مماتِها.

?الأجوبة السديدة عن الأسئلة الرشيدة.