بعض الناس؛ دمعته تقطر على قلبه، لا على وجنتيه، حزنه خلوة، وجرحه سرٌ بينه وبين ربّه.
وبينما يبتلُّ قلبه ويخضر، وينفذ النورُ السماوي لداخله من دعواته بالجبر، تنمو الأشجار بجوفه وتكبر، تخرج الأغصان من عينيه، فلا تكون كلمته، وحركته وسكنته سوى ثمرةٍ يدنيها على من معه، لا يأتيك من جهته الأذى أبدًا، فإن عجزَ عن نفعك، فلا أقلّ من أنّه كفَّ عنك يباسه، ومرَّ عليكِ بظلٍّ وارفٍ خفيف.

لا يشقيك أن تمنح، يشقيك الخوف، ألا تعرف إن كنت تبذل قلبك في المكان الصحيح.

لا تحتمل اليد الممتدة المعطاءة أن ترتجف، ليست تلك طبيعتها.

{الله لَطِيفٌ بِعِبَادِه}

ومن اللُّطف: ترتُّب الأحداث الَّتي يبدو في مفردِها الشَّر، وفي مجموعِها ونهايتِها الخير كلُّه.

- محمد الخفاجي.

الأمان سرٌّ وبركةٌ إلهية يضعها الله بين شخصين؛ قد تحسه مع شخص تراه لأول مرة، وقد تفتقده مع آخر عشت معه لسنين.

كلٌّ منا له مفتاحه الذي يستفتح به باب الدخول على ربنا سبحانه وبحمده.
والعبد المُوَفَّق هو الذي هُدِي إلى مفتاحه ، فمنا من مفتاحه الذِّكر، ومنا من مفتاحه الصدقة، ومنا من مفتاحه الرفق والرحمة، ومنا من مفتاحه الإصلاح بين الناس، ومنا من مفتاحه نشر العلم ومذاكرته، ومنا الذي بابه الفقر إلى الله تعالى، ومنا من بابه الثناء على ربه وتعداد نعمه، ومنا من مفتاحه صفاء النفس وسلامة الصدر، ومنا من مفتاحه الدعاء، ومنا من مفتاحه إقامة ورده، ومنا من مفتاحه الحب ، سبق به وحلق بعيدا، ومنا من مفتاحه التعرف على النبي ﷺ واللهج بسيرته، ومنا من بابه العفو، ومنا من بابه السجود، ومنا من مفتاحه البرُّ..وهكذا..

فسَلِ الله تعالى أن يصلك به ويدلك عليه وييسر ذلك لك.
كان من دعاء سيد المرسلين ﷺ : واهدني ويسِّر الهدى لي.
فاللهم اهدنا ويسر الهدى لنا.

‏لا يرغب الناس في منطفئ، بل يزهدون فيه، والذي يقبلك حين تُقبل عليه " على ما كان فيك" هو الذي خلقك من عدمٍ..وحده!
‏سبحانه وبحمده!

لا تدعه يعذّبك؛ طولُ الطريق الذي لاحَ لكَ كلما رفعتَ ناظريك!
إنّما تُطوى الطرقُ برحمة الله، والنظر في السماء، وتفقّد القلب.

ولعل الدعاء الطويل يبتلعُ الطريق الطويل..

«المؤمن صَمُوت، أشغله طولُ التفكّر عن الفضول، خطاياهُ تُديمُ حُزنه، نفسُه منه في عَنَاء، والنّاسُ منه في عَافية، يَوَدُّ لو خَفَّ حملُه.»

- بدر الثوعي.

٫٫أسيرُ بين الطرقاتِ وحدي،
سعيدٌ لأنني وحدي،
حزينٌ لأنني وحدي،،

- عبدالرحمن جمال.