«رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ»
د. أحمد العربي

قلت لنفسي أن أسمع شيئًا من القرآن أثناء تنظيف غرفتي، فشغلته ثم انشغلت بأشياء دنيوية أفكر فيها، بعد قليل قطع صوت أفكاري صوت الشيخ يردد «لو أنزلنا هذا القرآن على جبلٍ لرأيته خاشعًا متصدعًا من خشية الله» كأنني أسمعها لأول مرة، تبادر إلى ذهني سريعًا يا إلهي! يتصدع! وأنا لا أكترث ولا يهتز لي رمش أي مرحلة هذه ماذا سيفعل بي الله؟!
فيكمل الشيخ الآية «وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون»
اطمأنت نفسي سريعًا، تفكرنا يا حبيبي تفكرنا
هذا الإله هو الخالق حقًا، لا أحد يعلم الشيء إلى هذه الدرجة إلا من سواه
إذن إجابة السؤال أنه لن يفعل الله بنا شيئًا ما دمنا نتفكر، فهو يعلم هذا الإنسان الضعيف كثير النسيان والتخبط
هذا الدين يستوعب إنسانيتنا بشكل يبهرني دائمًا.

- رؤى سيد.

النسخة المرتلة للشيخ المنشاوي، من النعيم المعجل واللّٰه! ?

الحفظ الذي يسمى حفظًا، هو أن تجلس تسمع الجزء على نفسك غيبًا بغير خطأٍ واحد، تقرأ الآيات المحفوظة في صدرك كأنك تقرأ من المصحف.

أي مستوى حفظ أقل من هذا، هو إما خلل في الطريقة المتبعة في الحفظ نفسه، أو خلل في طريقة المراجعة، أو التعامل مع الاثنين بغير تركيز ولا حضور قلب أو ذهن.

لا ترضى عن نفسك وتنتقل لكميات أكبر، إن لم تتقن الأجزاء التي معك، فإنك لن تتقن الكل وتقدر على سرد القران كله في جلسة واحدة، حتى تتقن هذه الأجزاء الصغيرة.

إن كثُرت أخطاءك في الحفظ، فارجع فاحفظ فإنك لم تحفظ، ولا تمل فإن لك بالحرف حسنة والحسنة بعشر أمثالها، والله يضاعف لمن يشاء، هذا كلامُ الله المتعبد بتلاوته، أنت لا تذاكر متنًا مدرسيًا، أنت في محرابك تقوم بعبادة من أعظم وأجل العبادات.

أثناء التسميع على نفسك أو معلمك استحضر مشهد، "اقرَأ وارقَ ورتِّل كما كُنتَ ترتِّلُ في الدُّنيا فإنَّ منزلتَكَ عندَ آخرِ آيةٍ تقرؤُها"، وكأنك ترى نفسك عيانًا ترفع درجة بكل آيةٍ تقرؤها، وانظر لكل آية لا تستطع الاتيان بها أنها تحول بينك وبين أن ترفع درجات أخرى في الجنة.

لا تقل هذا أمرٌ يستغرق وقتًا طويلا، وما المشكلة إن استغرق عمرك كله، أصلًا ما قيمةُ الحياة إن لم تعشها بين صفحات هذا القران، وما الممتع فيها وما الذي يلتذ به الإنسان ويثلج صدره دون هذا الكتاب؟

صدقني لا شيء، والله لا شيء.

اللهم ارزقنا مع القران عيشةً هنية.

"
عليكُم بالقُرآن ، فتعلَّمُوه وعلِّمُوهُ
أبناءكُم ، فإنَّكُم عنهُ تُسألون، وبهِ تُجزَونَ،
وكفىٰ بهِ وَاعِظًا لمَن عقَل . . ❤️

أحيانًا يمر على قلبي شعور بالحنين الجارف ناحية القرآن، وأودّ لو طويته ووضعته بقلبي على وجه الحقيقة لا المجاز، فيستوعبه قلبي وأرى أثر النور في روحي!

أسأل الله أن يعفُ عن تقصيري في حقه، ويسامح غفلتي عنه، وأن يعلق قلبي به وأن يقبضني وأنا واسعة الخطو في السير إليه??

إنَّ القرآنَ إذا سكَن قلباً سَكَّنهُ. ?

سورة آل عمران بصوت الشيخ المنشاوي من النعيم المعجل بجد :))