"زمان كنت بعتقد البطولة هي فعل الخوارق، لكن حاليًا البطولة فِ عيني هي القيام بالواجب واحترام المسئولية العادية"

جملة تلخص فكرة الوعي بحقيقة من أهم حقائق الدنيا

يا ليتنا ندركها قبل فوات الأوان .. يا ليت.

كم مرة كان الرحيل هو الخيار الافضل و لم أسلكه !
لم ابتعد عندما كنت بحاجة للتلاشي
لصقت نفسي تمويهًا رغم انني اخطئت في لصق اجزائي بأماكنها المفروضة
لكنني وفيت بالغرض ،
و واصلت بالوجود ،
الوجود هذه المشكلة العظمى التي ظلت تلاحقني لربع قرن
كان الخلل الاكبر فيّ ،
افكاري معتلّة ، قراراتي عقيمة
ردود فعلي صارخة و مؤلمة
كأنني لست انا ، انا اشاهد المسرحية لكنني لا أمثل فيها
انا لستُ مكتئبة ،
انا ارى الارض رمادية فقط ، لا استطيع ان المح الاخضر فيها
كان الرماد يدخل صدري ، يتكوم كتلالٍ صغيرة
ينتظر ان اميل فقط حتى يتناثر فيّ و يصبغني
كنت اريد ان اعتذر بشدة للمتواجدات بداخلي
كان المنظر مرعبًا لهن ، ان يشاهدن العاصفة
ان يكن جزءًا منها
ان يصيرن بداخلها، ان يصبحن مثلي
لست مكتئبة ، انا اشعر بثقبٍ في صدري
و لسببٍ ما ، هذا الثقب لا يصطحب الرماد سوى للداخل
كان داخلي مقرفًا ، مشرحة معتمة لا تحتوي سوى جثث متعفنة
مجرى مياه يابس منذ قرون
دوامة رماد كنت تستطيع رؤيتها ان امعنت نظرك داخل صدري
كنت تستطيع ان ترى الالم و ان تضع اصبعك فيه خائفًا ان يبتره
لكنه لا يفعل ، هذا النوع من الالم يهضم نفسه و يجددها
المٌ خالد ، سيزحف من هنا
الى ان يصل جميعك ، و عندما يفعل
ستخرج من الصورة و تصبح مشاهدًا ساكنًا مجبرًا
تابع المك ، سايره
قل له نعم ، انا هنا
و سأرحل معك وحدي .

نرحل شيئًا فشيئا | سيرغي يسنين

"ها نحن نرحل شيئًا فشيئا
إلى دار السكينة والنعيم.
ربما آن لي أنا أيضًا
أن أستعدّ قريبًا للرحيل.
يا مروج الحور الغالية!
أيتها الأرض! وأنتِ يا رمال السهول!
أمام هذا الرعيل من الراحلين
لا أملك أن أُخفي اضطرابي.
ما أكثرَ ما أحببتُ في هذه الدنيا
كلَّ ما يحيط بالروح من جسد.
سلامٌ على الحَوْر الناشرِ أغصانَه
محدِّقًا بالمياه الورديّة!
ما أكثر ما راودني في السكينة من أفكار،
ما أكثر ما ألّفتُ في سرّي من أشعار،
وعلى الأرض الكئيبة هذه
كنتُ سعيدًا أنني أتنفّس وأعيش.
كنت سعيدًا أنني أقبِّل النساء،
أدعك الأزهار، وأتقلّب على العشب
والحيوانات التي كأخوتنا الصغار
لم أضربها على رأسها ما حييت.
أعرف أنه ما من أحراش تزهر هناك،
ولا رنين لشوفانٍ كأعناق البجع.
لذلك أمام رعيل الراحلين
دائمًا تعتريني الرعشة.
أعرف أنه لن يكون في تلك الدار
هذه الحقول الذهبيةً المشعشعة في الظلام.
لذلك، غالونَ عليَّ الناس
الذين يعيشون معي على هذه الأرض".

وها هو ذا وحيد ثانية، ومن جديد يشمله السكون.. والوحشة التي هدأت قليلاً تعود تطبق على صدره بأقوى مما كان. وتدور عيناه بقلقٍ وعذاب على الجموع المُهرولة علىٰ جانبي الشارع: ألن يجد في هذه الآلاف واحداً يصغي إليه؟ ولكن الجموع تُسرع دون أن تلاحظه أو تلاحظ وحشته.. وحشةٌ هائلة، لا حدود لها. لو أن صدره انفجر وسالت منه الوحشة فربما أغرقت الدنيا كلها، ومع ذلك لا أحد يراها. لقد استطاعت أن تختبئ في صدفة ضئيلة فلن تُرى حتى في وضح النهار..

- تشيخوف.

"ثم ستدخل بيننا المدن، ولن نلتقي بعدها أبدًا، حتى الصدف لن تجمعنا
ربما فيما بعد سيموت أحدنا والاخر لن يعرف عنه أبدًا."

‏ضجيج يملأ رأسي
صداع شديد وقاسٍ
كأن أحدهم نسيَ
صرخته بداخل رأسي.

‏أثناء مكالمتنا ليلة البارحة
سقط من على صدري كل شيء
كل شيءٍ وطفوت بخفة
‏طفوت في الغرفة حتى لمست السقف

‏أتعرفين ؟ لاتوجد بداخلي شحنة
حياة حقيقيَة ، هذا هو الشيء
الذي أفتقده كثيراً ، أشعُر أنّني
لستُ سوى رَعشة من الضجر ،
عندما أُحاول أن أفعل شيئاً ،
أرغب في أَنْ أقوم بشيء آخر
وأُصاب بتلك الرَعشة ، شخصاً
آخر ربما لايُلقي بالاً برعشة
مثل هذه ، وينساها على الفور ،‏
أمّا أنا فأحملها طويلاً في قلبي .

- نتاليا غينزبورغ

القلق،
مدموغ في لحمي،
في شفتي و معصمي
في ترقوتي و باطن ركبتي و أسفل نهدي
يسمي جسدي البركان
يحبني و يخافني في الوقت نفسه
يخشى أني سوف أحرقه هو أيضًا.

—مراسلات بين الشاعرتين جوليا كولشينسكي و لويزا موراديان

يقولون إن الحياة كانت شاقة حينها؛
المال كان شحيحًا
لكني أذكر طفولتي، وأعرف أن هذا ليس صحيحًا

أمي، كانت تعد العشاء
أبي، كان يعود عند الخامسة
كنا جميعًا ننتظر وصوله جلوسًا إلى المائدة
لم نأكل من المايكروويف
أو المطعم في آخر الشارع
أكلنا طعام ماما، الذي لا يقاوم
لم نأكل أمام التلفزيون والهاتف بين أيدينا
لم نضع السماعات لمتابعة أحدث الأغاني
كنا نجلس إلى المائدة
كلا في مكانه، بلا مفاجآت، الوجوه مألوفة
الإخوة على يساري والأخوات إلى يميني
هكذا، كل ليلة
ضحكنا وتسامرنا وتكلمنا وأكلنا؛ كنا عائلة

ألا ترى،
رغم أن البعض نشأ فقيرًا
يمكنك ملاحظة أنه ليس أنا
أكلنا الخضروات والبسكويت
وأضلع الضأن والبازلاء الطازجة
قلنا: نعم يا أبي، قلنا: لا يا أبي
قلنا لماما: شكرًا، ومن فضلكِ
لذلك، عندما تتحدث عن الحياة الأسرية
أو كيف كانت سابقًا
رغم أن كثيرين امتلكوا أموالًا طائلة
لم يكن أي منهم غنيًا مثلي.

جان راين