أبرز وأقوى ما يميز فكرة المقاومة بالنسبة لي، أنها كلما استنزفت وسال منها الدم اتجهت أكثر ناحية نقطة اللاعودة، حيث ما دُفع لم يعد يقبل التفاوض، ولا قيمة للاستسلام حيث لا نجاة، أو كما قال مصطفى إبراهيم: تمن القضية اللي اندفع مبقاش يجوز يرجع.

تخيل نفسك نائمًا على سريرك، تنزوي في مساحة ضيقة رغم رحابة السرير، فقط لأنك تحافظ على الركام الذي تحب أن تحيط به نفسه بداعٍ أو بدونه حولك على السرير. ثم تخيل أحد أحبائك وقد أتى يريد النوم بجانبك، تريد أن تفسح له مساحة في سريرك الواسع لكن الركام بجانبك يعوقك،…

تخيل نفسك نائمًا على سريرك، تنزوي في مساحة ضيقة رغم رحابة السرير، فقط لأنك تحافظ على الركام الذي تحب أن تحيط به نفسه بداعٍ أو بدونه حولك على السرير.

ثم تخيل أحد أحبائك وقد أتى يريد النوم بجانبك، تريد أن تفسح له مساحة في سريرك الواسع لكن الركام بجانبك يعوقك، ماذا ستفعل في هذا الركام ساعتها؟ ستزيحه أو ستلقي به على الأرض لتفسح لحبيبك الذي أتى يريد مساحة.

فسريرك هو سعتك، والركام هو ذاتك، وحبيبك هو حبيبك، وأنت هو أنت، وأنت عندما تزيح ذاتك قليلا وتتوقف مؤقتا عن الانشغال بها كي تنصت لحبيبك وتفسح له في نفسك مجالا تكون قد أعطيت وأخذت.

فما أعطيته هو هذه السعة الغالية، سعة الإنصات والمعية، وما أخذته أنك أزحت ركام ذاتك الذي يملأ عليك فراغك لكنه يصير مزعجا مع مرور الوقت، حتى إذا ذهب الحبيب انتبهت لمساحة الفراغ، فذهبت تعيد ترتيبها مرة أخرى وقد انفض غبارها وآن أوان وضع كل شيء في مكانه.

ولو أنك اعتدت هذا الإنصات وهذه المعية، لما ازدحمت ذاتك أبدا بالركام، ولا غطاها الغبار.

50% - 50%
شكرا يا شباب، زودتولي الحيرة 😆

بيتضح ليا مع الوقت إن مافيش حاجه اسمها كذا صح كدا وخلاص وكذا غلط كدا وخلاص، أو كذا حلال كدا وخلاص وكذا حرام كدا وخلاص، في فرق بين إن كذا حرام أو غلط بدون سبب وبين إنه حرام أو غلط بس أنا مش عارف السبب. مهم لما نتكلم عن الأخطاء إننا نفهم ليه الأخطاء أخطاء،…

الظروف الصعبة بتخرج ناس أقويا عشان بتحطهم في مواجهة مع الواقع فقط لاغير، بيدركوا إن مافيش خيارات زي العادي، وإنه خيار واحد، فا بيتحركوا للخيار الوحيد بحكم المسئولية، وهو إنهم يكونوا أشخاص أكثر جدية.

لكن ولا بتخرج ناس أقويا عن طريق الانهزام النفسي، ولا عن طريق اللامبالاة، ولا عن طريق الحماس اللحظي، وبيني وبينك، ولا عن طريق التضحية حتى..

يا تواجه وتشتغل بالطريقة المملة البطيئة ذات الجدوى على المدى البعيد، يا إما تريح وتستريح، الحياة ليها نظام، مش هتغيره عشان انت زعلان منه.

كانت جدتي مزارعة، أستطيع الادعاء أنها امتلكت نصف الحكمة التي يحتاجها إنسان العصر الحديث لما كانت تقول باستمرار: كُلُّه بأوانه.

ألاحظ أن بعض أعمال الخير لا يمكن أن تحدث دون وجود ما يقابلها من أعمال الشر، ولا أعني التباين، أن يتباين الخير عندما نرى الشر بجانبه، وإنما أعني الحدوث في الحقيقة، بعض أعمال الخير لا معنى لوجودها أصلا دون وجود معاني الشر.

ما يعني أنه وبصورة ما، بعض أعمال الشر هي محفّز رئيسي ووحيد أيضًا لبعض أعمال الخير، إن لم نكتشف في النهاية أن الشر هو وقود الخير أصلًا، ولأجل ذلك قد نستنتج أنه لا يوجد شر أصلًا، وإنما الشر وسيلة الخير للتحقق بالفعل.

فعلى سبيل المثال، الاستعانة بالله من شر ما خلق تعين العبد في الحقيقة على التقرب من ربه والاحتماء به، ولولا شر ما خلق لما رأى العبد في الاحتماء بربه حاجه، فلا أدرك هذا السبيل لعبادته، كما أن النهوض لمجابهة هذا الشر تحيي في النفس معاني الجهاد المختلفة، فتزكيها وتدفعها للرفعة.

ولهذا نرى أن الإشارة للجنة لم تكن أبدًا إشارة لمعنى الخيرية، فالجنة بكل صراحة هي النعيم، لا معنى أصلا للخير فيها، لأنها خالية بالفعل من الشرور.

من أحد زوايا الإدراك، يمككنا على سبيل الحقيقة لا المجاز، اعتبار الألم المكافئة، واللذة العقاب.