‏"ما ابتُلي المسلم بمثل التدرُّج في سلب الاستقامة، كل يومٍ يصبح وهو مُنسلخ من أحد محابِّ الله حتى يصل إلى ما يبغضه سبحانه، وهو لا يشعر!".

?️قال اِبنُ القيّم رحِمهُ الله:

" في القلب نار وحسرات لايطفئها إلا الرِّضا بأمره ونهيه وقضائه، ومُعانقة الصّبر على ذلك إلى وقت لقائه جلّ جلاله ".

? "مدارج السّالكين| [ 3-121]."

«أما الوقارُ، ووضعُ الكلامِ في موضعه، والتوسطُ في تدبير المَعيشة، ومُسايَرةُ الناسِ بالمُسالَمة؛ فهذه الأخلاقُ تُسمى الرزانةُ، وهي ضِدُّ السُّخف.»

-ابن حزم الأندلسي

السُّؤَالُ: كَيْفَ نَنْصَحُ إِخْوَانَنَا السَلَفِيِّينَ المُقَصِّرِينَ فِي مَجَالِسِ الذِّكْرِ وَ حِلَقِ الْعِلْمِ؟

?جَوَابُ الشَّيْخِ مُحَمَّد عَلِي فَرْكُوس حَفِظَهُ اللَّهُ:

تَحْسِيسُ النَّاسِ بِأَهَمِّيَّةِ الدِّينِ وَ الظَّفَرِ بِتَحْصِيلِهِ، وَسِيلَتُهُ الْعِلْمُ وَ الْعِلْمُ لَابُدَّ لَهُ مِنْ مَرَاحِلَ عَلَى الْأَقَلِّ يَأْخُذُ مِنْ هَذِهِ الْعُلُومِ مَا لَا يَسَعُهُ جَهْلُهُ.
فَفِي الْعَقِيدَةِ يَعْرِفُ الْمَعْبُود‌َ وَ يَعْرِفُ الْعِبَادَةَ لِيُؤَدِّيَهَا عَلَى الْوَجْهِ الْمَطْلُوبِ وَ يَعْرِفَ الْأَسَاسَ، وَ لَيْسَ الْمَطْلُوبُ أَنْ يَكُونَ عَالِمًا، لَكِنْ لَابُدَّ أَنْ يَكُونُ عَلَى دِرَايَةٍ بِأُمُورِ دِينِهِ وَ يَعْرِفُ مَا يُضَادُّهَا، فَيَعْرِفُ الشِّرْكَ وَ التَّوْحِيدَ وَ يَعْرِفُ السُّنَّةَ وَ الْبِدْعَةَ، وَ طَالِبُ الْعِلْمِ هُوَ الَّذِي يُمْكِنُ لَهُ أَنْ يَتَوَغَّلَ فِي الْعُلُومِ.

اللَّهُ خَلَقَنَا لِأَجْلِ عِبَادَتِهِ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَ لَا سَبِيلَ لِذَالِكَ إِلَّا بِالْعِلْمِ الَّذِي هُوَ بِالْكِتَابُ وَ السُّنَّةُ، وَ يَجْلِسُ فِي مَجَالِسِ الْعِلْمِ، وَ يَجْلِسُ لِلْوَاعِظِ الَّذِي يُؤَدِّي ذَلِكَ لِلنَّاسِ بِالْوَجْهِ الْمَطْلُوبِ، وَ فِيهِ وَاعِظٌ يَعِظُ النَّاسَ وَ لَكِنْ يُدْخِلُهُمْ فِي الشِّرْكِ، وَ أَهْلُ الضَّلَالِ يَقُولُونَ أَنَّ أَهْلَ السُّنَّةِ مَجَالِسُهُمْ مَجَالِسُ ضَلَالٍ، وَ أَهْلُ السُّنَّةِ كَذَلِكَ يَقُولُونَ عَنْ أَهْلِ الْبِدَعِ أَنَّ مَجَالِسَهُمْ مَجَالِسُ ضَلَالٌ، فَيَرَى مِنْ النَّاسِ مَنْ يُبَيِّنُونَ لَهُ الطَّرِيقَةَ الصَّحِيحَةَ، وَ عَنْ مَنْ يَأخُذ الْعِلْمَ.

مُمْكِن أَنْ يُكَرِّرَ لَهُمْ النَّصِيحَةَ، وَ إِذَا بَقُوا عَلَى حَالِهِمْ لَا يُرِيدُونَ الطَّلَبَ يَتْرُكُهُمْ، قَالَ تَعَالَى: «وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ» لَعَلَّى الذِّكْرَى تَنْفَعُهُمْ، وَ مُمْكِنٌ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ يَتَذَكَّرُونَ، وَ قَدْ لَا يَعُودُونَ، وَ عَزَاءَهُ أَنَّهُ أَدَّى الْأَمَانَةَ وَ بَلَّغَ النَّصِيحَةَ، ذَكَّرَهُمْ بِطَلَبِ الْعِلْمِ وَ هُوَ يُرِيدُ لَهُمْ الْخَيْرَ وَ أَعْطَى لَهُمْ الْيَدَ الْبَيْضَاءَ فَأَبَوْا إِلّا أَنْ يَقْطَعُوهَا وَ اللَّهُ يُعَوِّضُهُ خَيْرًا.

?مِنْ مَجَالِسِ الْمَكْتَبَةِ فِي الْقُبَّةِ يَوْمَ السَّبْتِ 3 جُمَادَى الْآخِرَةِ 1445 هِ الْمُوَافِقُ لِ 16 دِيسِمْبِرَ 2023 م

"فالـذي يراجع الكتب للعثور على حكم مسألة شرعية وإن كان جالسًا على كرسيه، فإنه قد سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا."

ابن عُثيمين رحمه الله تعالى
? رياض الصالحين (ج٥ص٤٣٤).

?️قال العلامة عبيد الجابري رحمه الله:

تذكرون الحديث:‏(إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية) فمن_القاصي_منا؟هو الذي لايرتبط بأهل_العلم والفضل المعروفين بسعة الإطلاع،وسداد المنهج وسداد الرأي والبصيرة في الدعوة إلى الله عز وجل،هذا لابد أن تتوارد عليه الشبه.

طلب العلم في هذا الزمن أعظم حصن بإذن الله تعالى، يَقِيك من الفتن.

ابن تيمية | المقترح 170.

وللعلم مسُّ عشق كما قال ابن القيم -رحمه الله- في كتابه روضة المحبين:
"وأمّا عُشّاق العلم فأعظم شغفًا به وعشقًا له من كل عاشق بمعشوقه، وكثيرٌ منهم لا يشغله عنه أجمل صورة من البشر"