إنكِ في قلبِنا، لو باعدَت بيننا الأماكن، وحاضرٌة معنا، لو طالَت بيننا المسافات. ومكانُكِ شاغرٌ لِحينِ عودتِك، لا يملؤه أحدٌ من بعدِك. الله يعلمُ أنَّ رؤيتكِ هي العيد، ومطلعُ وجهكِ الهلال وراحةُ مهجتِكِ هدأةُ بالي وغايةُ أملي، أطلَعتكي على ضعفي قبل قوَّتي، وألقَيتُ عليكِ ثِقلي فآزَرتِ وأعَنت. ذكرياتُك هنا، معي، وفي الصَّحوِ وفي المنام، إلى أن ترجعي، آنسكِ الله في غربتِكِ، وسخَّر لكِ الخير وأهلَه، وزادَ بالنَّعماءِ عَيشَك ??

#لقارئه

الروحُ بشبيهتها تتلاقيان!
إن طال الأمدُ، واشتدت الظروف، وانعدمت الآمالُ، وابتعدت الأراضي!
تتلاقيان، فتتحول مستنقعات القلب ربيعًا، وخواء الصدر زهورًا، وانكماش الوجه انبساطًا وتهللاً!
تتلاقيان، وقتما يحين الموعد، وتدقُ الأجراس بوقتِ اللقاء.
ستتلاقيان حتمًا! ?.

‏" تَلذّذ بالدُّعاء لأحبَابِك بالغيب، انظُمهُم نَظمًا بأسمائهم كما العُقْد، اسرُدهم للهِ واحدًا تلوَ آخَر وَأشرِك والدِيهم معهم، تَلذّذ بصدقِ حُبُّك وسَماويَّة وُدّك"..
فَالحُبُّ بينَ الصَّادقينَ دُعاءُ.

"وَإِن أَلقَها أَو يَجمَعِ اللّـهُ بَينَنا
فَفيها شِفاءُ النَفسِ مِنّي وَداؤُها"

قال شيخ الإسلام ابن تيمية:

إنَّ الصَّلاةَ على النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قبل الدُّعَاءِ وفي وَسَطِه وفي آخِرِه؛ مِن أَقوَى الأسباب التي يُرجَى بها إجابة سائر الدُّعَاء.

ــــــــــــــ

في نهاية يوم عرفة و الجمعة

"اللهم إنّي قد طَرَقتُ بابَكَ بِدُعائِي، وأنتَ المُجيبُ ولا مُجيبَ غيرك، إنّي تركتُ مَع أدعيتِي كُرُبًا لا تُفكُّ إلّا بإذنِك، وأثقالًا جثمَت على صدرِي، ومخاوفًا لا يُبدلها أمانًا إلّا أنتَ جلَّ جلالُك، اللهم إنّي أتركُ مع ابتهالاتِي كُلّ ما أثقَلَ صدري، وكلّ ما ضيّقَ الخناقَ على قلبي، جئتُكَ هذا اليوم طالبًا مَغفِرَتك، طامعًا في كرمِك، جئتكَ مُفوِّضًا إليكَ أمري كما يعقوب، أدعُوكَ أنّي مسّنِي الضرُّ وأنت أرحمُ الرّاحمينَ كما أيّوب، طالبًا مغفِرتك كما يونُسَ أن لا إله إلّا أنتَ سُبحانَك إني كُنتَ مِن الظالمينَ، أسألُكَ يا الله جزاءً طيبًا كما منحتَ يوسُف، أسألكَ قُرةَ عينٍ لا تنقَطع، وطمأنينةً لا تنفذ، وقلبًا مُعلقًا بك، وألّا تقبِضني إلًا وأنتَ راضٍ عنّي..

لاتنسونا من صالح دعاءكم

أثناء الطواف الجسم يطوف حول الكعبة... والقلب يطوف حول العرش... والروح تعرج في الملكوت... حتى تفنى فتكون قاب قوسين أو أدنى... وترى الأشياء شيئاً واحداً وترى الواحد وتراً دون شيء... وكل ذرة تنادي لبيك اللهم لبيك... حتى يجري على اللسان لبيك لاشريك لك لبيك

اللهم أرزقنا زيارة بيتك الحرام