من غريب ما ذكره ابن بطوطة عن "جدة" أنه إذا كان يوم الجمعة واجتمع الناس للصلاة أتى المؤذن وعدَّ أهل جدة المقيمين بها، فإن كملوا أربعين خطب وصلى بهم الجمعة وإن لم يبلغ عددهم أربعين صلى ظهرًا أربعًا، ولا يعتبر من ليس من أهلها وإن كانوا عددًا كثيرًا!

أَسُكاَّنَ المعاهدِ من فؤادي
لكم في خافقٍ منه سُكُونُ

أُكَرِّرُ فيكمُ أبدًا حديثي
فيحلو والحديثُ له شُجُونُ

وأنظِمُه عقودًا من دموعي
فتنثرُهُ المحاجِرُ والجُفُونُ

وأبتكر المعاني في هواكمْ
وفيكم كل قافيةٍ تَهُونُ

وأسألُ عنكمُ الباكينَ سِرًّا
وسِرُّ هواكمُ سِرٌّ مَصُونُ

وأعتبقُ النسيمَ لأنَّ فيه
شمائلَ من معاطفكم تَبينُ

فكم لي في محبتكم غرامٌ
وكم لي في الغرامِ بكم فُنونُ

تقي الدين عبد الله بن أحمد بن تمّام الحنبلي (٧١٨هـ)

https://t.me/almdnon

قناة تلُمّ مختارات أبي المعالي الزنجاني المعروف بـ «العِزِّي» صاحب التصريف.

وهي من عوالي المقطعات وفائقها، وتنم عن ذوق شريف يزين عقله -رحمه الله.

تقبل الله منا ومنكم وكل عام وأنتم بخير

زار ابن بطوطة البصرة وحضر صلاة الجمعة في جامعها الكبير وذكر أن الخطيب سرد الخطبة ولحن فيها لحنًا كثيرًا جليًا، فتعجب منه وذكر ذلك لقاضيها الذي قال: إن هذا البلد لم يبق به من يعرف شيئًا من علم النحو!
قال ابن بطوطة: وهذه عبرة لمن تفكّر بها، سبحان مغير الأشياء ومقلّب الأمور، هذه البصرة التي إلى أهلها انتهت رياسة النحو، وفيها أصله وفرعه، ومن أهلها إمامه [سيبويه] الذي لا ينكر سبقه.

أفاد أحد الكرام:
"في طبقات ابن سعد:
كان كلثوم بن الهدم رجلًا شريفًا وكان مسنًّا، أسلم قبل مقدم النبي ﷺ المدينة، فلمّا هاجر نزل عليه.
وكان يتحدث في منزل سعد بن خيثمة، وكان يسمّى: منزل العُزَّاب".

حصن العُزَّاب!
ذكر ابن بطوطة عدد من المشاهد في المدينة ومنها:
وعلى شفير الخندق الذي حفره النبي ﷺ عند تحزب الأحزاب حصنٌ خرب يعرف بحصن العُزَّاب يقال إن عمر بناه لعُزَّاب المدينة.

تحدث ابن بطوطة عن أحمد بن محمد بن مرزوق وذكر أنه كان كثير الطواف قال:
"وكنت أعجب من ملازمته الطواف مع شدة الحر بالمطاف، والمطاف مفروش بالحجارة السوداء وتصير بحر الشمس كأنها الصفائح المحماة، ولقد رأيت السقائين يصبُّون الماء عليها فما يجاوز الموضع الذي يصبّ فيه إلا ويلتهب من حينه!"
وذكر أنه جرَّب الطواف معه فما قدر إلا على تقبيل الحجر الأسود ثم انصرف بصعوبة إلى الرواق.