كنت أريد الكلام عن جهالات عبدالله رشدي التي ينشرها مؤخرا حول الخلاف بين الأشعرية والسلفية، وخصوصا الخلاف بين مثبتة الأشعرية المتقدمين وابن تيمية، ولكن تراجعت عن ذلك حاليا، ويكفي أن أذكر الآن لكم كون الرجل كثيرَ الخلطِ وسيءَ الفهم في هذا الباب.

وقد أناقش بعض مقولاته لاحقًا إن لزم الأمر بشكل تفصيلي، وإن كان كثير من منشوراتي السابقة قد تضمنت مناقشةَ كثير مما يشاع حول الإثبات الأشعري والإثبات التيمي السلفي.

تعليق

وصلني مقطعان لأحد الرويبضات من السلفيين أيضا ممن ملأ دروسه على الأصبهانية بجهالات لا تخفى على متخصص وهو المدعو حسام الحمايدة=وجدتُه في هذين المقطعين يتناول دليلا ذكره الإمامُ الماتريدي ملخصه:"ولو كان [=العالمُ بنفسه] لحاز كلُّ شيء لنفسه أحسنَ الأحوالِ والصفات وخيرَها؛ فيبطل به الشرور والقبائح فدل وجود ذلك على كونه بغيره. والله الموفق".

ويريد الرويبضةُ بذلك أن ينسب للإمام الماتريدي دعوى خالقية غير الله، وكون خالقية الغير أفضل من خالقية الله.

أقول على سبيل الاختصار:

أولا: لم يقرر الإمام الماتريدي خالقية غير الله، وإنما أراد بيان فساد خالقية العالم لنفسه من خلال فساد اللازم؛ فإن فساد اللازم فساد للملزوم= بطلان اللازم بطلان للملزوم.
فقد يقدر الممتنع والباطل حاصلا؛ ليتبين بطلانه وفساده ببطلان اللوازم اللازمة على تقدير حصوله وتحققه.

ثانيا: الشرور والقبائح تدلّ على وجود الله، ولا يلزم من انتفائها انتفاء وجود الله؛ فإنّ عدم الدليل لا يستلزم عدم الملزوم مطلقا.
وهذا معروف لمن حصل طرفا في العلوم العقلية، فالدليل العقلي يجب طرده دون عكسه.

ثالثا: تقديره للممتنع لا يلزم منه اعتقاده لجوازه أيها الرويبضة الجهول، فلو أن أحدنا قدر كونه خالقا لنفسه؛ لخلقها خالية عن النقص وغير مستلزمة لما فيه فوات منفعتها، ولكن هذا التقدير للممتنع الباطل لا يلزم عند أحد من العقلاء لمجرد فرضه وتقديره إمكانُه لدى من فرضه وقدره، ولكنها الحماقة أعيت من يداويها.

رابعا: هذا الدليل [قد] يستفاد منه إمكان خلو هذا العالم عن الشرور والقبائح عند الإمام الماتريدي وأن في الإمكان أبدع مما كان، ولا يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله بجواز خلو هذا العالم عن الشرور والقبائح فإن الشرور والقبائح لازمةٌ لهذا العالم، ويستحيل وجود الملزوم بدون لازمه، فهل سيشنع هذا الأحمق الجاهل على ابن تيمية بسبب قوله هذا؟!
علمًا أنّ قول ابن تيمية هذا قوي جدّا عندي.

أخيرًا: اتركوا هؤلاء الذين يريدون أن يلبسوا الأئمة شنائع الأقوال التي لا يقول بها أحد من المسلمين، واسمعوا لأهل العلم واتركوا الجهلة جانبا هديتم وكفيتم ووقيتم.

تعليقات مختلفة على بعض ما وصلني في الخاص:

أولا: الاحترام والتقدير عندي لمن يحترم علماء الأمة، وخصوصا ممن كان أقل رتبة منهم في العلم أو جاهلا، فيجب حينئذ أن يظهر تعظيما وإجلالا لهم، وإن خالف أحدًا منهم خالفه لقول معتبر سبقه فيه عالمٌ آخر، وقد رأى قوله ألصق بظواهر النصوص من قول من خالفه مع الإعذار للمخالف وحفظ مقامه.

أما الجاهل يتطاول على العلماء تكفيرًا وتفسيقا؛ فإنّه لن يجد مني إلا وصفه بما يليق به، ولن أكذب في وصفي له.

ثانيا: لم يقل ابن تيمية في النبوات إن الذوات لا تخلق حتى تعدم موادّها تمامًا، وإنما قال بانقلاب الحقائق، وهذه خاصية الخلق عنده، ثم إنّ هذا الانقلاب والاستحالة انقلابٌ تدريجي، وليس شيء من المواد قديمًا بعينه، ولا هي باقية في الشيء الذي خلق منها، ولا أدري لمَ يسارع البعضُ في الكلام عما قلته على سبيل الإنكار مع ظهور سوء تصوره وضعفه في هذه الأبحاث؟!

ثالثا: درس الأصبهانية لن أقدمه خلال أسبوعين قادمين، والسبب انشغالي في مراجعة عمل علمي لأحد الأصدقاء، فألتمس عذر المهتمين به، وسأكمله بإذن الله قريبا.

وصلت لي مقاطع صوتية من الرويبضة الجهول، والذي يشارك الحمار في حماريته واللهِ.

لا يستحي من جهله.

يقول:

المعاني المشتركة لدى هؤلاء
الفلاسفة جواهر معقولة!!

المعاني المشتركة عند ابن تيمية صفات تقوم بالذوات!!

الجوهر الفرد مجرد!!

لم يثبت الفلاسفة المعاني المشتركة قائمة بالذات؛ لقولهم بأن الله لا يعلم الجزئيات!!

جواهر معقولة ليس لها وجود حقيقي خارجًا عندهم!!

يقول الواحد يشرح بعد!!

وأشياء أخرى تدل على ولوجه فيما لا يحسن كعادته.

أقول:

أولا: الكليات لا تختص بالمعاني القائمة بالغير.

ثانيا: **قول ابن تيمية:"المشترك لا يوجد إلا معينا".

معناه وجوده بوجود أفراده**، وليس وجوده كما يقول أرسطو وشيعته في وجود الكلي الطبيعي بحسب نظر ابن تيمية، وهو كون المطلق جزءا من الأشخاص الخارجية، فالتركيب من المطلق وما به التعين تركيبٌ انضمامي.

وليس كما يقول الرويبضة الجهول، قصد ابن تيمية أن المشترك موجودٌ قائمٌ بالمعينات!!

ثالثا: التركيب العقلي في مقابل التركيب الحسي، وكلاهما تركيبان خارجيان عند الحكماء والمتكلمين القائلين بتركب الجسم إما من الهيولى والصورة أو من الأجزاء التي لا تتجزأ، ولكن تركب الجسم من الهيولى والصورة تركيب عقلي خارجي اتحادي، وتركب الجسم من الجواهر الفردة تركيب حسي خارجي انضمامي، فالعقلي هنا في مقابل الحسي، وليس العقلي هنا في مقابل الخارجي، وإنما قالوا ذلك لأنّ الهيولى والصورة الجسمية غير محسوسة.

رابعا: معروض الاشتراك لا يكون له تحقق إلا في الذهن، فإن أخذ بقيد الاشتراك كان هو الكلي العقلي، وليس للعقلي وجود في الخارج اتفاقا، واختلف في وجوده ذهنا، وأما الماهية المطلقة لا بشرط الإطلاق فوجودها خارجًا بوجود مصاديقها لا بوجودها مقارنةً، وقد قال بعض المتكلمين بوجودها كجزء إذ أنها جزء الموجود خارجا، وجزء الموجود موجود، وهو قول ضعيف.

خامسا: اللفظ الصادق على الله وعلى مخلوقاته حقيقة من قبيل المشكِّك، وليس من قبيل المتواطئ قسيم المشكك، وهو التواطؤ الخاص، إن جعل التواطؤ العام مقسِمًا.
وقد يخالف آخرون في التسمية، والأمر قريب، ولكن الاختلاف من جهة الشدة والضعف والأولوية والتقدم والتأخر حاصلٌ، فهي مقولة بالتشكيك كما يقرر ابن تيمية.

سادسا: التحقيق في مذاهب الحكماء والمتكلمين ليس محله هذا التعقيب المختصر، وإنما قصدت به فضحه وبيان جهالاته؛ ليتفطن المغتر به، ويرجعَ من أراد الحقَّ عن متابعة هؤلاء الأقزام الجهلة.

انتهى باختصار

#للحذف

??????

عالجت هذا الجاهل لما تكلمت عن مسألة المجتهدين المتأولين في أصول الدين قبل سنتين، وعلمت غرقه في الجهالة، ثم حذفت مقاطعي فيه من اليوتيوب؛ لكونه لا يستحق المخاطبة.

هذه المقاطع تستطيع أن تجعل لها عنوانا عريضا وهو: (الحمارية إذا حلت محلّ الناطقية)
معذرة لكم على هذه الألفاظ، ولكن هذا ما يستحقه هؤلاء الأقزام الذين تطاولوا على سادات الأمة بدعوى نصرة عقيدة السلف، وهم كالحمار يحمل أسفارًا.

شيء مضحك ومبكي الذي سمعته في هذه المقاطع، أجل المطلق بشرط الإطلاق يعنون به الاشتراك اللفظي!!

وقد سمعت للسوري الرويبضة مقطعا في تعليقه على النونية أيضا يجعلك تحزن على حال الأمة المزري، وقد تصدر مشهدها العلمي هؤلاء الجهلة الرويبضات.

#للحذف

سأجيب على الأسئلة المتبقية لاحقا، فلا تتصل على الخاص حتى لا يتم الحظر، وبالنسبة لسؤال المنهجيات التعليمية للعلوم العقلية فلا تطمع مني بجواب حولها، ولا تسأل فيها مجددا كرما ولطفا.

ولا تقل لي يا شيخ، يا دكتور

لست شيخا ولا دكتورا حقا لا تواضعا ولا غمطا.

قل يا سامي، يا أستاذ هذا أحبُّ إلي.

واصبر حتى يقضي الله لك بفرج?

**أكثر المتكلمين على اعتبارية الزمان؛ لئلا يلزم قدم الزمان على القول بوجوديته مع تحقق سبق الله للعالم وقبليته عليه، وهذه السبقية والقبلية ترجع عند التحقيق إلى الزمان، فإن الشيء إذا وجد بعد العدم فقد حدث زمانا ويتقدمه الموجود قبله أيضًا بالزمان؛ لعدم اجتماعهما وجودا.

والكلام في الزمان والمكان متشعب وطويل جدا، ولا يصلح الاستطراد في حقيقتهما والاختلاف الحاصل فيهما مع هذه العجالة.**

**كل دعوة إصلاحية أو مذهب عقدي اجتهادي له جوانب إيجابية وجوانب سلبية؛ لكونه نتاجا بشريا لا يتصف القائمون عليه بالعصمة الدينية.
وهذه الدعوة الإصلاحية قد ظهرت في زمن انحطاط علمي وديني، فلا بد أن تتضمن شيئا من الصواب والخطأ.
فإنكارها على بعض بدع القبور والمتصوفة مما يحمد لها، وأما التكفير واستباحة الدماء المعصومة من قبل بعض المنتسبين لها فأمر منكر عندي.
ولكن لا يجوز الدخول في نيات هؤلاء المصلحين، ولا اتهامهم في ديانتهم، بل الذي يظهر لي صدقهم وإخلاصهم، وإن أخطؤوا في شيء مما اجتهدوا فيه، فلهم أجر اجتهادهم والله يغفر لهم خطأهم.
ولكن الذي أقرره دائما في قناتي أن هناك جوانب تخالف فيه هذه الدعوة مدرسة شيخ الإسلام ابن تيمية تتعلق بعدد من الأبواب كالإعذار والتكفير والكلام والتصوف وغيرها، فلا يجوز جعل هذه الدعوة تحققا مطابقا لمدرسة ابن تيمية.

هذا باختصار**