بِشَوقٍ فِي هُدوءِ اللّيلِ يُطري
أُعِدُّ بِوَحدَتِي أيّامَ عُمري
وأَسكُبُ عَبرَتِي وأَلُومُ نَفسي
وأَكتمُ لَوعَتِي وأَحثُّ صَبري
مَللَّتْ مِنَ العُيُونِ، لَمّا تَرَاني
بِعَكسِ مَشاعِرٍ جالَتْ بِصَدري
ومَلَّتْنِي الحُرُوفُ لِطُولِ وَجدٍ
تَزَاحَمَ فِي فُؤادِي مِثلَ جَمرِي
وَخَانَتنِي نُجُومُ اللّيلِ لَمّا
تَرَكَتْ سَماءَها مِن خَلفِ ظَهري

مالي وَمال النَّومِ يَهْجُرُ مُقْلَتَيْ
وَيَزوّدُ اللَّيْلُ الطَويلُ شَتَاتِي
وَيَعْمِّقُ الْجُرْحَ الَّذِي لَمْ يَنْبَرِي
وَيَزِيدُنِي شَوْقًًا لِيَوْمِ مَمَاتِي
فَالْقَلْبُ مَقْتُولٌ بِأَسْوَءِ عِلَّةٍ
إِنْ مَاتَ قَلْبِي مَا تُفِيدُ حَيَاتِي؟

**‏إنَّ الجِراحَ إذا خبَّأتَها… شُفِيَت
فاكتُم جِراحَك، لا تُخبِر بها أحَدَا

كم مِن كليمٍ شَكا للناسِ لوعَتَهُ
فزادَهُ الناسُ وَجْدًا فوقَ ما وَجَدَا!**

**إِذَا الْــمَــرْءُ لَا يَــرْعَــاكَ إِلَّا تَــكَــلُّــفَـا
فَــدَعْـهُ وَلَا تُـكْـثِـرْ عَـلَـيْـهِ الـتَّأَسُّـفَـا

فَـفِي النَّاسِ أَبْدَالٌ وَفِي التَّرْكِ رَاحَةٌ
وَفِـي الْـقَـلْبِ صَبْرٌ لِلْحَبِيبِ وَلَوْ جَفَا

فَـمَـا كُـلُّ مَـنْ تَـهْـوَاهُ يَـهْـوَاكَ قَـلْـبُـهُ
وَلَا كُـلُّ مَـنْ صَـافَـيْـتَـهُ لَـكَ قَدْ صَفَا

إِذَا لَـمْ يَـكُـنْ صَـفْـوُ الْـوِدَادِ طَـبِـيـعَةً
فَــلَا خَــيْـرَ فِـي وُدٍّ يَـجِـيءُ تَـكَـلُّـفَـا**

أُرَاعِي بُلوغَ الشَيبِ وَالشَيبُ دائِيا
وَأُفنِي اللَيالِي وَاللَيالِي فَنائِيا
وَمَا أَدَّعِي أَنّي بَريءٌ مِنَ الهَوىٰ
وَلَكِنَّني لا يَعلَمُ القَومُ مَا بِيا
خَليلَيَّ هَل تَثنىٰ مِنَ الوَجدِ عَبرَةٌ
وَهَل تُرجِعُ الأَيّامُ مَا كانَ مَاضِيا