« نسعىٰ بكلِّ ما أوتِينا من قوَّةٍ لأنَّنا لا نعرِف طريقًا غيره و لأنَّنا نؤمن أن المُحاولاتَ لا تَضيع هباءًا

وأنَّ كلَّ مُحاولة تصنع منّا إنسانًا جديدًا بمعَاييرٍ مُكتَسبة ومُسْتَحْسَنة حتّى وإن تُوجِت بحَصِيلَةٍ غير مُتَوَقَّعةٍ

لأنَّنا نحبُّ أن تُكلَّل خُطوَاتنا دائمًا بمَا يجعلنَا فخُورين بأنفسنَا على أيِّ حالٍ دونَ أن تسْتَبَدَّ بِنَا الْمَخَاوِفُ أو تتضَاءل منَّا المُثَابَرة

ربّمَا لا يزَال هناكَ مُتَّسِعًا من الوقتِ لكن لا مجَال لإهدَاره فيمَا لا يَسْدَى نفعًا لنَا

يا ربّ أنتَ كلَّفتنَا وأَوْكَلتنَا لنقطعَ هذهِ الطُّرق
منّا النَوَاة والعَزم ومنكَ السَّدَاد والمؤازَرَةٌ »

لا شيء يُبهرني كوقوف الله بجانبي في كل المواقف التي أرى أنها أكبر مني وأني لن أستطيع أن أتعداها وحدي ، في كل مرة يبهرني برحمته وبأنه قريب جداً منا ويسمعنا ويشعر بنا حتى وإن لم نكن نستحق وكنامقصرين وحتى لو أن ذنوبنا كثيرة ،لكنه الله يبهرنا دوماً .

مساء الخير
لو سألتني: ما الذي يُبهرني في الأنثى؟ سأجيبك بتحفظ رجل يعرف حدوده، لا يمدح امرأة غير شريكة قلبه، لأن الوفاء للريحانة التي تنبض بين يديه أمانة، وإن كان هذا الوفاء أعمق من مجرد الامتناع عن كلمات المدح.

لكن دعني أحدثك من زاوية أخرى، من دور الأب الذي يتطلع إلى بناء أنثى تعيش بقوة، لا تذوب في عالمها، ولا تضيع في انتظار من يحملها إلى حيث الحياة تبدأ.

الأنوثة عندي هي فلسفة الحضور اللطيف، حيث "النعومة لا تعني الضعف، كما أن الصمت لا يعني الغياب." كما أشار أوسكار وايلد .

في البداية، يجب أن تدرك الفتاة أن الأنوثة ليست قيدًا، بل فنٌّ يحتاج إلى فهم، فهي دلالٌ لا يغري بالتباهي، بل يفيض رقة، صوتٌ ناعم لا يرفع إلا حيث يُطلب، حياءٌ كالماء الصافي يكسو ملامحها دون تصنع، أناقةٌ تنبع من ذاتها، حيث ترتب أفكارها كما ترتب ملابسها، وتعتني بجسدها كما تعتني بروحها.

الفتاة التي تعرف فقه أنوثتها تتعلم كيف تكون جميلة، ليس لعين الآخرين، بل لعين نفسها، تفهم أن شعرها مرآة لاهتمامها، وأن بشرتها كتاب يُقرأ فيه حبها لنفسها، تدرك أهمية التعرف على جسدها، فهمه، ورعايته؛ بدءًا من تفاصيله التشريحية ووظائفه الحيوية، وانتهاءً بفهم العناية التي تليق به في كل مراحل حياتها، قبل الزواج وبعده، قبل الحمل وبعده.

تتتشكل ملامحها من خلال معرفة الذات وهندسة الروح
فهي ككائن نفسي معقد تحتاج إلى فهم نفسها قبل أن تسعى لفهم العالم، عليها أن تدرك اضطراباتها النفسية المرتبطة بطبيعتها الجسدية والأنثوية، دون خوف أو خجل، أن تفهم كيف تتفاعل مع مشاعرها، وكيف تعبر عنها بطريقة صحية، دون أن تتركها تتراكم حتى تغرقها، أن تتعلم فن الحدود النفسية، تلك الجدران غير المرئية التي تحميها من التدخلات السامة، وتمنع الآخرين من التعدي على روحها.

لديها من مهارات الحياة .... الحضور العملي في عالم الفوضى
فالحياة ليست شيئًا ننتظره أن يحدث، بل شيئًا نصنعه بأيدينا
والحياة تتطلب من الأنثى أن تكون عملية، قادرة على إدارة يومها، وتدبير شؤونها ... فتجدها تهتم

بالجانب المالي ...
تعرف كيف تُدير أموالها، تفرق بين الضروري والمهم، وتفهم معنى الادخار والإنفاق في وقته الصحيح، المال بالنسبة لها أداة، لا غاية.

بالجانب البدني....
تهتم بجسدها، لا لمجرد المظهر، بل للحفاظ على قوتها وحيويتها، تمارس الرياضة، تمشي، ربما ترقص كأنها تحتفل بجسدها كل يوم.

بالجانب الجمالي ....
الجمال ليس في المظهر فقط، بل في الذوق الرفيع، في طريقة كلامها، في اختياراتها، في ذائقتها الفنية، تعرف كيف تختار ألوان ملابسها، كيف تتحدث بأسلوب راقٍ، كيف تتعامل مع الآخرين بإكرام يليق بها ويليق بهم.

بالجانب الثقافي....

فتحمل في قلبها أصول دينها، تفهم معاني الحداثة وأفكار التغريب، تقرأ عن النسوية لا لتتبناها بلا وعي، بل تفهمها بعين ناقدة مستندة إلى مصادرها الشرعية الأصيلة.

تتعلم حقوقها وواجباتها، تعرف عن الزواج أكثر من مجرد كونه حلما رومانسيا، تفهم التعدد وإن لم تحبه، تدرك أن الحب ليس إلها يُعبد، بل شعورٌ يُقدّر ضمن أطر القيم.

الأنثى تحتاج إلى إدارة وقتها، تعلم أن لكل دقيقة قيمة. تفهم كيف تدير وقتها بين العمل، وتربية الأطفال، والحياة الزوجية، وتخصيص وقت لنفسها، تعرف كيف تتعامل مع مفهوم العمل كجزء من رسالتها، وليس عبئًا يُضاف إلى حياتها.

"إن النفس التي تتسع للحياة، لا تخشى الوحدة، بل تخشاها الحياة نفسها." جبران خليل جبران

في النهاية، الأنثى التي أنشدها ليست حلمًا مستحيلًا، بل مشروعًا يحتاج إلى وقت وجهد وظروف مواتية، ليس الهدف أن تكون كاملة في كل شيء، بل أن تكون واعية بذاتها، محبة لروحها، مسؤولة عن حياتها.

فيا رب ارزقنا الهمة لبناء مثل هذه الشخصيات، واجعل لنا من بناتنا قوارير تحمل الخير والضياء في عالم يحتاج النور أكثر من أي وقت مضى.

- محمد فضالي .

من دون العلم والسعي لطلب العلم لا يمكن بناء حاجز بيننا وبين الأفكار الأخرى
فإن لم تكن لك حصانة سوف تكون فريسة لأي فكر يأتي من الخارج ?

قررت أن أحب نفسي ، الحب الذيَ يجُعلني أتجاوز كل الحمقىٰ دون تعثر ، وأرتفع دون أن أسقط ، وأحلق بعيداً دون أن أتعلم الطيران ، الحَب الذي يجعلني أتنفس بطريقة أخرىٰ ، وأمسك بيَدي وأحلم دونَ كوابيس ، تلك الأحلام التي تأتي بوجوه تفزعنا ، الحب الذي يجعلني لا أنتظر أحداً
ولا أبكي لغياب من اختار الغياب ،
وأقف علىٰ عُتبة الرضا لأجد نفسيَ من جديد ⊰ .

‏اللهم لا تجعلني ممن ينساك في نعمته ولا يذكرك إلا في شدته، وأجعلني قريبًا منك شاكرًا لك في كل الظروف.

يارب إني لا أملك من أمر الدنيا شيء ، وإنّي وكلتك أمري كله جله ودقه أوله وآخره علانيته وسره فتولاه بعنايتك ،واجعلني دائم الرضا كثير الشكر حسن الطبع.

‏كانت تشبه تلك الفكرة التي تجعل
شخصًا مُنهك يمتلئ بالحياة مرةً أخرى

‏"أحمل لهفتي معي، كهزيمة يعزّ علي أن أقبلها، وأعرف الآن، أن بعض الأشياء يُكتب علينا أن نحملها معنا إلى الأبد"

.

إخفاءك لرفضك و تغاضيك عن ما أتعبك جميعها صلابة لم تؤلم أحدًا سواك .