السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

غالبًا لن يحتاج منك المُقرر لقراءته ووعايته أكثر من رُبع ساعة، فلا تبخل على نفسك بالخير، أتجعل أول الدورة آخرها بالنسبة إليك ؟ أتتكاسل في أول السباق ؟

اليوم ~ راحة واستدراك ~ هناك دومًا فرصة للبدء مهما بدا لكَ أنت متأخر ?

-

للتحميل

النسخة الإلكترونية للكتاب.

نستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه.
لنا عودة بإذن الله...
والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

قَالَ وَقُلتُ!

قَالَ: الشَّيءُ الأكثَرُ إزعَاجًا فِي الحَيَاة، هو أنَّ الشَّخص الصَّادِق يخسَرُ دائِمًا فِي صِرَاعِ الكَلِمَات، لأنَّهُ مُقيَّدٌ بِالحقِيقة.. بينَمَا الشَّخصُ الكَاذِب يُمكِنُه أن يَقُولَ أَيَّ شيء!

قُلتُ: الصَّادِقُ مُنتَصِرٌ دائِمًا، حتّى فِي صِرَاعِ الكَلِمَات.. وَيَكفِيهِ فَضلًا وَشَرفًا أنَّه لَم يُدنِّس قَلبَهُ ولِسَانَه بِالكَذِب.. وَاتَّصَفَ بِأسمَى صِفَاتِ أهلِ الإِيمَان، وَارتَقَى إِلى التَّسوِيَةِ بَينَ سِرِّهِ وَعَلانِيتِه، مَطلُوبُهُ رِضَا رَبِّه وخَالِقِه، وامتِثَالِ أمرِه، وتتبُّعِ محابِّه.. فَقَلبُهُ مطمئِنٌّ بالصدق.. عامِرٌ بالإيمان.
أمَّا الكَاذِب فخاسِرٌ أبِدًا! ويَكفِيه شرًّا وخسَارةً أنَّهُ انحَازَ بِكَذِبِه وَلَو فِي كَلِمَاتِهِ إِلَى صَفِّ أَهلِ النِّفَاقِ، وَيَكفِيهِ شَينًا أنَّه حَتَّى لَو حَدَّثَ بِصِدقٍ لَم يُصَدَّق!
وَقَد قِيلَ؛ أعدلَ شَيءٍ عَلَى الكَذَّابِ لِسَانُه، يَكشِفُهُ عِندَ اضطِرَابِه ونِسيَانِه!..

-فَجَوهَرُ الرِّبح وَالخَسَارَة هَاهُنَا، إِنَّمَا فِي رَاحَةِ القَلبِ وَسُكُونِهِ بِالصِّدق، وَاضطِرابِه وتَناقُضِهِ بِالكَذِب.
الصِّدقُ أصلُ البِِرّ، والكَذِب أصل الفُجُور..
الصِّدقُ طَمَأنِينَة، وَالكَذِبُ رِيبَة..

*?️ غ.ق*

وبِمن العِزَّة؟!

ولن تشعُر بِالعِزَّة، إِلَّا حِينَما تُصاب بِالخيبَة مِن كُلِّ جانِب.. مِن أشخاصٍ أعِزَّاء أو غيرِهم، أو حتَّى أيَّ موضُوع يُشغِلك، ولِبرهةٍ تُدرِك بِأنَّ أقربَهم لِقلبِك وعقلِك ليس مُطالَبًا بِأن يسمعَك، أو يمسح عَلى قلبِك، أو يفعل الأكثر مِن ذلِك بِتفرِيجِ همِّك!
أنت وحِيدٌ أيُّها المُسلِم المُوحِّد، حرِيٌّ بِك أن تفهم أنَّ دار البلاء لا عزِيزَ فِيهَا، أنت وحِيدٌ أيُّها الإِنسان، لن يعصِمَك عملُك ولن يدُوم لك، لا بقاء للرَّخاء ولا حتَّى الشَّقاء وإن طال، ولقد طال!
أنت وحِيدٌ أيُّها الفقِير، فلا غِنى الدُّنيا غِنى! ولا فقِير الدُّنيا فَقِير الآخِرة، إنَّما الفقِير فَقِير الزَّاد!
أقلِّب الكفَّين لِي أعوام ويدُور الحال من مقامٍ لِمُحال؛ ولا يسأل عن حالِك إِلَّا أنت، وكأنّ أهوال القيامة الكُبرى سرِيعة القُدوم، فمِمَّن تنتظِر العِزَّة؟! لا عِزَّة إِلّا بِالله، فإِن طال المآل، فالحال حالُه، والطَّرِيقُ طرِيقُه، والقدر قدره، ومردُّك له سُبحَانه، تحزنُ ولَا تتوقَّف جداوِلك عن البُكاء، وبِداخلِك شُمُوخ وثِقة، وانتِظار السِّنِين التِي لا تعلم متى ينفكُّ قيدها، كلّ هذا ولا عزِيز لك إِلَّا الله.

*✍? طائر مفارق*
.