"ويُكْسىٰ والِدَيْه حُلَّتان لا يَقُومُ بِهمَا الدُّنيا، فيقُولانِ: بما كُسِينَا؟
فيُقال: بِأَخْذ وَلَدِكُمَا القرآن!"
منارة طبرق

°°°°°°°°°°

هنيئًا لطبرق منارتها..

وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه

كلمة لمدراء المدارس

لا يخفى على شريف علمكم ما تعيشه الأسرة المسلمة من حرب ضروس على دينها وأخلاقها وقيمها.

فقد جهّز أعداء الإسلام كلَّ أنواع الأسلحة للفتك بهذه الأسرة التي هي نواة المجتمع الإسلامي.

فكانت المرأة ولازالت الشغل الشاغل لهؤلاء الأعداء فنشروا كلَّ شرورهم في وسائل التواصل والكتب والمجلات لإفساد المرأة وتشويه هذا الكيان الذي تنبني عليه الأسر المسلمة.

فيجب علينا جميعا أوّلاً تقوى الله عزّ وجلّ ثمّ الرجوع إلى كتابه وسنة نبيّه _صلى الله عليه وسلم _ والدفاع المستميت عن هذه المرأة التي هي أمّنا وأختنا وزوجتنا وبنتنا وخالتنا وعمتنا وجارتنا وهلمّ جرّاً... فهي الحصن لكل بيت ومعقل الشرف والعفّة.

في منشوري هذا بدأت مخاطباً مدراء المدارس، وأقصد أخواتنا المسؤولات مع أزواجهنّ عن مدارس البنات.

الله الله فالمسؤوليّة عظيمة أمام الله عزّ وجلّ، فأنتم من تصدّرتم وفتحتم هذه المدارس والله سائلكم عن كلّ طفلة وطالبة قبلتم تسجيلها عندكم فأعدّوا للسؤال جواباً بين يدي العزيز القوي.

إخوتي...

نحثّ أنفسنا وإيّاكم بتغليب جانب التربية مع البنات، و تهيئة الطفلة والتلميذة بأن تستعدّ لأن تكون أُمّاً فاضلة لعلماء الأمّة، وزوجة صالحة لرجال الإسلام، فتتهيّأ منذ دخولها المدرسة لهذا الأمر حتى خروجها منها.

فتهتمّ مديرة المدرسة بجانب الأخلاق فتعقد الدروس والدرجات والتقييم عليه أكثر وأكثر ثمّ تهتمّ بمسألة التدبير المنزلي من تعليم الخياطة والأشغال اليدويّة؛ بل تجهّز لهنّ المطبخ لتتعلّم الطبخ، وتلفت انتباههنّ بأنّ هذا التعليم فيه أجور عظيمة بتجهيز الطعام للعائلة وهو صدقة وأيضا للفقراء والمحتاجين، فتزرع القيم السامية التي تنفعها عند العرض على ربّ العالمين سبحانه وتعالى.

إخوتي
الإسلام حثّ المرأة على القرار في البيت، اتقاء الفتن وحفظاً لها من الشرور، وصيانة من المجرمين لذلك وجب علينا جميعا تربية بناتنا على هذا الأمر وحثهن عليه بل تشجيعهنّ وإعطاء الجوائز والمسابقات والدرجات العالية على من تكن أولويتها هذه الأمور العظيمة.

إخواني وأخواتي

اتقوا الله في أنفسكم وفي طلابكم، نشدّ على أيديكم، ونحذّركم بأنّ المسؤولية عظيمة جداً، فوليّ الأمر الذي جاء بابنه وابنته وسلّمه لك
هل تظن بأنّه يوم القيامة يسامحك إذا قصرت؟!

لا تفكروا في دنياكم فهي ماضية ومضى الكثير منها؛ فانتبهوا وحاسبوا أنفسكم كلّ ليلة ماذا قدّمنا لهؤلاء الفتية والفتيات الذين تولينا أمرهم.

نسأل الله أن يعينكم ويوفقكم لإخراج أجيال تنفع الأمة.

هنا بعض الصور لإحدى المدارس التي اجتهدت في الاهتمام بمسألة تربية البنات ليكنّ أمهات وزوجات صالحات، ولعلّ هذه الأفكار تنتشر وإن كان الغالب على ظني الجميع يستطيع فعل ذلك في المدارس خصوصاً الخاصة؛ لتوفّر المادة بارك الله لكم فيها.

أسأل الله أن يصلح قلوبنا ويعيننا على أنفسنا ويقينا شرورها وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم تسليما كثيرا

كتبه صلاح الدين العبيدي
12 رجب 1446

Crescent Pathways Term 1 2024-2025 Newsletter.pdf

السرور 🥇