في مَلامح الهادئين أشِياء مكسورة

الذين أصبحوا باهتين فجأة
كانت لهُم ألوانهُم أيضًا .

كُل الرِجوع ، رِجوع
- إلا الرِجوع لله ، تَقدُم .

"أصداء باهتة"

هناك أوقات في الحياة تبدو فيها الأصوات من حولنا كأنها مجرد أصداء بعيدة، باهتة، لا تحمل قوة أو معنى. نسير في ممرات الزمن ونحن نحمل أعباءً لم نخترها، نغرق في ذكريات قديمة تطرق أبواب أرواحنا بصمت مزعج، كأنها تذكّرنا بأشياء لا نريد أن نتذكرها.
الأصداء الباهتة ليست فقط أصواتًا، بل هي مشاعر مهملة، أحلام مكسورة، وحكايات لم تكتمل. إنها تلك اللحظات التي تتسلل إلينا في ليالي الوحدة، حيث نجد أنفسنا نعيد سرد القصص ذاتها، لكن بصوت منخفض، كأننا نخشى أن نزعج الصمت.
ننظر إلى العالم من حولنا، لكنه يبدو بعيدًا، كأننا غرباء نراقب من خلف زجاج عازل. نحاول أن نصنع حاضرًا جديدًا، لكن أصداء الماضي تلاحقنا، تذكرنا بأننا تركنا أجزاءً من أرواحنا هناك، في أماكن لا نستطيع العودة إليها.
ومع ذلك، في وسط هذه الأصداء الباهتة، هناك دائمًا فرصة لإعادة التوازن. أن نجعل تلك الأصوات التي كانت تخيفنا يومًا ما، دافعًا لنجد النور في مكان آخر، في زاوية لم ننظر إليها بعد. لأن حتى الأصداء، مهما بدت باهتة، تحمل في طياتها حياة، تنتظر أن نكتشفها من جديد.

"لا شيء يثبت

بالدليل القاطع أن إنسانا يحبك بعمق غير أن يفزعه الغياب ."

مهما توسعت في الشرح والإيضاح فإن الإنسان يفهم مضمون الكلام تبعاً لتجاربه الشخصية، وعقده النفسية، وبناء على ثقافته وظروفه الاجتماعية، ومشاعره الآنية، ورغباته ونزواته ومصالحه الشخصية، لا فائدة من الكلام والشرح أحفظ طاقتك وجهدك لك ولما يبهجك

كلّ شيء حولك غير مؤثر حتّى تمنحه قيمة…

في مثل هذا اللِيل، يتورط المُرء بأفكاره وأحياناً بقلبه.

"اين نحن يا عزيزي ؟"
نحن حيث لا أحلام ترُتجى ، ولا واقع يحُتمل ،
في زمن اللا عودة ، في نقطة المجهول ، في
البناء المرصوص بلا داعم ، تنطفئ الروح من
برودةالشتاء ، وتثور الروح من حر الصيف ،
ويؤلمني أننا نقطن في تلك الأكياس الرملية ،
المصفوفة ؛ التي لا نعلم متى تنهار فوق رؤوسنا
؟ لتزهق أرواحنا ، غير أسفين على المغادرة!
منها وإليها! جثث هامدة نقطن المتر بمتر !!