د. كفاح أبو هنّود

Description
كاتبة!

يعمل على هذه القناة مُحبَّات الدكتورة كِفاح أبو هنّود 🌸
Advertising
We recommend to visit

قناة احمد علي على تيليجرام ( شروحات تقنية ، تطبيقات ، ‏أفلام ومسلسلات ، خلفيات ، و المزيد )

Last updated 4 weeks, 1 day ago

يرمز تيليجرام إلى الحريّة والخصوصيّة ويحوي العديد من المزايا سهلة الاستخدام.

Last updated 1 day ago

- بوت الإعلانات: 🔚 @FEFBOT -

- هناك طرق يجب ان تسلكها بمفردك لا اصدقاء، لا عائلة، ولا حتى شريك، فقط انت.

My Tragedy Lies With Those Things That Happen in One Second And Remain

- @NNEEN // 🔚: للأعلانات المدفوعة -

Last updated 3 weeks ago

1 month, 1 week ago

منذ عام ١٩٨٢ وهم في غياهب الظلم ..
اللهم طهر الأرض من الظالمين و من أعانهم .. و رد على بلاد الشام عز مجدها ..

د. كفاح أبو هنّود

1 month, 1 week ago

ما عاد الجمال يولد .. صار يصنع في عيادات التجميل ..
و صارت النساء كلهن متشابهات ..
و الفتنة لونها واحد و شكلها واحد و إيقاعها مزيف و باهت ..
ولا خصوصية للجمال .. فالكل نسخة متكررة يمكن أن تلتقط العين ذات التفاصيل في كل وجه .. و على الرجل في سوق النخاسة العالمية أن يختار و يدع كما يشاء ..
ربما أساءت المرأة في عرضها لنفسها فوق ما كانت تظن أو تتوقع .. إذ قيمة الجمال في خصوصية تفاصيله و في إخفاء بعضه و التمنع و التسامي يزيد قيمة الأنثى .. و ما سهل الوصول إليه سهل الاستغناء عنه و ما كل المعروض صار مبهراً فقد اعتادت عين الرجل هذا الكلأ المباح !

د. كفاح أبو هنّود

1 month, 1 week ago

قصص المحررين من مسالخ النظام الفاسد تؤكد حقيقة واحدة أن إزاحة الاستبداد هي أول خطوات عودتنا لحضورنا في مشهد التاريخ ..

د.كفاح أبو هنّود

4 months, 1 week ago

ترتدي كعباً عالياً على بنطال ضيق و بلوزة تحاول إقناعنا أنها كافية لتغطية جسدها المكشوف .. !
و أخرى ترتدي ما يشبه ملابس الرياضة فيبدو الجسد بكل تفاصيله في خارج الثياب ! ..
و سيدة تسمى أم على رأسها قطعة قماش و الجسد يخبرك بكل ما تحت اللباس ! ..
و الماكياج و الاكسسوارات و مراكز التجميل و الصالونات و الماركات كلها تؤكد لك أن المرأة صارت مستعبدة تماماً وهي تظن واهمة أنها تملك قرارها ! ..
لقد أرخصت المرأة نفسها يوم عرضت كل شيء لعين الرجل .. ثم ماذا .. ثم استحسن الرجل المقارنة وما عاد يعجبه شيئاً ..
المرأة بانكشاف كل شيء فيها و رفضها للجمال الطبيعي رفعت المقاييس حتى غدا الرجل يقيسها بالمقاييس المنتشرة .. فرخصت من حيث ظنت أنها غالت في قيمتها و اتضعت من حيث رفعت ! ..
والله لقد أساءت المرأة لنفسها و أهانت نفسها يوم صارت متاحة لكل عين .. ومتاحة للحديث و متاحة للاقتراب و سهلة في العثور عليها .. هي اليوم فقيرة و هي من تسعى للرجل و الرجل يستغني بما صار سهل التناول والتداول .. لقد كان الحجاب حماية لها فقاتل الله من أوهمها أنه سجنا و ليس سياجاً !

د. كفاح أبو هنّود

4 months, 1 week ago

قَالَ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ ۖ قَالَ كَذَٰلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ
اغفر لنا يا مولاي .. اغفر لنا فنحن الذين ترهقنا الأسباب !
نحن الذين لا نعرف كيف نتخلى عن ما نرى و نتصل بما لا يُرى !
نحن الذين نعرف نصف الحكاية و تتعبنا المسافة و ننسى أنا بك خفافاً خفافاً !
نحن الذين ننسى أن بدون يدك لا حلم في المصباح يتقد !
كَذَٰلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ ما يَشَاءُ .. هنا معنى ما تجد و ما لا تجد ..
ما يشاء .. كانت كافية كي نمد أيدينا لكل الأماني التي ما لها يد !
يا مولاي .. علمنا كيف نتصل !

د. كفاح أبو هنّود

4 months, 1 week ago

وفُتحت أبوابُ الجَـنّة.. لِمن ضَربوا على شاطِئ الصّدق الخِـيام، وشـدّوا مَطايـا الشّوق إلى دارِ السّـلام!

حَوانيتهم؛ الخَلوات..
وبِضائعهم؛ الصّلوات..
وأعمَـارهم؛ حَسنات!

سَـاروا على أقدامِ العـزيمة؛ فظَفروا باللهِ وبالغَنيمة..
وفي الجنّـة كُلّ ما هُناك يَسكُن سَعيَك.. حتى تَرى النّعيم كأنّه كأنّك!
كيف بِك إذا رأيتَها وشَهقْتَ؛ هَـا هِـي..
هَـا هِـي؛ ويَنهمرُ الحَنيـن..
ها هي؛ ويتّسع الهَديل..
وتُطلّ الجنّةُ على وَحشة العُمرِ حتى تَـزول.. تَزيح عُـمرًا مِن الأحزانِ والكَمد!

يُحمَلون على المطايَـا مِن فضله إلى العَطايا مِن ذخـره..

ها هي؛ وَينسابُ مِن فاتِـن الدّهشةِ ما يَجعلُ اللَّحْظَةَ دَهرًا..
ها هي الجنّة.. قابَ الزّحام أو أدنى..
وتَرى مدائنَ المعنى!

تلوحُ غاباتٌ شاهِقة وراءَ ضبابٍ كَثيف..
يَشدّ البَعيدَ إلى البَعيد الشّوق، ويختلطُ الزّحَـام..

ها هيَ الجنّة..
حَشدٌ مِن الأحلام هَاهُنا..
حُلمٌ داخلَ حُلمٌ داخِله خَـيال..
ألوانٌ حريرية دافِئة، ويَسمعون صَدى: { وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا }!

البواباتُ مُترَعة بالذّهول ..
تُولَـد كلماتٌ جَديدة، وتُخلَق أسماءٌ تليقُ بالمكَـان!

لم تَكن بوابَـات..
كانت فَضاءً في فضاءٍ؛ في فضَاء!

هُنا تأويلُ الجنّة، وَهنا جنّة التّأويل..
هُنا انتهاءُ المُمكنِ، وابتداءُ المُستحيل!

د.كفاح أبو هنّود

7 months ago

كُـلّ عيدٍ و غزة في عافيةٍ مِن التّعب و الحُـزن و السّـوء..
كُـلّ عيدٍ و في أيدي المظلومين قَمح الأُمنيات خُـبزا .

كُـلّ عيدٍ و ما بعدَه خيرٌ ممّا قبل؛ و ليسَ بعدَه إلا الفـرَح..
كُـلّ عيدٍ ونحنُ في طُمأنينةِ النّعم؛ و حُقول البركَـة في نَـماء..
كُـلّ عيدٍ و هَديل الحَمام في الأقصَى يُرتّـل
القُـدس لنا.. واللهُ بقوّته معنا..
و بعونِ اللّٰـهِ آيِبون!

كُـلّ عيدٍ وقَدَرُنا انتهاءُ مواعيد الغِياب..
كُـلّ عامٍ ونحنُ نَعبُد اللَّـهَ بالحُبّ لَه؛ و لِخلقه وللضّعفاء!

بِيَدك يَـا مَولاي أن تَجمعنا بكلّ ما نُحِب فيما تُحِب، وأنتَ الذي بِيدك خَـزائن ما نُحِب.. فأرِنا ما نُحب في أوطاننا عاجلاً غيرَ بعيد!

د.كفاح أبو هنّود

7 months ago

يا الله ..
رُبما يُصبح العُمر زمناً راكِدا ..
نَجمةً مُنطفئة على حَافّة الوُجود .. لكني أعوذُ بكَ من أن يشدّني العُمر نحو التُراب ؛ وليس لي فوقَ التُراب مئذَنة تصدحُ بالكَلمات !
فاستجاب له الله { قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا } ..
{ قال } .. بكُلّ أدوات التَأكيد ..
وكانَ ذلك يكفي ؛ كيْ يُصبح إبراهيم حكاية الأمة وحكاية القَدر !

من كتاب
#على_خطى_إبراهيم
#وليال_عشر

د. كفاح أبو هنّود

7 months ago

لماذا كان قدر إبراهيم هو الابتلاء
لماذا تسطر الآيات موجز الرحلة بقوله تعالى { وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ } ..
الابتلاء .. تلك هي قصّة بناء الكَعبة .. ومنها ابتدأت الحكاية
فَمِن جُرح إبراهيم .. ومِن مُنتهى الألم .. ومن مسيرة التضحية؛ كان التِئامُ حجارة البَيت !

{ وَإِذِ ابْتَلَىٰ }..
تُنَتبِّه الُّلغة هنا إلى عُمق المَعنى ..
فالإبتلاء اختبار الله لكٌ يفتح به أبواب سِرّك حتى تَشفّ الحَقائق ، ويَفنى الوَهْم ويَفنى الخَيال !

يبدأ الإبتلاءُ في عمرك؛ ثمّ تراه يضيقُ عليك .. لماذا ؟ .. حتَى يفيض القلبُ بما خبّأتهُ السّنون ..
ويخرج الله بالابتلاء الخفايا !
يشتَدّ الابتلاء ؛ حتى تُحدِّق العين فلا ترى إلا مَلامح ما استكان في خَفايا الرُوح !

ما أعجبَ الإبتلاء .. إذ جعله الله أول عنوان قصة إبراهيم ..
لماذا؟ .. لإن هو من يكشفُ ثقوبنا ؛ لكنّه سُرعان ما يخيطُ فتوق الرُوح !
فالله يبتلي ليهذب ولا يبتلي ليعذب ..بل يعيد تشكيل القلب والروح والخطى

ما أعجبُ الإبتلاء .. وهو ينقلُ المرء من هامِش المَنافي ؛ إلى نصّ التّمكين ..
من الغيابِ إلى الحُضور في سِفر الخالدين !
وقد قالها الإمام أحمد لا يمكن للعبد حتى يبتلى !

يكونُ الفَراغ قبل الإبتلاء ؛ ثمّ إذْ فاجأكَ.. خطّك الإبتلاءُ سَطْراً أبدَ الدّهر مَذكوراً !
ألا تلمحُ كيف تفيضُ حروف إبراهيم في الآية؛ كأنّها كُتبت بريشةٍ لا صَدىً فيها للذّبول !

{ وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ } .. كأنها تقول لك أُمِّيٌ وُجوده ..
كُلّ مَن لمْ تمرّ به من الله الكَلمات !

{ وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ } ..
تلك الكلماتُ والتضحيات صارَت خيوطاً نسجت له بُردة الإمامة .

{ فَأَتَمَّهُن }َّ .. تَرتعشُ الكلمات جَلالاً .. فهذه شهادة اللهُ لإبراهيم !

أنه لمْ تنفلت عُروة واحدة من قميص الإبتلاءْ ..
لمْ تنفرط عُقدةٌ من عُهود الثَبات .
يا لله .. ثَمّة خيط خفيّ موصول ؛ كان يُمسك القلب كلّما تَخطّفَ الإبتلاءُ شعبةً منه !
.
{ فَأَتَمَّهُن }َّ .. تتوهّج جروحه ألماً بتلك التضحيات ؛ فتُصبح لنا نُجوماً نستهدي بها !

{ فَأَتَمَّهُنَّ } .. يضيقُ على إبراهيم قميصُ الإبتلاء ؛ فلا يفيضُ إلا ثباتاً !

وكلما كان القميصُ يضيقُ عليه ؛ كانت تتّسع له بُردة الإمامة !

يُبالغ الإبتلاءُ في عَتمته ..
يتكدّس في الروح ؛ حتى يكاد يُثقلها ..
فإذا بالصَبر يتنامى من إبراهيم على أطراف الإبتلاء كُلَما أمتدّ !

هلْ كان إبراهيم حينها مُرهَقاً وهو يُجاهد هذا الألَم ؟!
أمْ كان لُطف الله يلتقطُ من عُمره أثرَ الجراح ؛ فإذا بالسَكينة وارفةً في الصَدر الجَليل !
لاشك أن الله كان معه .. وعلى قدر حال قلبه كانت المعونة ..

يا لإبراهيم وهو يُتِمّ الكَلمات ..
يا لإبراهيم في غُربته ؛ ولا أحدَ يَهُشّ عنه ليلَ الوَحدة في سَفَر الإبتلاء !
ربما كان وحيداً لأنه ( إذا عَظُم المَطلوب .. قَلّ المُساعد ؛ وقَلّ الرَّفيق ) !

ترى هل كان إبراهيم يتألم ..
دوما للإبتلاء حاشِية الوَجع ، و مِلؤه فَيض الدّمع والأَلم ..
ومِن مِلح الدمع ؛ كانَ يتَهجّى إبراهيمُ تلك { الكَلمات } ! تلك التضحيات

نتساءل مَن أوقَد رُوحك العُلوية ؛ حتَى كُلّما مَسّها التعب أطفَأه !

لقدْ كان عُمر إبراهيم ؛ مثل صلاةٍ توضّأ لها بماءِ الإستسلام ..
عُمره ؛ كان آية { إنَّ إبراهيمَ كانَ أُمّة } !

عُمره كان مَعنى {وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا ۖ} ..
عُمره كان دليلاً على { وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِين} !

كيف ثبتت في ابتلائك ..
هل كانَ إبراهيمُ يَسمع في خضم الإبتلاء ؛ صَوت الكَلمات { إنّي جاعِلكُ للنَّاس إمَاما } ..
ربما .. ويقيناً أن تلك الكلماتُ التي امْتنَحْتَ بها يا إبراهيم .. هي التي بَلغتْ بكلماتك المَدى حتى صار لها أبدَ الدّهر خُلود الصَدى !

تتكرر الشهادة له من الله ..{ وإبراهيم الذي وَفّى } ..

فيا للإسمِ ..
إذْ يكتبه القَلم في الّلوح المَحفوظ ؛ لم تُسقِطه كَبوة ! شهادة من الله

يا للإسمِ ..
إذْ تكتبهُ ريشة مَلَك غُمِست في قبَس النُور فلا ينطفئُ أبدا !

يا للإسمِ ..
إذْ ظَلّ يُتلى في كتابٍ ؛ لنْ يمحوه التاريخ ! ظل يتلى في القرآن

كيفَ بَلغْتَ ذلك يا إبراهيم ؟!

كانَ إبراهيمُ يُرابط على نِيّاته في كل أدعيته ، ويتَعوّذ برهبة مِن زَللٍ يُباغت الخطوات .. ومِمّا يُخذِل الخطوات ؛ يتعوَذ من ما يستَتر في الخَفايا !

ظَلّ قلبُه يُرابط على الغايات ، وظَلّ يَدعو :
خُذْ بِقَدمي ياالله إلى أرضٍ تَظلّ الآثار بها باقية .. وخُذْ بمَقامي إلى حَيثُ سِدرة المُنتهى .. وخُذْ بِسَعيي إلى حيث تَتوق الملائكة أنْ تبلُغ !

يا ربّ .. وجَهتُ إليك مآربي ..
املأ يدايَ بالعَطاء الذي لا ينقطع ؛ فقدْ أوجعني هذا الفَراغ !

7 months, 1 week ago

? { وليالٍ عشر } ..

الَّليلةُ الخامسة

{ فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَابُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى} ..

{قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تؤمر } ..
مابين هذين الموقفين ألفُ تاريخٍ وقصّة .. مابينَ ليلةِ الإعترافِ لإسماعيلَ بِنيّةِ الذَّبح ؛ و بينَ مقام إبراهيم فَتىً بين يديّ أبيه يُناديه :
{ يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مـِّنَ الرَّحْمَن فَتَكُـونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيّاً } !

يالله هل كان يَظنّ إبراهيم بنفسه ؛ أن يَذبح ابناً صالحاً يقول له : { افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ } !

مَـا فعلها " آزَر " مَعـه !

و يَـا للمُفارقةِ في الأقدار ..
فَعَلى حين هُدِّدَ ابراهيم من أبيهِ بالرَّجم ؛ ها هو إبراهيمُ يَرجم إبليسَ الواقف عَقبةً في طريق ذَبحِ الطّفل الصالح الذي { اشتد َّ} حتى { بَلَغَ مَعهُ السّعي } !

ما الذي يَفعله اللهُ بإبراهيم ؟!
ما الذي يَفعله اللهُ بإبراهيم ؟!

تَتكـرّر المشاهـدُ فـي غَرابـةٍ عَجيبة ..
تدورُ كدوّامةٍ غامضة ..
يتصبّبّ الماضي ؛ عرقاً فـي جَسد الخليل ..
يشتدُّ الخفقانُ المرّ في قَلبه ..
و تتآكلُ قدميهِ مـن شـِدّة المَشـي !

تجفّ الكلمات في حَلقه :
ياهاجر .. كَم مرةٍ سَعَينا مـن أجلِ هـذا الوليـد !

كانت الأولى ..
بيـن الصّفا و المَـروة يـا ولـدي ؛ كَـي نَنِبش لكَ الحَياة !

و في الثّانية ..
نَسعى بكَ بين العَقبات ؛ كَـيْ نُهيّئك للمَـوت !

هل السّعي قَدرٌ لنا ؟
هل الهِجرة و الرِّحلة و السّير حكايتنـا ؟
متى سَتهدأُ الأقدامُ التي أكلَتها تضحيات الطَّـريق ؟

يَـا بُنيّ ..
قُـل لأبيك لا ؛ رُيّما أعتذرُ لك بها عند ربّـي ..
و لا تقلّ يا أبت ؛ِ فثمّة موت يَعتَريني كلّما ناديتَ !

للمرة الألف ؛ يقفُ إبراهيم أمام الإبتلاء وحيداً ..
فَقبلها النّار ، و بعدها النّفي ..
و لكنّها المرة الأولى التي تَرتفع يَدَهُ كي يرجُمَ الشّيطان ؛ حتَـى لا يُوقفه فـي مًنتصف الأمـر ..
ربّما كانت النّار أرحمُ لو عادت بها الأقدار !

تشتعلُ فتائلُ الحـُزن فـي الصّميـم ..
و تشهد له السّماء رغم ذلك ؛ أنّ إبراهيم لم يُراوح بين نعم و لا !

يالله هل يَحتملُ إبراهيم ؛ صَرخة إسماعيل عند الذبح ؟

أما كان يَكفي ؛ صُراخ الرّضيع في وَحشة المَجهول ؟!

فلا زال نَحيبُ ألمها في السُّويداء ؛ لم يَصمِت !

هل جرّبت أنْ لا يبقى بينك و بين إبنك ؛ إلا سِكّينة الذّبح ..
أن لا يَبقى من عُمره ؛ إلا انهمار الدّم ..
أن تَسوقه ؛ كي تَنثالَ على يَديـك قطَـراتُ رُوحـه و هـي تَئـِنّ !

كانت يَدُ إبراهيم تُقاوم اللّجام ..
و كان الإبتلاء ؛ ينثالُ عليه و يُصبُّ صبّاً ..
وكان ملكوتُ الله كلّه ؛ يشهدُ دويّ اللّحظة الأخيرة حين { أسلما و تَلّه ُللجَبين } !

ودّت الشّمسُ ؛ لو تتوقّف عن المَسير ..
و صمتَ الكَـونُ ؛ فقد كان الحَدث فوق طاقة الحياة !

انزَوَت الكائناتُ ؛ قبل أن تنكسر أُرجوحة الصّغير بِيَدٍ كانت تَفيض بالقَمح و السّلام ، و لم تَعرف إلا تكّسير الأصنام !

ماذا يفعلً الله بك يا إبراهيم ؟!

النّجمة التي اشتَهيتُها طويلاً وَوهَبتُها كلَّ الدّعاء ؛ هَـا أنـا أغمِضها للمَـوت ..
و سأُبصر دَمَها كلّ صباح ؛ٍ فـي أطباق الطّعام !

ما بين ليلة المَنام حتى لحظة النّهاية ؛ قَطَعَ إبراهيمُ ألفَ خَطوة بألفِ تَنهيدةٍ و تَنهيدة !
ووحده كان الله يسمع ..

{يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيّاً } ..

ها أنذا أحتاجُ أن أرتّلها كثيراً ..
أحتاجُ ؛ أن أُقاتل الشّيطان بكلّ حجارة الدُّنيا !
ياللأقدار كيف نُبتلى بما نقول ..

و عند النّهاية قالت الحياة :
( ما ذَنبُ اليَمامة أن تَرى بِعينيها العُشّ مُحترقاً و تَجلس فوقَ الرّماد ) !

لِلمشهدِ بقيّة ..
فالمَقامات عِندَ الله ؛ِ لا تُورَّثُ ..
و لكنّها ؛ تُنـال بِسَبقِ القٌـلوب !

من كتاب
#على_خطى_إبراهيم
#وليال_عشر

د. كفاح أبو هنّود

We recommend to visit

قناة احمد علي على تيليجرام ( شروحات تقنية ، تطبيقات ، ‏أفلام ومسلسلات ، خلفيات ، و المزيد )

Last updated 4 weeks, 1 day ago

يرمز تيليجرام إلى الحريّة والخصوصيّة ويحوي العديد من المزايا سهلة الاستخدام.

Last updated 1 day ago

- بوت الإعلانات: 🔚 @FEFBOT -

- هناك طرق يجب ان تسلكها بمفردك لا اصدقاء، لا عائلة، ولا حتى شريك، فقط انت.

My Tragedy Lies With Those Things That Happen in One Second And Remain

- @NNEEN // 🔚: للأعلانات المدفوعة -

Last updated 3 weeks ago