دعينا نهرب
من ضجيج الناس
وصوت
السيارات التي تجوب
مدينتنا
دعينا نهرب
من كل شيء
ودعيني أنام على
فخذيكِ
لا توقظيني
قبليني قبلة واحدة
اثنان، ثلاث
ونامي

-آيهم

كان البارحة يوماً
حزيناً
وأشتقت أليكِ
وكان اليوم
جيداً
وأشتقت أليكِ
لا أعلم مالذي سيجلبهُ
الغد
اذا كان جيداً
حزيناً
لكن
سأشتاق لكِ

-آيهم

حبيبتي
خرافات الخلود
جميعها
كاذبة
ولكن أيقن
بأنها
تصبح حقيقة
فقط عندما
تلمس يداكِ وجهي

-آيهم

حبيبتي
لا تضيعي وقتكِ
مع محمود درويش
ونزار قباني
فهما يصلحان لكل شيء
أعطفي على الذي
كتب
عمرهُ على الورق لكِ
واقرأيني أنا
انا الوحيد هنا لا يصلح لشيء
بدونكِ
أعطفي عليّ

-آيهم

ستكونين الشخص الوحيد الذي أتذكرهُ
حين يمتلئ رأسي شيباً
وأصبح في سن
الثمانين
سأعرفكِ حتى وأنا بلا ذاكرة
لن يستطيع الزهايمر أن يطوي صفحتكِ
وأن ضاعت ملامحكِ
من رأسي
سوف أتذكركِ
من الرجفة التي تصيب قلبي
حين سماع أسم يشابه
أسمكِ
حتى دودة الأرض لن تنهشكِ من ذاكرتي
بعد موتي

-آيهم

آه يا حبيبتي
بقدر ما هناكَ حياة
هناك موت
بقدر ما هناكَ علم
هناكَ جهل
بقدر ما هناكَ ماء
هناك عطش
بقدر ما هناكَ أشجار
هناكَ جوع
وبقدر ما هنالكَ أنتِ
هنالك أنا

-آيهم

أن تعيش في بلد المجد
والتاريخ والعروبة والثقافة
والعلم والادب
في بلد الانبياء والعلماء
والعباقرة الاكفاء
في بلد الرسم والنحت
في بلد الرواية والحكاية
والفن والموسيقى
أن تعيش في بلداً يمتلك أعظم لغة
في الكوكب
وأكن عاجزاً عن وصف
عيناكِ البنيتانِ
حقاً أنا في مأزق

وصِية الشَهيد علي رِشم :
حَبيبتي لاتنتظري
إنا على سفرٍ دائم
لم أخذ حَبكيِ معي
لا اريدهُ ان يرى المقابر
حَبيبتي تركتُ لكي حباً يكفيكي
عُمرًا مِن العِشق
لا تكوني هواءً قَد يستنشقكِ
مِن لا يستحقكِ
أذكريني فِي أي ليل
سأتي عَلى احَر مِن الرَصاصه

أراهم يبحثون عن الأمان
في بلادهم
وبين عائلاتهم
وبين اصدقائهم
وفي صدور أحبائهم
وأنا ذاكَ الذي في زقاق
عينيكِ يرضيهُ التشرد

حتى الطير لها أوطان تعود إليها،
وأنا ما زلت أطير.

- مظفر النواب.